احتفالات مصر بقناة السويس الجديدة صاحبها اطلاق اشارة البدء في مشروعات قومية كبري مثل تنمية محور قناة السويس وزراعة مليون فدان في سيناء والاستزراع السمكي في شواطئها.. وهي مشروعات يمكنها أن تنقل مصر خطوات كبيرة علي طريق الاستقرار والتنمية والاكتفاء من الغذاء. أكد خبراء الزراعة أن شبه جزيرة سيناء هي الأمل لمصر زراعياً وصناعياً بما تحويه من كنوز وموارد طبيعية هائلة ويمكن زراعة مليون ونصف المليون فدان علي أراضيها في فترة قصيرة بفضل ما يسقط عليها من مياه الأمطار المصدر الرئيسي للري هناك إلي جانب المياه الجوفية. أضاف الخبراء ان هناك نحو 600 بئر مياه جوفية ضمن مشروع المليون فدان أعلنت الحكومة الانتهاء من تنفيذها بالإضافة إلي 500 بئر أخري جري التعاقد علي تنفيذها خلال عام واحد. أضاف الخبراء أنه يمكن استزراع 400 ألف فدان علي ترعة السلام بشمال سيناء وخلق مجتمعات عمرانية جديدة بدأ تنفيذ بعضها مثل مدينة الاسماعيلية الجديدة لربط سيناء بالدلتا وخلق فرص عمل جديدة للشباب. أكد خبراء الثروة السمكية توفر امكانيات هائلة بشواطئ سيناء للاستزراع السمكي اعتمادا علي توفير الغذاء اللازم لها من خلال إنتاج نوع معين من الطحالب تم اجراء تجارب ناجحة عليه. أشار الخبراء إلي أن تنمية محور قناة السويس وتحديث الموانئ المصرية لاستغلال موقع مصر المتميز وإقامة مشروعات صناعية وزراعة متكاملة لنقل الاقتصاد المصري لمرحلة أكثر تطوراً. يقول د. سمير غنيم استاذ الزراعة والثروة السمكية ومؤسس كلية الزراعة بجامعة قناة السويس وعميدها السابق ان أراضي سيناء متنوعة وزاخرة بكل أنواع الخيرات منها ما يصلح للزراعة لتكون ضمن مشروع المليون فدان وهناك بالفعل أراض صالحة وجاهزة تبلغ "100" ألف فدان لا ينقصها شيء سوي ضربة البداية. أضاف أن هناك أراضي لا تصلح لزراعة المحاصيل الغذائية ويمكن زراعتها بأنواع من الطحالب لإنتاج الوقود الحيوي وبكميات هائلة واقتصادية ويمكن استخدامه كوقود للطائرات وسعر الطن الواحد منه يصل ل 1200 دولاراً وهو ما يفوق أسعار البترول. أشار د. غنيم إلي أن هناك أيضاً نوعاً من الطحالب يسمي "أرتيما" يتم انتاجه في المياه المالحة ويستخدم في تغذية الأسماك والجمبري ونحن نستورد الكيلو جرام منها ب "150" دولار ولو انتجنا هذا النوع من الطحالب سوف نسهم بشكل كبير في إنتاج مئات الأطنان من الأسماك بكافة أنواعها وفق أحدث طرق التغذية العالمية وفي سنة 1990 قمنا بعمل التجربة وكانت مع شركة النصر للملاحات ببورفؤاد جاءت النتائج مبشرة للغاية وذات عائد اقتصادي ضخم ويمكن عمل هذا المشروع علي أراضي سيناء. يري د. غنيم أن هناك خططاً لحفر 60 بئر مياه عميقة في سيناء من أجل اضافة أراض زراعية جديدة من الممكن أن تمر هذه المياه في أحواض لمزارع الأسماك قبل أن نستخدمها في الأغراض الزراعية بطرق غير تقليدية بعمل أحواض ترسيب لتخزين المياه في مناطق الآبار لأن 60 بئر مياه تعطيني "3800" حوضاً لزراعة الأسماك بطول "120 كيلو مترا" لتصل المساحة الإجمالية لنحو "5" آلاف فدان لإنتاج الأسماك قبل استخدامها في الري. أضاف د. غنيم أن كل هذه المشروعات مترابطة مع بعضها البعض وتحتاج لإنشاء "مفرخات" لزريعة الأسماك مؤكدا أن اساتذة جامعة قناة السويس لديهم الخبرات الكبيرة التي يحتاجه المشروع مطالباً بإنشاء مصانع أعلاف للتغذية وعمل دورات تدريبية للعمال لأن كل هذا سوف يؤدي لاكتفاء مصر ذاتياً من الأسماك فقط من منطقة سيناء. يقول د. عبدالفتاح صديق استاذ نظم المعلومات والاستشعار عن بعد بجامعة عين شمس ومستشار محافظ شمال سيناء سابقاً إن حلم المليون فدان يبدأ تحقيقه من سيناء فهي الأمل لمصر والرئيس السيسي يعلم ذلك جيداً وما مشروع تنمية محور قناة السويس إلا بداية الطريق خصوصاً بعد افتتاح القناة الجديدة وزيادة عرض القناتين. أضاف أن سيناء تبلغ مساحتها 61 ألف كيلو متر مربع أي نحو 6% من مساحة مصر أي ضعف مساحة الدلتا مرتين ونصف وتمتلئ بخيرات كامنة تم اهمالها وتأجلت التنمية بها كثيرا ولو تمت لتغير وجه الحياة في مصر منوها إلي أن كل هذا يؤمن قناة السويس الجديدة من جهة الشرق حتي الممرات وهي كلها مناطق مفتوحة تنتظر التنمية. يضيف د. صديق أن هناك مساحة "800 ألف فدان" تقع بين المنطقة التي تم البدء باستصلاحها في شرق البحيرات المرة وشرق الإسماعيليةوالسويس وإذا تعمقنا أكثر قليلا فإن المساحة ستزيد لمليون ونصف المليون فدان واعدة بالزراعة وبأنوع مختلفة فأرض سيناء تصلح لزراعات مختلفة ومتنوعة وعلي رأسها الخوخ والتفاح والموالح وأيضاً المحاصيل الحقلية مثل القمح والشعير والنخيل والتين والعنب. يشير د. صديق إلي أهم مصادر المياه هي بالترتيب حسب الكميات الأمطار والمياه السطحية والجوفية وأيضا مياه النيل التي يتم نقلها من ترعتي الإسماعيلية والسلام ويعتبر الري بالتنقيط أفضل أساليب الري بسيناء وأكثرها شيوعاً هناك وذلك لتوفير كميات المياه لري أكبر مساحة أرض ممكنة خصوصاً في مناطق الشيخ زويد ورفح والعريش وذلك لارتباطه بنظام الزراعة المحمية وهناك أيضا الري بالرش وهي طريقة حديثة تستخدم في منطقة شرق البحيرات المرة. يري د. صديق أن دعوة الرئيس لتنمية سيناء وتصريح رئيس الوزراء بضرورة تنمية سيناء زراعياً وصناعياً لخلق مجتمعات جديدة ما هو إلا بداية لخير وفير لصالح الوطن. أكد المهندس د. ممدوح حمزة الاستشاري العالمي أن مصر تحتاج لعدة مشروعات عملاقة كي تنطلق وتحتل المكانة الاقتصادية المتقدمة التي تستحقها ويعد مشروع قناة السويس نقطة البداية وأمامنا عدة مشروعات أخري لا تقل أهمية عنه مثل المشروعات الزراعية. طالب د. حمزة بإقامة مزارع تعاونية لا تقل مساحة المزرعة الواحدة عن 2500 فدان وتتم زراعتها وحيازتها ل "600" أسرة منوهاً إلي وجود أماكن كثيرة تصلح لهذه المجتمعات الزراعية في الصحراء الغربية وعلي بعد 250 كيلو مترا من الوادي القديم. أضاف أن هذه هي الطريقة المثلي لاستصلاح المليون فدان التي تعتزم الدولة استصلاحهما في الفترة القادمة منوهاً إلي ضرورة إقامة هذه المزراع بكثافة في سيناء للاستفادة من مساحتها الشاسعة ولتنميتها وخلق مجتمعات عمرانية بها إلي جانب مشروعات أخري كمحور قناة ا لسويس لخلق منظومة متكاملة لتنمية هذا الجزء الذي أدرنا ظهرنا له طويلاً وهو "سيناء". أكد د. حمزة أنه كي تنطلق هذه المشروعات بطول مصر وعرضها لابد من وجود شبكة طرق تسهل الوصول لهذه المناطق مثل عمل طريق سكة حديد دائري لمصر من الساحل الشمالي وتوشكي ومرسي مطروح وذلك لاستغلال الأراضي والأحوزة المهجورة وتنميتها خصوصا بصحراء مصر الغربية والشرقية التي تعتبر كنز مصر المهمل ويمكن فقط علينا البداية. طالب حمزة بضرورة إقامة المشروع القومي لانتاج الشتلات والبذور والتقاوي الزرعية علي أرض مصر إلي جانب المشروعات الكبري السابقة وذلك لسد احتياجات المشروع وأيضاً للتصدير للبلدان العربية والأفريقية مؤكداً علي الاهتمام بزراعة القطن المصري بمفهوم جديد علي أن تكون كافة مراحل الإنتاج والتصنيع في مصر من البذرة حتي مراحل المنسوجات للتصدير الخارجي. أما بالنسبة لإقامة المزارع السمكية كما تخطط الدولة في سيناء ضمن تنمية محور قناة السويس فلابد حسب د. حمزة أن يضاف لهذه الخطط منظومة كاملة للاستزراع السمكي في أعماق البحار في أحواض علي أبعاد تتراوح بين 5 و7 كيلو مترات من الشواطئ المصرية بهدف إنتاج "250" ألف طن أسماكاً في العام علي أن يتم الغاء كافة الأنشطة للاستزراع السمكي علي الأراضي أو في نهر النيل لمنع التلوث. أكد اللواء عصام بدوي أمين عام اتحاد الموانئ العربية أن مصر تحتل موقعا جغرافياً مهماً حباها الله به حيث تتوسط العالم بشرقه وغربه وتطل علي أهم بحرين من حيث مرور التجارة العالمية ولا ينقصنا سوي الاستفادة من هذا الموقع المميز من خلال تنتمية كافة الموانئ المصرية لتكون علي قدر الموقع الجغرافي ومشروع تنمية محور قناة السويس ما هو إلا البداية وذلك لتعظيم استفادة مصر من التجارة العالمية منوهاً إلي ضرورة تنمية كافة الموانئ المصرية من ميناء دمياط وبورسعيد والسويس والعين السخنة. يضيف بدوي نحن لم نحفر القناة الجديدة بهدف زيادة عدد المراكب فقط ولكن نطمع لجعل المكان هو الأكبر في المنطقة ومن أهم الموانئ العالمية وتعظيم دورها كمنطقة لوجستية وصناعية تقدم خدمات القيمة المضافة للمنتج غير الكامل التصنيع ونستكمل توزيعه حتي نجذب الشركات العالمية الكبري في كافة المجالات لإقامة صناعات تكميلية في منطقة محور قناة السويس.. مطالبا بأن يتواكب معها تطوير الموانئ من حيث نظم الإدارة لتسهل علي المستثمرين نقل بضائعهم وإقامة المشاريع لخدمة ما هو قائم من صناعات وعمليات شحن وتفريغ وتصدير المنتجات الزراعية والصناعية أو خدمة مشروعات الثروة السمكية المزمع إقامتها بالمنطقة. يشير اللواء عصام إلي أن استكمال المنظومة بالمنطقة يعتمد في الأساس علي تطوير الموانئ ويعود ذلك بعائد اقتصادي كبير لمصر وأيضاً تشغيل أعداد كبيرة من العمالة وذلك بعد استكمال انشاء باقي المنظومة لتكون مجموعات وحلقات مكملة لبعضها البعض ويواكب هذا أيضاً إنشاء القري السياحية واستصلاح الأراضي وزراعتها لخلق مجتمعات عمرانية جديدة وربط المنطقة بشبكة من الطرق والأنفاق وإنشاء سكة حديد تساعد في نقل البضائع والمنتجات من أماكنها للموانئ بكل سهولة.