"رسالة للراجل اللي فحت الكنال"

الشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الابنودي اسماعيلاوي الموطن صعيدي الأصل كتب قصيدة جديدة بعنوان "رسالة من الراجل اللي فحت الكنال". وهي اهداء إلي عمال "حفر قناة السويس الجديدة. ولكنه رحل قبل افتتاح هذه الكنال" الجديدة.
وصف الابنودي في كلمات قصيدته الفرق بين حفر قناة السويس أيام الاحتلال الانجليزي الذي عمل فيه العمال بالسخرة وحفر القناة الجديدة الذي نفذه العمال بالحب من أجل مصر وكرامتها ونهضتها.
عيني عليكي يا أمي يا طيبة
قلبي معاكي من بعيد يا حبيبة
رغم الوجع في جلبي حاسس ضحكتك
ومن بعيد شايفك بتتولدي جديدة من جديد
وباحسدك يا شجن القلوب اللي الضني غيبها
لجل ميتك تمشي تغني وتنحني علي ضفتك
بأكلمك يا أما أنا.. انا ميتك اللي مشي م البحر ده للبحر ده
محني عليكي بيضحكك
لا الدمعة من عنيا ف العكير
ولا انا م الأسي كان فيا ضحكة تنضحك
جيوش من الشياطين صعايدة وفلاحين متسلحين بالكواريك والفيسان
لكنهم متقيدين بدفاتر الحكومة وعيون المخبرين
وعرقنا ينزل ف لسنتنا
طعمه هو طعم ميتك
حتي الغنا اللي لما بنغني تحسي إن احنا هناك
الجلادين المجرمين جلدونا جردونا من أراضينا وبيوتنا
بيجتلنا الحنين
بصي معاي
آهي لسة رجلي فيها طين
مع اني ميت من سنين
ومن سنين معرفتش من ساعتها مت لحساب مين
لا جالوا لنا حاجة عن الوطن
غير الخواجة اللي رطن
وضرب بكرباجه يا أمي
شمال.. يمين
بكلمك!! أنا حبيبك انا شهيدك- ميتك
اللي فتحت باب الطريق لميتك
المية دي دمي أنا
********************
لف الزمن.. لفات طوال
ومعدش انسانك يا مصر
يعدي ع الدنيا دي وكأنه خيال
واتغير الكون يا الكنال
وبيفتحوا لي شقيقة تانية
بجهد وجدعنة مصر الرجال
نفس الرجال لكن لا سخرة ولا كرابيج ولا حبال
ولا رب أسرة مايشوفش تاني العيال
ولا اجنبي يشتم كأنه في بيت ابوه
ماعرفت يومها لحساب مين جابوه
لكني شايفكوا النهاردة بتفحتوا متبسمين
وكأني عارف ده ابن مين وده ابن مين وده جاي منين
أبطال مصاحبين النضال وبتجلدوا ضهر الرمال
مش ضهرنا اللي هروه زمان الجلادين
ولا مقاطف ع الكتاف
لا من التقال ولا م الخفاف
ولا عرق يعجن وشوشنا بالرمال
ها البت من شافنا يخاف
تاني بتفحتوا الكنال
تاني بتخلقوا ضفاف
من غير كتافيكم.. ماننقل الرديم
بتعملوا عمل عظيم
من غير عباد بتندفن بالألوفات
بتفتحوا تاني كنال بالجرافات والحفارات والكراكات رجال تشيل بحر الرمال
أنا بذكركم انتوا الحضور واحنا الغياب
انتوا التلامذة ولا مؤاخذة احنا الكتاب
حبوها لكن قبل الحب والاعياد
افتكروا اجدادكم اللي شقوها
وافتكروا الشهدا اللي طلعوا يحموها وماتوا
وفاتوها ليكم عشان ماتكملوا المشوار
لجل الظلام ما يخاف يعود تاني
لبلاد بيحرسها النهار