يبدو أن وزارة السياحة لا تدري شيئاً بهذه المناسبة القومية الرائعة وهي الاحتفالات بافتتاح قناة السويس الجديدة ويبدو أيضاً أنه قد غاب عن شركات السياحة إمكانية التسويق والترويج لها وإعداد البرامج السياحية لهذه المناسبة. لم يسمع أحد عن أي جهد للوزارة أو للشركات للدعاية السياحية والتسويق وعندما كنت في الأسبوع الماضي في مدينة الاسماعيلية سألت أحد المسئولين في هيئة قناة السويس عن قيام الشركات السياحية بالتسويق السياحي خاصة ان هناك الكثير من الأجانب يرغبون في حضور هذا الحدث ورد علي بأن الهيئة لم تتلق أي طلب من أي شركة رغم ان رئيس اتحاد الغرف السياحية شارك في عدد من الاجتماعات. وجاءني تليفون من أحد الأصدقاء الأمريكان.. بأن إحدي الشركات المصرية نظمت رحلة لكبار السن يوم 29 أغسطس إلي قناة السويس لمشاهدة حركة المرور الجديدة في القناة الجديدة أيضاً وقال إن هذه الرحلة فيما يبدو خاصة بالمصريين من كبار السن. ولا أدري حقيقة لماذا كل هذا الصمت من جانب وزارة السياحة ولماذا لم تتخذ هذه الفرصة لتشجيع شركات السياحة للقيام بإعداد برامج لهذا الحدث وأتعجب أيضاً أننا لم نحاول الاستفادة سياحياً من هذه الاحتفالات وأذكر أنني قرأت في وثائق الاحتفالات بافتتاح القناة 1869 ان قامت إحدي الشركات السياحية البريطانية والتي لها تسجيل في مصر بإعداد رحلة فاخرة بالبواخر عبر نهر النيل إلي الأقصر وأسوان لضيوف الاحتفال. وبالمناسبة رحم الله الدكتور عبدالقادر حاتم الذي رحل عن دنيانا في الأيام الماضية والذي كان أول من اهتم بقطاع السياحة وقرر تحويلها من مجرد سياحة ثقافية لمشاهدة الآثار المصرية إلي سياحة ترفيهية بإنشاء فنادق علي السواحل المصرية فقام بتوجيه الأنظار إلي شركة الفنادق بإنشاء فندق سيدي عبدالرحمن علي الساحل الشمالي الذي يعتبر أول فندق يقام علي هذا الساحل وأيضاً كان صاحب الفضل في إنشاء فندق أبومنقار "شيراتون" في الغردقة علي ساحل البحر الأحمر بالإضافة إلي إنشاء فندق آخر في مصيف بلطيم علي ساحل البحر المتوسط عند بحيرة البرلس. كان الدكتور حاتم من الشخصيات التي تعي تماماً بأهمية السياحة في الاقتصاد القومي ولم تكن تصرفاته في هذا الأمر تتم بالصدفة ولكن من خلال أبحاث ودراسات علمية مع الاهتمام بتنوع المقاصد السياحية وفي هذا اذكر أنه استفاد من الوثائق التي نشرت أخبار الرحلات العائمة إلي الأقصر وأسوان والتي تمت عام 1869 فقرر بناء فندقين عائمين ربطا القاهرةبالأقصر وأسوان وظلت هذه الرحلات تبحر في نهر النيل حتي قيام حرب 1967 فتوقفت ثم استؤنفت بعد ذلك وبعد حرب 1973 بين الأقصر وأسوان. هذا تاريخ نذكره ولكن ما الذي نذكره عن وزارة السياحة التي تضم وزيرا وجيشاً جراراً من الموظفين ولا يدري أحد ماذا يفعلون إلا السفريات التي لا معني لها تحت مسمي الترويج والتسويق وحضور المؤامرات والمعارض والحفلات والنتيجة دائماً تكون صفراً لأن النشاط السياحي من حيث الترويج والتسويق ليس من أهداف الوزارة أو أي جهة حكومية وإذا كانت هناك ضرورة لوجود وزارة بأن هدفها الأصيل هو رسم السياسة السياحية وإعداد المقاصد الجديدة والتي يتم إعدادها علي أسس علمية تماماً كما فعل المرحوم د.عبدالقادر حاتم. وعلي هذا فإنني أتساءل ما الذي قامت به الوزارة من دراسات وأبحاث أثناء الأزمات السياحية وماذا فعلت مع المحافظات ودراسة إمكانياتها وكيفية التغلب علي مشاكلها.. هل قامت الوزارة باستطلاع الآراء حول كيفية حل المشكلات التي تعترض السياحة لا أظن في الوقت نفسه لدينا في مصر جمعية تسمي جمعية الكتاب السياحيين المصريين يرأسها الصديق العزيز الأستاذ جلال دويدار. ماذا فعلت هذه الجمعية في الأزمات السياحية لماذا لم تقم بعقد الندوات خاصة في المحافظات لدراسة هذه المناطق ومحاولة التنبيه لايجاد حلول للمشاكل أو لمعرفة صلاحية وإمكانية كل محافظة لإعداد مقاصد سياحية جديدة هل قامت الجمعية مثلاً بتنظيم رحلة لأعضائها لمشاهدة قناة السويس الجديدة هل ساهمت بالرأي في كيفية الترويج والدعاية السياحية لها؟ إن هذه الجمعية تعتبر من أهم المراكز البحثية في قطاع السياحة ولرئيسها باع طويل في هذا المجال وهو قادر مع بقية الزملاء علي إعداد الأبحاث والدراسات الكفيلة بالنهوض بهذا المرفق وبصراحة بدلاً من وزارة لا تفعل شيئاً.