* يسأل عبدالحميد الصعيدي صاحب مكتب عقارات: هل سلام الرجل علي المرأة ينقض الوضوء؟ ** يجيب الشيخ طلعت يونس بمنطقة الإسكندرية الأزهرية: قال الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلي الكعبين وإن كنتم جنباً فاطهروا وإن كنتم مرضي أو علي سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً.." سورة المائدة. أخذ بهذه الآية بعض الفقهاء بأن مصافحة النساء تنقض الوضوء.. قال ابن مسعود وابن عمر والزهري والشافعي وغيرهم: لمس المرأة غير المحرم ينقض الوضوء لقوله تعالي: "أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً" وقال صرحت الآية بأن اللمس من جملة الأحداث الموجبة للوضوء وهو حقيقة في لمس اليد أي المصافحة بدون حائل. وقال: بعض الأئمة الآخرين إن المصافحة غير ناقضة كالأحناف وغيرهم لحديث عروة بن الزبير عن عائشة أن النبي صلي الله عليه وسلم قبَّل بعض نسائه ثم خرج إلي الصلاة ولم يتوضأ. قال عروة: من هي إلا أنت فضحكت.. أخرجه أحمد والأربعة والدارقطني بسند رجالة ثقات والبزار بسند حسن. وللجمع بين هذه الآراء قال مالك والليث بن سعد وأحمد في المشهور عنه إن اللمس إذا كان بشهوة نقض وإلا فلا وهذا جمع بين الآيات والأحاديث علي ما كان بدون شهوة. وهذا الرأي الأخير هو ما نرجحه إن كانت المصافحة عادية عابرة فليست ناقضة للوضوء وإن كان السلام بشهوة فهو ناقض عند كل المذاهب قولاً واحداً والفيصل في هذه المسألة هو توافر النية وكل إنسان أدري بنفسه فإن سلم وكانت نيته سيئة فسد وضوء الطرفين وإن كانت نيته سليمة فلا شيء عليه. * يسأل محمد عبدالدايم سعفان من المنصورة بالإدارة الصحية: ما معني قول الله تعالي: "وسيرت الجبال فكانت سرابا". ** يجيب الشيخ طلعت يونس من علماء الأزهر الشريف: الله سبحانه وتعالي يبين هول يوم القيامة وما يقع فيه وأن الجبال لا تكون في ذلك اليوم علي ثباتها المعروف بل يذهب ما كان لها من قرار وتعود كأنها سراب يري من بعيد فإذا قربت منه لم تجد شيئاً. لتفريق أجزائها وإثبات جواهرها. وأنه سبحانه وتعالي ذكر أحوال الجبال بوجوه مختلفة فذكر أحوالها وهو إلادكاك بقوله: "وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة ہ فيومئذ وقعت الواقعة".. ثم ذكر كأنها تصير كالعهن المنفوش: ثم ذكر كأنها تصير هباء كما قال سبحانه.. "وثبت الجبال بثا فكانت هباء منبثاً". ثم بين أنها تنسف وتحملها الرياح كما قال تعالي: "وتري الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء". ثم ذكر أنها تصير سراباً أي لا شيء كما في هذه الآية: "وسيرت الجبال فكانت سراباً" أي رفعت من أماكنها في الهواء وذلك إنما يكون بعد تفتيتها وجعلها أجزاء متصاعدة كالبهاء فإذا فتت وارتفعت في الهواء تري كأنها جبال وليست بجبال بل غبار غليظ متراكم يري من بعيد كأنه جبل. كل ذلك بيان لآثار قدرة الله تعالي في ملكه وبيان هول يوم القيامة وما يكون فيه من الشدائد وتغيير الحال غير الحال. وصدق الله تعالي حين قال: "يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار".