ابوالفرج يعقوب بن كلس.. رجل الدولة الاول في ولاية العزيز بن المعز.. وهو صاحب الفضل في تحويل الازهر من مجرد ساحة للصلاة الي جامعة يدرس فيها العلوم. في الاصل هو يهودي عراقي من أهل بغداد ثم انتقل الي فلسطين وعمل سمسارا ولكن تعرض لخسائر مالية كبيرة فهرب الي مصر ايام كافور الاخشيدي وعمل في تجارة له وحقق ارباحا طائلة وظهر عليه نبوغ وفطنة حتي ان كافور قال لو اسلم لصلح للوزارة وفعلا اسلم.. ولكن بعد وفاة كافور اعتقله الوزير بن الفرات وعندما افرج عنه هرب الي بلاد المغرب ولجأ الي المعز فكان ممن عملوا في خدمته لصالح مشروع فتح مصر وظل يترقي ويترقي.. وأثناء ذلك درس الدين الاسلامي وتفقه في التشريع واجاد الفقه الشيعي علي مذهب الاسماعيلية. وفي شهر رمضان من 369 هجرية اصبح مدرسا في الازهر وكان يلقي دروسه فيه ويحضرها الفقهاء والقضاة وكبار رجال الدولة كما كان يفعل علي بن النعمان القاضي بالازهر والذي استطاع تكوين اول حلقة للتدريس في الجامع الازهر. وكان العزيز بن المعز قد وجد في ابن كلس نبوغا وقدرة وكفاءة فولاه الوزارة من 366 هجرية وفي سنة 378 استأذن الوزير ابن كلس الخليفة العزيز في ان يحول الازهر الي جامعة للدراسة المنظمة فوافق الخليفة وجري تعيين 35 فقيها اجريت عليهم الارزاق الشهرية وبني لهم مساكن بجوار الازهر وهو ما يعرف حاليا بالاروقة. وعهد اليهم بالدرس والقراءة في اوقات منظمة مستمرة اما الحلقات النقاشية فتعقد كل يوم جمعة.. وهكذا بدأ الازهر في الازدهار العلمي حيث تزايدت اعداد الطلاب منذ ذلك الوقت وحتي ايامنا هذه وزاد ايضا عدد شيوخه واساتذته وعلمائه.. واصبح الازهر قبلة التعليم في العالم الاسلامي.. والفصل يعود الي هذا اليهودي الذي اسلم واصبح عالما في الفقه الشيعي. وفي عام 380 هجرية ودع ابن كلس الحياة وحزن العزيز من اجله حزنا شديدا.. وصلي عليه وألحده ووضعه تحت قبة انشأها العزيز لنفسه ويقال ان مصروفات دفنه تكلفت عشرة آلاف دينار.