نور الله ملأ قلب أسعد بن زرارة بن عدس بن ثعلبة الخزرجي الأنصاري وقيل النجار وسبب تسميته بهذا الاسم أن ضرب رجلاً بقدوم فنجره. وقد امتلك نور الإسلام هذا القلب الطاهر وذلك حين خرج من المدينة مع ذكوان بن عين بن عبد قيس إلي مكة قاصدين عتبة بن ربيعة لكن شاءت الأقدار أن يلتقيا برسول الله صلي الله عليه وسلم حين سمع بدعوته عقب وصولهما إلي أم القري فاتجها علي الفور إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فعرض عليهما الإسلام وقرأ عليهما القرآن الكريم فكانت نوراً وهداية استقرت في وجدان الرجلين فأسلما في التو واللحظة وبعد ذلك توجها إلي المدينة ولم يلتقيا بعتبة بن ربيعة وكانا أول من قدما بالإسلام للمدينة. أسعد بن زرارة كان من أوائل الأنصار إسلاماً ويطلق بعض المؤرخين علي بيعة أسعد ورفاقه الستة أو السبعة الذين كانوا قد التقوا برسول الله صلي الله عليه وسلم فتم تسميتها ببيعة العقبة الأولي والعقبة الثانية كان عدد أفرادها اثني عشر والثالثة كان عددها سبعين رجلاً. وبعض المؤرخين يعترف بالعقبتين الأخريين فقط وقد كان نقباء الاثني عشر: سعد بن عبادة وأسعد بن زرارة وسعد بن الربيع وسعد بن خثمة والمنذر بن عمرو. وعبدالله رواحه. والبراءين معرور وأبو الهيثم بن التيهان. وأسيد بن خضير وعبدالله بن عمرو بن حرام وعبادة بن الصامت. ورافع بن مالك. هؤلاء الرجال كانوا نجوماً في سماء الدعوة المحمدية تلك فضائل نور اليقين حيث يستقر في القلوب ولذلك اختار الرسول صلي الله عليه وسلم جوار هؤلاء الرجال من الأنصار ودعا لهم لحسن استقبالهم للرسول ودعوته إلي عبادة الله وحده. وقال صلي الله عليه وسلم : اللهم ارحم الأنصار وأبنائهم وأبناء أبنائهم وقال لو سلك الأنصار طريقاً لسلكت هذا الطريق. هذا تقدير معلم البشرية الأول بهؤلاء الذين لم يترددوا لحظة في قبول دعوته صلي الله عليه وسلم. سعد بن زرارة كان أول من صلي الجمعة بالمدينةالمنورة وكان معه أربعون رجلاً. وقد أدرك الموت سعد في السنة الأولي من الهجرة في شهر شوال قبل بدر لأن هذه الغزوة كانت في رمضان من السنة الثانية للهجرة. وقد كان مرضه الذي سبق الموت يُقال له الذبحة وقد كواه النبي صلي الله عليه وسلم بيده الشريفة وأدركه الموت والمسجد يبني وقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم : بئس المدينة لليهود يقولون أفلا دفع عن صاحبه وما أملك له ولا لنفسي شيئاً" ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم يؤكد أن الله وحده لا شريك له بيده كل شيء يقول سبحانه للشيء كن فيكون. ليت كل مسلم يدرك هذه الحقيقة. وعقب وفاة سعد بن زرارة جاء بنو النجار إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إن سعد قد مات وكان نقيبنا فلو جعلت لنا نقيباً فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : أنتم أخوالي وأنا نقيبكم. فكانت تلك فضيلة بني النجار. رحم الله سعد بن زرارة وجزي الله الأنصار خيراً ونسأل الله أن يمنحنا الهداية والتوفيق.