تواصل غرفة العمليات التي قرر اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية تشكيلها برئاسته عملها لمتابعة حادث استشهاد النائب العام المستشار هشام بركات وسرعة الكشف عن هوية مرتكبي هذا العمل الإجرامي والقبض عليهم وتضم الغرفة رئيس جهاز الأمن الوطني ورئيس جهاز الأمن العام وعدداً من ضباط الأمن الوطني والبحث الجنائي وقد استمع عدد من ضباط الوزارة إلي شهود العيان وطاقم حراسة النائب العام الناجين من الحادث وحددت تلك التحقيقات كيفية ارتكاب العمل الدنئ الخسيس. كشف مصدر أمني مسئول ل "المساء" ان عناصر الإرهاب الذين نفذوا هذا الحادث الإجرامي من المحترفين والمتدربين علي مثل تلك الأعمال واستخدموا سيارة ماركة سبرانزا صينية الصنع صغيرة في تنفيذ جريمتهم بعد أن وضعوا فيها ما يقرب من نصف طن من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار زودوها بمفجر إلكتروني يعمل بواسطة ريموت كنترول مكنهم من تفجيرها عن بعد. أضاف المصدر ان الحادث وقع علي مسافة تبعد 500 متر بين منزل النائب العام الشهيد وان تلك العناصر كانت تقف في مكان كاشف لمدخل العقار الذي يقطنه الشهيد وتابعوا خروجه من العقار حيث كان في انتظاره طاقم الحراسة وسيارة الركاب وما ان وصل الموكب إلي المكان الذي كانت به السيارة المفخخة التي وضعوها علي جانب الطريق وسط بعض السيارات الأخري الخاصة بسكان المنطقة حتي قاموا بتفجيرها وأحدث دوياً كبيراً أصاب من تصادف وجودهم في المكان بحالة من الفزع وهربوا خوفاً خاصة بعد ان تطايرت أجزاء السيارة المفخخة واشتعال النيران في عدد من السيارات وتحطم واجهات العقارات والمحلات التجارية. أوضح المصدر الأمني ان تلك العاصر رصدت جيداً تحركات النائب العام الشهيد خاصة انه يتم أحياناً تغيير خط السير عند الخروج من منزله ولذا فقد وضعوا السيارة المفخخة في مكان قريب من مفترق طرق بعض الشوارع ومداخل بعضها حتي يؤدي انفجارها إلي خسائر مهما تغير خط السير. أشار المصدر الأمني إلي أن الأجهزة المعنية بالوزارة لديها من الخبرات والمعلومات ما سيمكنها من التوصل إلي الجناة وضبطهم في أسرع وقت خاصة ان هذا العمل الخسيس يشير إلي ضلوع عناصر لها تواصل مع الخارج في التخطيط والتمويل والتنفيذ لهذا العمل ويعبترونه رسالة إلي الشخصيات العامة والإعلامية والأمنية والقضائية الذين سبق ان تم تهديدهم دون أن يدرك هؤلاء ان تلك الفئات من أبناء الشعب المصري العظيم بل الشعب المصري الأصيل المحب المخلص لوطنه علي استعداد للاستشهاد في سبيل ان يحيا الوطن في عزة. كانت وزارة الداخلية قد أصدرت بياناً نعت فيه اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية وجميع قيادات الوزارة استشهاد النائب العام المستشار هشام بركات الذي لقي ربه حال توجهه لعمله وقدمت لأسرته خالص العزاء وأدان البيان الحادث الإرهابي الغادر الذي طال واحداً من أشرف وأنبل أبناء مصر. كان اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية قد توجه إلي مكان الحادث فور وقوعه وعاين ورجاله المكان وأشرف علي قيام رجال الحماية المدنية والمفرقعات بتمشيط المنطقة بحثاً لوجود أي عبوات تفجيرية أخري وحرص علي الاستماع إلي بعض شهود العيان وتوجه بعد ذلك إلي مسشفي النزهة الذي نقل إليه المستشار الشهيد هشام بركات.. أصيب المقدم أحمد فؤاد قائد طاقم الحراسة المكلف بتأمين المستشار النائب العام الشهيد ورقيب الشرطة حسن سعيد حسن والمواطن إبراهيم توفيق محمد حارس العقار الذي وقع أمامه الحادث وتم نقلهم للعلاج.. قال مصدر أمني مسئول إن هناك مراجعات مستمرة لخطط تأمين الجهات السيادية والشخصيات العامة ورجال القضاء وكبار المسئولين وان عمليات التأمين تستخدم فيها سيارات مصفحة ومن بينها تأمين النائب العام الشهيد وان هذا الحادث لم ينتج عن تقصير أمني بل هو عمل إرهابي غادر نقذ بسيارة محملة بكميات كبيرة من المواد المتفجرة.