الخبير الاستراتيجي اللواء أركان حرب حسين عبدالرازق قائد قوات الأممالمتحدة في سراييفو أثناء حرب البوسنة والهرسك ضد صربيا وقائد قوات الأممالمتحدة في أنجولا سابقاً ونائب مدير كلية القادة والأركان عام 1995 وقائد وحدة الصاعقة التي كانت أول من عبر قناة السويس في القنطرة شرق يوم السادس من أكتوبر قبيل الضربة الجوية كان ضيف "المساء" في اللقاء الذي كشف فيه عن الكثير من الحقائق الغائبة وسلط الأضواء علي قضايا مهمة. في البداية سألناه عن طبيعة المجتمع الامريكي لسنوات طويلة وكيفية التعامل معه ومواقف الادارة الأمريكية من الاوضاع بمصر في الوقت الحالي. الإدارة الأمريكية بها العديد من مراكز الدراسات التي يعمل بها العديد من النخب واساتذة الجامعات والأكاديميين والمفكرين الاستراتيجيين وكلهم يعملون في إطار واحد وهي المصلحة العليا للولايات المتحدةالأمريكية حالياً ومستقبلاً و يحللون التحديات الموجهة لها في جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا وهكذا. كما ان الولاياتالمتحدةالأمريكية تؤمن مصالحها بشكل واضح من خلال تأييدها لاسرائيل ويعتمدون بشكل أساسي علي عدم اختراق الثقة بينهم وبين الدول الأخري حتي لا تفسد العلاقة وفي العلاقات الدولية لابد من تقدير حجم الدولة الكبري التي تتعامل معها واهتماماتها وهذا لا يعني الانصياع لأوامرها وخاصة انهم يدركون ما تريده وان لنا مصالح ولكن المعيار كيف تطلب هذه المصالح منهم وهناك بعض مراكز الدراسات التي تصدر بعض التقارير التي نتصور انها صادرة عن الإدارة الأمريكية ولم تتعد كونها رؤية معينة بالنسبة للشرق الأوسط ونحن نضعها في الأدراج وعندما تحين الظروف نأخذها في مناسبة محلية واقليمية ودولية في مكان ما لإخراج أي ملف من الادراج كأسلوب علاج أو تعامل مع الأزمة. وماذا عن تقرير منظمة هيومان رايتس وتش بخصوص حقوق الانسان في مصر والذي تم تقديمه للكونجرس الأمريكي علي انه رأي الإدارة الأمريكية؟ ** دي حاجات نحن نأخذها من سياقها.. مازال لدينا بعض الروائح التي لا يمكن إخفاؤها والعالم كله ينظر اليها بحساسية شديدة ومفرطة ومثل هذه السياسات والأمور هي التي اشعلت الحروب الذي راح ضحيتها الملايين من البشر وهدمت فيها مدن كثيرة والعالم بأكمله تأثر بها تأثراً شديد. الغرب تقديره للموقف في مصر ان الحكم الممتد يقضي علي امال وطموحات الشعب مثل حكم مبارك الذي استمر لمدة 30 عاماً واستمر معه ايضا عدد من الاشخاص المقربين له في أماكنهم وفي المقابل كان هناك شباب لديهم طموحات وأحلام مشروعة وهذا أمر طبيعي ورغم انني كنت ضابطاً بالقوات المسلحة ومبارك كان في هذا التوقيت القائد الأعلي للقوات المسلحة إلا أنني كنت غير مبسوط علي الاطلاق من الوضع السياسي السائد في مصر خاصة وانني اعيش في الخارج وأري كيف تسير الأمور هناك وكم كنت اتمني أن تدخل مصر في هذا المنحي من الديمقراطية في ظل وجود القوي الكامنة سواء علي المستوي البشري أو المادي أو التاريخي أو الحضاري لكي تكون في هذا المستوي ولكن ركود القيادات في أماكنهم لفترات طويلة يخنق الأحلام ويعد أحد البواعث الرئيسية للتطرف بعدما تعتقد الناس انه "مفيش أمل" وبالتالي يلجأون للاحتماء بالدين ويجدون الروشتة الجاهزة لغسيل المخ. الغرب عنده ركيزة اساسية في التعامل مع مصر وهي أن تنظيم القاعدة تأسس من رحم هذا المنظور وخرج من مصر ومؤسسها هو المصري أيمن الظواهري وعلي نفس أفكار سيد قطب والإخوان ويتصورون أن هذا الحكم الممتد يولد الإرهاب رغم ان الغرب استفاد منهم في حرب افغانستان ويوجد عدد من التسجيلات كنا نراها في أمريكا ونري أعضاء من CIA يجتمعون بهم في السودان وافغانستان ويقولون لهم هذه الأرض لكم ونحن نمدكم بالسلاح ويعظمون فكرة التحرر من الشيعة حيت استعصم هؤلاء بفكرة الخلافة وانقلبت الموازين والاوضاع وبضرب برج التجارة العالمي انقلب السحر علي الساحر. * ما رؤيتك للموقف الأمريكي لمصر الان وخاصة انها كانت رافضة لثورة 30 يونيو وكانت مؤيدة للإخوان وبعد تأييد العالم لثورة يونيو تغير موقفها تماماً؟ ** أتصور ان رؤية أمريكا لمصر تغيرت وتحسنت كثيراً ولكن ما يحدث الان هو نوع من الضغط علي مصر لاستكمال العملية السياسية بإجراء الانتخابات البرلمانية وخاصة انهم يعتقدون ان البرلمان هو من يمثل الشعب وليس الرئيس بالاضافة إلي دوره في التواصل مع برلمانات العالم لتوضيح الصورة الحقيقية وموقف الدولة للعالم من خلال اللجان الفرعية مثل لجان السياسات والدفاع والثقافة وغيرها. وهذا يعد بمثابة أحد رواسب القوي الناعمة للدولة وأهمها العلاقات الدبلوماسية والقدرة علي الاتصال والتواصل ونقل وجهات النظر.. كما اننا لابد ان ندرك قوة التفاعل بين الشعوب والاعلام له دور كبير في التواصل مع وسائل الاعلام العالمية والخروج من حالة التقوقع التي تسيطر علي اغلب المؤسسات الاعلامية التي تعتمد علي الخبر والتقرير والتحقيق. * مازالنا نحتاج لفهم الموقف الأمريكي تجاه مصر.. هل مازلنا نتعرض لمؤامرات خارجية وعربية من تركيا وقطر والأمن القومي المصري هل مازال في خطر؟ ** مفهوم الأمن القومي لابد ان نتناوله من منظورين الأول هو الفهم المتكامل للأمن القومي باعتباره القدرة علي تأمين الدولة والسعي لتطويرها وتقدمها وتحقيق الرفاهية والرخاء لشعبها بمعني ان تؤمن بمفهوم القوة الشاملة سواء عسكرية أو اقتصادية أو تكنولوجية أسياسية أو اجتماعية ويستخدم في تأمين وجود الدولة وحضارتها وتاريخها ومنجزاتها لانها قيمة كبيرة.. هذا يتضح عندما يتحدث المصري في اي مكان في العالم ويقول "انا مصري" لانه يشعر انه امتداد لتاريخ طويل وعظيم وحضارة معلومة لكل العالم.. اتذكر انني ذهبت لأمريكا ومعي عدد من الاجانب والعرب وعندما ندخل "الكابيتل" نري قاعة مستديرة تدور معنا وتحكي تاريخ امريكا بالصور والشخصيات البارزة ومعارك الحرب الأهلية وحتي اخر رئيس تولي الحكم في البلاد. والأمن القومي في الوقت الحالي لا نستطيع الحكم عليه كما هو في المفهوم العام خاصة ان درجة التهديد عالية سواء علي المستوي المحلي أو الاقليمي أو الدولي ولا نستطيع ان نقول اننا في حالة استقرار كامل ولكن انطلاقاً من القاعدة الذي انطلقنا منها هذه المرحلة نري اننا حققنا شيئاً لا تستطيع تحقيقه كثير من الدول في بضع سنوات حتي دول أوروبا بعد ان اتخذت فيها الديمقراطية ان تكون راسخة لم تأخذ الشكل المرغوب في الانتقال اليه أو التشبه به إلا مرحلة طويلة جداً وكان يوجد مراحل من عدم الاستقرار الحكم فيها كان اشبه بحكم العسكر ومعظم قيادته كانوا عسكرا لان هذه المرحلة كانت تحتاج لشخص لديه القوة والانضباط والالتزام وكل مواطن لابد ان يفهم ويستوعب هذا ويعلم انه جزء من الأمن القومي وله اسهامه فيه انطلاقاً من الشارع وتربية الأطفال في المنازل . * كيف يصل كل هذا للشباب؟ ** الكلام وحده مش كفاية.. كنت اشارك في حملات توعية بالجامعات كفرد من قدامي الضباط بالقوات المسلحة وكان الطلاب يتعدون علينا بالالفاظ الخارجة والشتائم ويوجهون الينا السباب دون داع فمن الذي وصلنا لهذا الأمر؟! وفوجئنا بالمحاضر يبرر موقف الطلاب ويقول اعذرهم يا فندم الدولة عملت لهم ايه برضوا؟ وفي هذا التوقيت خرجت وكان معي اللواء عبدالمنعم سعيد رئيس غرفة عمليات القوات المسلحة وبالطبع محدش عارف انه هذا المنصب هو دينامو القوات المسلحة وكانوا يحاصروننا بشعار "يسقط حكم العسكر" وهو شعار مستورد يردده الشباب دون وعي حتي لو عندهم احساس بالظلم أو مشاكل اجتماعية ولكننا نتدارك هذا الأمر والواقع بيفرض نفسه ونسير علي خطوات سليمة. اوضح ان المشكلة الحقيقة تكمن في غياب الوعي ففي بعض الفئات منخفض والبعض الآخر منهار أو منعدم.. وكثير من الشعوب مرت بهذه الحالة وهنا يبرز دور ما نسميهم بالنخب الوطنية الصادقة ولان لديها احساسا بالمسئولية الوطنية خاصة اننا شعب صعب القيادة ويحتاج نوعا من الملاطفة والمهاندة والتوعية الذكية حتي تكتسب حب الناس وعطفهم بأشياء بسيطة وكلمة حلوة. مفيش دولة لا تخلو من المشكلات.. وتجولت بأرقي شوارع الولاياتالمتحدةالأمريكية ورأيت بها مناطق عشوائية وغلابة يعيشون في منازل من الصاج اذكر ان صديقا لي جاء من الكويت قال "انتم شعب مفتري" اللي يشوفكم في الخارج يتوقع ان هذا البلد منهارة.. انتم تحمدوا ربنا علي اللي انتم فيه دا.. كيف تبنون كل هذه العظمة من طرق ومنازل ومدن سكنية وقصور وبنية تحتية وانتم في الهم ده! * ما رأيك في دور الاعلام بعد ثورتي 25 يناير و 30 يونيو؟ ** الاعلام كان يحاصرنا عندما كنت في الخارج والأممالمتحدة كانت تعلمنا وتعطي لنا دورات تلقين للعملية والامور الإدارية والقانونية وامكانيات الصرف وكذلك كيفية التعامل مع الاعلام.. ومن ضمن الاشياء الذي يقولونها هناك ان الاعلام غير مريح للمسئولين لانه يكون تحت ضغط شديد خاصة من الاعلام المحلي. الاعلام لابد ان يعزز الدور الوطني وألا يلعب بمشاعر المشاهدين ويكون صبره واسعاً خاصة انه لا يوجد اعلام في اي دولة علي الهواء بنسبة 100% وأري أن الرئيس السيسي يترك المجال للاعلاميين علي راحتهم حتي يضبطوا نغماتهم لاستكمال المسيرة الوطنية دون تدخل من الدولة ولابد ان تخرج اصوات جديدة عاقلة تصحح مسار الاعلام وتقضي علي النماذج السيئة والموضوع لا يحتاج لتدخل الدولة ولكن نضبط بعضنا البعض. كما ان الاعلام سيستمر طوال عمره لا يراعي اننا في مرحلة انتقالية إما نعبر بالبلاد لبر الامان أو ننجرف نحن في تحد كبير ولابد ان تعرف الناس هذا وواجهنا تحديات أكبر من ذلك في اوقات سابقة وعندنا القدرة الكامنة لعبور الازمة والشعب يعيش بأبسط شيء وعنده الحس الوطني حتي اليوم. * ماذا عن المنطقة العربية.. برأيك ستذهب إلي أين؟ ** المنطقة العربية ستعبر أزمتها بتضحيات كبيرة ولكنها تنظر دائماً علي مصر خاصة أنهم يأخذون مصر كنموذج للتدخل في عملية التوافق بحيث تتجمع القوي الوطنية فيها وتتراجع القوي المتطرفة التي تسعي لهدم الدولة تحت اي مسميات والمتابع للتاريخ يجد أن هذه التنظيمات المتطرفة غير مستمرة ورغم تسببها في ضرر جارح بزيادة أعمال القتل والعنف ولكن في النهاية ستظل الشعوب العربية أملها في وحدتها مثل العراق رغم ما فيها من تقسيمات ولكنني أتصور أنه ستأتي قوة وطنية تتفق علي نبذ الخلافات وتعيد بناء العراق من جديد وكذلك ليبيا الذي أسسنا فيها مدرسة الصاعقة وبنينا الكتيبة 217 ليبي وكان معنا في مدرسة الصاعقة عبدالفتاح يونس الذي تولي حقيبة وزارية في حكومة القذافي وتم اغتياله عقب انفصاله عن القذافي وخلاصة القول ان ليبيا بلد جميلة وتنظر لمصر علي أنها حاجة كبيرة وعظيمة وكذلك العرب أجمعين ولذلك يأتون للقاهرة للتشاور معها والأخذ برأيها لان الصوت المصري دائما يشجع القوي الوطنية في الدول العربية حتي نفوت الفرصة علي الهجمة التتارية علي العالم المصري والاسلامي ونحافظ علي كياناته ولم يتم تقسيم العراق أو ليبيا في المستقبل ويجب عندما نتحدث في مثل هذه الأمور لا نتحدث عنها ونعرضها كأنها أمر واقع ولابد من تشجيع القوي الوطنية علي التوحد والحفاظ علي وحدة الدولة والأرض والشعب ونبذ الخلافات ولكن فقط يظل الخطر الذي يهدد الدول وهو الإرهاب ووجهة نظري ان ما يحدث من عمليات إرهابية في الدول العربية وفي مصر هو جزء من منظومة "الجريمة المنظمة" أي أنها عمامة ترفع راية سوداء وتقتل وهي تقول "الله أكبر" وتحت هذه العمامة تجارة المخدرات والجنس وزنا المحارم وتجارة الأعضاء وأتذكر عندما كنا نهاجم الارهابيين في رفح والشيخ زويد كنا نشاهد غرف العمليات التي يقتلون بها الأفارقة لكي يأخذوا أعضاءهم البشرية ويتم تخزينها في ثلاجات حفظ ومنها إلي قبرص ومنها لأي مكان في العالم وكذلك وجدنا اماكن لسفر الشباب.. الهجرة غير الشرعية رحلة الموت أي ان كل هذه الموبوقات تحت الراية السوداء ولابد ان يفهم الناس كل هذا لمعرفة حجم التحديات والمخاطر التي تواجهنا فهؤلاء ينفقون أموالاً كثيرة في عمليات غسيل الأموال ويتم توجيهها إلي البلدان التي اندلعت فيها ثورات الربيع العربي والتي انفجرت فيها الفوضي لكي تستمر علي هذه الأوضاع حتي تكون تجارتهم رائجة ونجدهم يحاولون بكل ما لديهم من قوة الحفاظ علي الاوضاع الملتهبة في الدول العربية وإعادة اشعالها كلما تهدأ. * ماذا نحتاج في هذه المرحلة الانتقالية؟ ** نحن في مرحلة نحتاج فيها لسلاح الوعي وهذه مسئولية النخب الوطنية والتي لابد ان تجتمع وتقول احنا راحين علي فين وخاصة أنه لا توجد حكومة في العالم تلبي كافة الاحتياجات لشعبها. * برأيك من الذي يقود حركة التطور في البلاد؟ ** القطاع الخاص هو الذي يقود حركة التطور في العالم اجتمع من خلال تفاعل الناس مع بعضها البعض وما علي الحكومة إلا وضع السياسات وتضمن بعض الثوابت مثل التعليم والصحة والتأمينات التي من شأنها ان ترفع الحكومة أو تسقطها وهذا ما تقدمت فيه بعض الدول العربية مثل الكويت ومع ذلك لابد ان نصبر فترة ولا نقف بالمرصاد لكل محاولات التنمية أو نبرز السلبيات الموجودة بالاضافة إلي إدراك أهمية هيبة الدولة واذا لم يتحقق هذا نكون في خطر حقيقي. كنت ناصرياً مثل جيلي وكان عبدالناصر عندما يأتي في بورسعيد كان كل شخص منا يتمني أن يلتقط معه الصور التذكارية ولكن بعد هزيمة 1967 وما رأيناه في سيناء من أحداث جعلنا لا نصدق أي شيء إلا بعد التأكد منه والتفكير فيه بعقلانية وجعلنا علي درجة كبيرة من الوعي الذاتي. * ما الفرق بين إعلام مبارك وإعلام الرئيس السيسي. ** كنت معترضاً علي الأداء الإعلامي في عهد مبارك وكنت اوصفه "بإعلام التطبيل" وخاصة أننا لم نجد أنفسنا ضمن احتفالات نصر اكتوبر المجيد رغم أنني كنت أول من عبر القناة وكنت وقتها رئيس عمليات كتيبة وكان من المفترض أن رؤساء العمليات يكونوا علي اتصال دائم مع رؤساء الفرق لإيجاد خط اتصال بينه وبين الوحدة وقيادة الغرفة وعبرت مع السرية الثالثة شمال القنطرة عبرت الساتر الترابي في تمام الساعة الثانية الا خمس دقائق ظهراً بعدما قال أحد الجنود بيقول الطيران يا فندم واعتمد علي توفيق الله وكان هدفنا منع تدخل المدفعية الاسرائيلية حتي لا تفسد العبور وقطعنا كل الكابلات والاسلاك الشائكة التي تربط هذه النقاط بالقيادات في الخلف كما دمرنا سيارة كان بها تعيين فاخر جداً للقيادات الاسرائيلية كما ان الاعلام حصر بطولات اكتوبر في الضربة الجوية الأولي وكنا نتأذي جداً لإحساسنا بأننا لم ننضج بعد في التعامل رغم اننا في مرحلة لابد فيها بناء أنفسنا بشكل مضبوط ولكن للأسف البيئة التي كانت حول مبارك هي السبب ولا اشكك في وطنيته ابداً ولكن له أخطاؤه. أبديت اعتراضي علي ذلك عندما تقابلت في الكويت مع أصدقائي عقب انتخابات عام 2010 والبعض بكي لما يحدث في مصر وسوء الاوضاع السياسية أما الإعلام في الوقت الحالي فله دور وطني ونأمل من حكماء الإعلام والصحافة ان يقوموا بدور التوعية والحفاظ علي وحدة الوطن وسلامة أراضيه والرئيس السيسي ليس في حاجة إلي التطبيل بقدر ما يحتاج لإعلام يعظم الايجابيات ويظهر الكثير من السلبيات. * البعض شكك في اعتماد الرئيس السيسي علي الجيش في تنفيذ المشروعات القومية دون اللجوء للقطاع الخاص؟ ** النقطة دي جوهرية جداً والقوات المسلحة تعتمد علي نظام عمل وتري ان الدولة لم تستطع بناء القوات المسلحة بهذا الحجم الكبير الذي دخلنا به الحرب وتم وضع سياسات ومجموعات عمل في التنظيم والتسليح وإعاشة القوات وخاصة ان تكلفة العسكري عام 1981 تبلغ 60 جنيهاً في الشهر أما في الوقت الحالي يكلفها 220 جنيهاً في الشهر من أكل وشرب ونوم وكهرباء وملابس وذخيرة والدولة لا يوجد لديها إمكانيات الانفاق علي هذا لذلك قرروا بتخفيض عدد القوات وخاصة أنهم غير محتاجين لكل هذا العدد من القوات وهذا قرار القوات المسلحة وليس بضغوط من الخارج لانشاء جهاز مشروعات للخدمات الوطنية اذا كان لدينا امكانيات هائلة فلماذا نعطلها ولذلك تم تقسيم الجنود فمنهم من شارك في العمليات العسكرية وجزء آخر شارك في تنمية البلاد وكنا نتدخل في التنمية بطلب من رئيس الجمهورية ولكن بعد ذلك بدأت القوات المسلحة في إقامة المشروعات بالتعاون مع الشركات المدنية واقتصر دور القوات المسلحة علي الاشراف فقط حتي تتأكد من مدي مطابقة المواصفات والمعايير المتفق عليها وخاصة أنها تعمل بمعايير الجندية والانضباط والالتزام وحسن الأداء ونعزز هذه القيم في شركات القطاع الخاص التي تعمل معنا. خاصة أن العمل باسلوب الجندية يضعف القطاع الخاص في الدولة ويضعف ديناميكية المجتمع ولذلك ندعو القطاع الخاص للمشاركة في المشروعات الكبري ودائماً تكون بعيدة عن المنافسات ولكن احياناً تستدعي القوات المسلحة ويطلب تدخلها وقت الازمات والكوارث الطبيعية وغلق الطرق لكي تساعد الدولة ولكنها لا تتدخل في البيزنس ويعمل أكثر من 3/4 مليون مواطن عن طريق القطاع الخاص في المشروعات التي تشرف عليها القوات المسلحة. * هل القوات المسلحة انجزت في مواجهة الإرهاب في سيناء أم لا؟ ** الإرهاب متحرك عبر الحدود وأتصور أن هؤلاء الارهابيين يعملون بشكل مباشر مع الموساد الاسرائيلي واسرائيل تدرك ان مصر الخطر الأكبر بالنسبة لها في ظل صراع العرب مع بعضهم البعض لذلك تحرك الارهاب لتنفيذ بعض العمليات الارهابية لاشغالنا عنهم ومع ذلك اسرائيل لم تضغط علي مصر للوصول لحميمية العلاقة لانها تدرك تماماً أن هذا لن يتحقق. * هل اسرائيل مرتاحة لوصول الرئيس السيسي للحكم أم لا؟ ** إسرائيل لعبت دوراً في تغيير موقف أمريكا وتدرك تماماً ارتباط الاخوان بالجماعات الاسلامية المتطرفة وتنظيم القاعدة التي تري ان اسرائيل هي البؤرة العفنة في المنطقة ولذلك فهم متأكدون أنهم سينقلبون عليهم.. كما أنهم يدركون ان العسكرية المصرية جزء من الدولة عبر العصور وملتزمة ومنضبطة ولم يتغير هذا الأمر وعندما تقرأ التاريخ تري أن الجيش مرتبط بالشعب والأرض المصرية وخاصة أن أرض مصر مقدسة ولا يوجد أرض في الدنيا لها هذه القدسية ولابد ان نتعلم عندما نختلف أن نحافظ علي الهوية المصرية لأن في ظلها استطيع ان أمارس شعائري بكل حرية ثم تردون لعالم الغيب والشهادة ومحدش وصي علي أحد. * ذكري انتصار العاشر من رمضان.. الناس تطالب بعمل فيلم انتاج الدولة بالتعاون مع القوات المسلحة وحتي الان لم يحدث شيء؟ ** يوجد توجيه من القيادة السياسية والعسكرية بتسهيل العمل وتواصلنا مع بعض الكتاب الكبار وتم تكليفهم بالعمل وجلس معهم بعض المستشارين بإدارة الشئون المعنوية ومع ذلك لا نستطيع العمل علي غرار أطول يوم في التاريخ لانه عمل ضخم يحتاج إلي امكانيات هائلة ولكن يمكن ان نركز علي معارك أو شخصيات بالتحديد.