ومر عامان علي اندلاع ثورة 30 يونيو. التي انطلقت لتصحح مسار ثورة يناير المجيدة. وخلال هذا العام شهدت مصر حرباً ضروساً علي كل المستويات الإقليمية والدولية. ولكن الدبلوماسية المصرية تصدت لكل ما يحاك ضد مصر من مؤامرات وحققت بعض النجاحات إلا أنها شهدت بعض الاخفاقات ويبقي الأمل في أن تحقق الدبلوماسية المصرية المزيد من التقدم لتحقيق أهداف ثورة الشعب المصري. حول تقييم لأداء الدبلوماسية خلال هذا العام والنجاحات والاخفاقات أكد عدد من الدبلوماسيين أن الدبلوماسية المصرية تبلي بلاء حسناً وتؤدي واجبها باحترافية عالية مشيدين بأداء الوزير سامح شكري وزير الخارجية إلا أنهم طالبوا في الوقت ذاته بالمزيد من الجهد الدبلوماسي والدقة في معالجة القضايا وأن تبحث في نقاط الضعف التي جعلت جماعة الإخوان تؤثر علي علاقات مصر الخارجية مع كثير من الدول. السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الاسبق أكد أن أداء الدبلوماسية المصرية جيد جداً وتقوم بدورها باحترافية عالية حيث حققت نجاحاً كبيراً في العلاقات المصرية الإفريقية قائلاً إن العلاقات مع إثيوبيا كانت قد وصلت إلي درجة الصفر. ولفت إلي تطور العلاقات المصرية مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة المتحدة الأمريكية وكذلك في مختلف الاتجاهات والدوائر الهامة. وأوضح أن من أبرز النجاحات التي حققتها الدبلوماسية المصرية خلال العامين الماضيين مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي عقد في الفترة بين 13 - 15 مارس الماضي وكذلك القمة العربية التي ترأستها مصر خلال مارس الماضي أيضاً. بالاضافة إلي إعلان مبادئ الاتفاق الثلاثي المصري الاثيوبي السوداني. ونوه بالزيارات الخارجية الناجحة التي قام بها الرئيس لعدد من الدول الأوروبية والدعوة لزيارة بريطانيا مشيراًً إلي أنه في ظل الحرب الشعواء التي تشنها جماعة الإخوان الإرهابية علي مصر وكذلك عدد من القوي الدولية والجماعات التي تريد عرقلة مصر إلا أن الدبلوماسية المصرية استطاعت ان تتصدي لهذه الهجمة الشرسة وحققت تقدماً ملموساً حيث وسعنا في دائرة تحركنا الخارجي علي مستوي العالم كله وأصبحت محاور التحرك والدوائر الاساسية تعتمد علي تحقيق مصالح الشعب المصري. من جانبه أكد السفير السيد قاسم المصري مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الدبلوماسية المصرية تعد من أعرق الدبلوماسيات في العالم وكثير من الدول الكبري يعتبرونها في مصاف دبلوماسيات الدول الكبري إلا انه انتقد في الوقت ذاته ما اعتبره أنها لا تشارك دائماً في صنع السياسة التي تسير عليها وإنما يترك لها التنفيذ فقط. مشدداً علي أهمية أن تتاح لها الفرصة وأن تشارك في صنع القرار وتقوم بجزء أساسي لتنفيذه حتي نري نتائج مبهرة. قال إن السنوات الأخيرة للرئيس المعزول حسني مبارك شهدت ركوداً كبيراً لإهمال العنصر الخارجي زعماً منهم ان أهم شيء هو الداخل في حين ان الخارج يخدم الداخل والعكس كذلك. ولفت إلي أن الدبلوماسية المصرية تشهد حالياً في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي نشاطاً ملحوظاً داعياً إلي ضرورة انشاء مجلس للشئون الخارجية والأمن القومي يضم ممثلين لوزارات الخارجية والمخابرات والرئاسة والإعلام والقطاعات المعنية لتحقيق المزيد من التنسيق وحتي يتاح للدبلوماسية المصرية ان تشارك في صنع القرار. ولفت إلي وجود نشاط كبير علي الساحة الافريقية وكذلك الزيارات الخارجية للرئيس عبدالفتاح السيسي مؤكداً أنها منتقاة ومدروسة وجيدة وبها مهنية كبيرة. وانتقد السفير السيد قاسم المصري أداء الدبلوماسية المصرية علي الساحة الاسلامية مؤكداً أن النشاط قليل جداً خاصة في ظل رئاسة مصر للقمة الاسلامية بينما لا تقوم بأي نشاط علي الساحة الاسلامية مشدداً علي أهمية أن تقوم الدبلوماسية المصرية بطرح مبادرات من شأنها أن تخدم رؤية الرئيس السيسي بشأن تطوير الخطاب الديني خاصة أن الدول الاسلامية تشمل 57 دولة ولابد أن تستفيد مصر من رئاستها للقمة الاسلامية في هذا الشأن. من جانبه قال السفير طلعت حامد الأمين العام المساعد للجامعة العربية سابقاً إن أداء الدبلوماسية المصرية يحتاج إلي أن يكون أكثر دقة في معالجة القضايا. وخاصة القضايا التي تتعلق بالداخل المصري مشيراً إلي أنه كان يجب ألا تتدخل مصر في قضية أحمد منصور التي أثيرت مؤخراً لاننا نعلم جميعاً موقف ألمانيا من ثورة 30 يونيو. وما كان يجب أن نطالب بتسليمه. معتبراً أن ما حدث خطأ مهني فادح لأنه من المعلوم أنه في النهاية سيتم الافراج عنه. أضاف حامد أن هناك تحسناً ملموساً في اداء الدبلوماسية المصرية في عهد وزير الخارجية سامح شكري مؤكداً أنه تحسن حقيقي يحظي بالاحترام والتقدير في ظل قيادة الرئيس السيسي للدبلوماسية والسياسة المصرية. ولفت إلي وجود تقدم كبير في العلاقات المصرية الافريقية وكذلك بعض الدول الأوروبية والآسيوية. أوضح ان أهم عمل يمكن أن تقوم به الدبلوماسية المصرية خلال المرحلة المقبلة هو دعم العلاقات المصرية مع الدول ذات الثقل السياسي الكبير مثل الهند واليابان وكذلك البرازيل ودول أمريكا اللاتينية معرباً عن استغرابه لعدم وجود أي زيارات رفيعة المستوي لمثل هذه الدول رغم مكانتها وثقلها الدولي. أضاف اننا نريد من الدبلوماسية المصرية البحث عن نقاط الضعف التي جعلت جماعة الإخوان الارهابية تؤثر علي علاقات مصر مع عدد من الدول وهو ما يتطلب جهداً دبلوماسياً كبيراً خلال المرحلة المقبلة يؤدي إلي توطيد العلاقات بين مصر وهذه الدول لافتاً إلي أنه خلال 30 عاماً مضت فقدت مصر دورها الاقليمي والدولي ولابد من استعادة هذا الدور مرة أخري. فيما كان للسفير صلاح فهمي مساعد وزير الخارجية الاسبق رأي مخالف حيث انتقد بشكل كبير أداء الدبلوماسية المصرية بشكل كامل واعتبر أنها لم تتغير وإنما تسير في طريقها دون أي تغير قائلاً انه لا يوجد ناس قادرون علي قيادة فريق الدبلوماسية المصرية.