عمري الآن خمسون عاماً.. متوسطة الجمال ربة بيت ومؤهلة جامعياً لكنني فضلت الجلوس بالبيت وتربية أولادي.. مشكلتي بسيطة جداً.. من وجهة نظر البعض لكنها النار التي تأكلني من وجهة نظري أنا.. إنها زوجة أخي الجميلة. نعم لي أخ وحيد ومتزوج من سيدة محترمة مشكلتها الوحيدة عندي أنها جميلة ومبهرة الشخصية وكل من يراها لابد أن يحبها.. كلما ذهبنا لمكان احتلت الصدارة فيه وتسرق الكاميرا من كل الحضور ببهاء حضورها.. ومع كل ذلك هي لا تتعمد ربما طبيعة عملها التي تجعلها شخصية اجتماعية أو ربما جمالها يعطيها الثقة بأن الجمال يسمع في النهاية لا أدري.. المشكلة ليست في هذا فقط بل إنها قد أعجبت زوجي وأصبح يثني عليها كلما جاءت سيرتها مع أحد فهي أمهر سيدة في كل شيء.. وأنا يا سيدتي أغار عليه جداً ولا أطيق أن يتحدث عن أي أحد بهذه الطريقة.. وقد دفعني هذا لتهرب من زيارات أخي وزوجته لنا أو ذهابي أنا لهم.. بل أرفض دعواتهم بصفة مستمرة أغضبت أخي الوحيد مني.. أنا لا أطيق أن تظل أمام زوجي يحدثها وتحدثه.. أو يكون هناك المزيد من الاعجاب لذلك.. أتساءل ما الذي يجب أن أفعله رجاء الرد مع العلم أنها محترمة جداً والله ولكنها كذلك جميلة ومثقفة.. المشكلة أيضاً أنها شعرت بغيرتي منها فبدأت في الانسحاب. عزيزتي: خلقنا الله ولم يظلمنا ومنح كل منا درجات من العطاء وبجمع عطاءات الله نجد أننا جميعاً متساوون.. ولكنها تختلف في توزيعها.. وقد خلق الله الإنسان وكرمه.. أي ميزه أولاً بالعقل ثم بالمواهب التي تميز إنسان عن آخر.. فشخص جميل وآخر دمه خفيف.. وآخر جذاب.. وآخر ماهر في أحد الأمور.. ومؤكد أنه ميزك أيضاً بموهبة أو أشياء أخري ولكنك بدلاً من البحث عن ميزاتك وإظهارها لزوجك انشغلت بأن تتبعين ميزات زوجة أخيك الذي يصل الأمر لشبه قطيعة فقط لأن زوجته جميلة وصاحبة حضور!! أعتقد أنك مبالغة وأن عليك التراجع فما أنت عليه غيرة غير مبررة ولا حتي من أنواع الغيرة التي قد نصمت عليها أحياناً إجلالاً أسبابها الإنسانية.. والغيرة التي تدمر صاحبها غيرة مرضية وبالفعل ما تقومين به سيدمر أعصابك وعلاقتك بأخيك لأنها الغيرة السوداء من سيدة لم تعمد أن تكون كذلك والدليل أنها عندما شعرت بغيرتك قررت الانسحاب من حياتك كما تقولين. ابحثي داخل نفسك عن جمالك الشخصي وميزاتك أنت وقومي بتنميتها ولا تجعلي صورة زوجة أخيك نصب عينيك لتكوني مثلها مثلاً فلا يوجد إنسان شبه إنسان ولو حاولت ستكونين مسخاً لها.. كوني نفسك ولا تكوني غيورة عمياء تحطم كل شيء لأنها لا تدرك كيف تتعامل.. فمثل هذا النوع من الغيرة يفقدك ربما عائلتك نفسها أبداً من الأخ وزوجته التي مؤكد ستعتبر ذلك إهانة لها غيرتك علي زوجك منها تعني أنها سيدة لعوب وهذا ترفضه كرامة كل سيدة محترمة.. وبالتالي خسرتها وأسرتها ثم قد تخسرين زوجك الذي سيعد ذلك نوعاً من الشك في أخلاقه وسلوكه.. وكذلك تخسرين نفسك التي تتعلم الحقد علي الناس ونعم الله لهم.. ركزي فيما وهبك الله فقد تكونين الأجمل.