من أبطال دولة بني أمية.. بعد معاوية كان مروان بن الحكم وولديه عبدالعزيز.. وعبدالملك.. ويقول المؤرخون إنه ما كان لمروان أن تتحقق له الخلافة إذا بقيت مصر في يد خصمه عبدالله بن الزبير.. وقد استطاع أن يحقق النصر عليه واستقر له الأمر في مصر عام 65 هجرية. وفي هذا العام عهد مروان لابنه عبدالعزيز إمارة مصر وكان أول ما فعله هو بناء دار عظيمة له في الفسطاط وأطلق عليها دار الذهب فقد كانت قبتها مذهبة والأشعة الذهبية تنبعث منها مع سطوع الشمس. وعندما انفجر الطاعون في مصر عام 70 هجرية غادر عبدالعزيز الفسطاط ولجأ إلي دير يقع علي شاطئ النيل عند حلوان "حالياً" فأعجبه المكان واشتراه من أصحابه الرهبان بمبلغ عشرة آلاف دينار وأقام بها وأنشأ فيها الدور والمساجد وإليه يرجع الفضل في تعمير وإنشاء ضاحية حلوان. ومن اعاجيب عبدالعزيز بن مروان أنه كان يقف بالناس في المسجد الجامع أي جامع عمرو يوم عرفة كما يقف الحجاج. أما عبدالملك فقد تولي الخلافة بعد أبيه مروان وأراد عبدالملك أن يجعل في فلسطين حرماً مقدساً ليحج إليه الناس فبني قبة الصخرة في القدس والجامع الأقصي كما ورد في الموسوعة التاريخية لأحمد حسين وكان المسلمون يطوفون حول الصخرة كما يطوفون من حول الكعبة وينحرون يوم العيد أضحيتهم. وكان تصرف عبدالعزيز في التشبه بيوم عرفة في مسجد عمرو وكذلك تصرف عبدالملك في جعل المسلمين يطوفون حول الصخرة لكي يصرف المسلمين عن الحج لأن عبدالله بن الزبير كان مسيطراً علي الحجاز وايضا علي مواقع الحج. وهكذا حاول الأخوان أن يجعلا من مصر وفلسطين أماكن للحج وذلك نكاية في عبدالله بن الزبير الذي أرسل إليه الحجاج بن يوسف الثقفي فحاصر مكة وقذف الكعبة بالمنجنيق فدمرها ثم أعاد بناءها طبقاً لقواعدها الأولي كما كانت أيام الرسول عليه الصلاة والسلام واستقر حكم بني أمية في الحجاز بعد مقتل الزبير.