فصول المأساة التي يمر بها ابن شقيقته جعلته يتذكر المحنة الأليمة التي أودت بحياة الكوميديانة الراحلة سعاد نصر مع جرعة التخدير الزائدة لكن الفارق بينهما أن ابن أخته مازال في عداد الأحياء تنتظره معجزة حتي يسترد وعيه ويفيق من الغيبوبة الكاملة التي دخل فيها منذ أكثر من أسبوعين ويصارعها حتي الآن.. في البداية راح الخال "حسان عبد المحسن حسن" يروي محنة ابن شقيقته محمد عبد الناصر ابراهيم "14 سنة" مع متاعب الأوعية الدموية بساقه اليسري والتي تلازمه منذ الطفولة وخضع بسببها لأكثر من عملية جراحية أحدثت قصرا ملحوظا بها.. ثم كيف تدهورت حالة الساق نتيجة ارتدائه الدائم للرباط الضاغط إلي أن بات البتر كما أجمع الأطباء هو طوق نجاته من شبح الغرغرينة الذي يتهدده!! جائزة "القرآن" علي الفور سارعت أسرة "محمد" في البحث عن مستشفي مشهود له بالامكانيات والرعاية الفائقة ورصدوا في سبيل ذلك قيمة الجائزة المالية التي حصل عليها ولدهم الحبيب عن إجازته لقراءة "واقراء" القرآن الكريم برواية حفص وقدرها خمسة آلاف جنيه. وقع اختيارهم علي مستشفي قصر العيني الجديد.. الشهير بالفرنساوي.. بعدما علموا أن تكاليف العملية لن تزيد علي 3 آلاف جنيه.. وفي صباح يوم الاربعاء الموافق 15/6/2011 دخل "محمد" المستشفي تصحبه دعوات أمه وخاله وجميع الأهل بأن يكتب الله له السلامة ويعينه علي تقبل مرحلة ما بعد "البتر" بقلب مؤمن محتسب.. وفي الحادية عشرة من مساء ذلك اليوم كان محمد داخل وحدة عمليات الطوارئ بمستشفي الفرنساوي حيث نم تخديره واستسلم جسده الضعيف لأيدي الجراحين حيث أجريت له عملية البتر حتي أعلي الركبة بالساق اليسري. يقول خاله: في تلك اللحظات العصيبة التي فقد فيها ولدنا الحبيب جزءا غاليا من جسده أخذنا نسأل عنه.. هل أ فاق "محمد" من العملية.. لكن طال الرد لنكتشف الكارثة التي لحقت به.. نتيجة لانشغال طبيب التخدير المسئول بأكثر من حالة في وقت واحد لم ينتبه إلي اعوجاج انبوبة التخدير المتصلة له مما أدي إلي تعرض ولدنا إلي نقص في وصول الأوكسجين للمخ تبعه توقف في عضلة القلب لولا أن كتب الله نجاته حيث نجحت محاولات إنعاش القلب لكن لم تفلح محاولات استعادته للوعي فقد دخل في غيبوبة طويلة مما استلزم نقله إلي وحدة الرعاية "الزيرو". مأساة ما بعد البتر يواصل الخال حسان رواية المأساة مشيرا إلي أنه لم يكن تحويل ابن شقيقته لوحدة الزيرو بالأمر اليسير بل انتظروا ساعات حتي تعطف عليهم رئيس الوحدة وسمح بدخول والدهم الرعاية حيث تم وضعه تحت جهاز التنفس الصناعي ومع طول فترة بقائه تحت هذا الجهاز بدأ الاطباء يتحدثون عن المأساة الأخري المقبل عليها "محمد" فهو بحاجة إلي عملية شق حنجري وعملية أخري يعني تكاليف مضاعفة علي عاتق أسرته بدءا من أجرة الجراح ثم التخدير والدم وخلافه.. فضلا عن نفقات علاجه عن كل يوم يمضيه داخل الرعاية وهو ما لا طاقة له به خاصة إذا ما علمنا أن اليوم الواحد فيها يتكلف 1500جنيه.. التأمين الصحي.. يعتذر.. .. وفي محاولة للخروج من هذا المأزق لجأت أسرة "محمد" لهيئة التأمين الصحي طلبا في نقله لأحد مستشفياتها خاصة انه طالب بالثانوي الأزهري وينتفع بالتأمين لكن طبيب الهيئة حينما حضر لمناظرة حالته بالمستشفي "الفرنساوي" رأي أنه يتعذر نقله لأنه مايزال في الغيبوبة. حاول خاله التحدث لإدارة المستشفي وتوضيح حجم المأساة التي لحقت بابن شقيقته بسبب خطأ طبيب التخدير وعجز أسرته عن ملاحقة نفقات علاجه وتدبير تكاليف عملية الشق الحنجري المقررة له.. فلم يجد ردا مما دفعهم دفعا إلي تحرير محضر بواقعة الاهمال التي لحقت بولدهم تحت رقم 3970 بقسم شرطة السيدة زينب في 29/6/.2011 .. وإلي أن تأحذ التحقيقات مجراها ماذا تفعل أسرة الطالب الأزهري لملاحقة نفقات علاجه الباهظة بمستشفي الفرنساوي والتي وصلت إلي 20ألف جنيه؟.. سؤال نتوجه به إلي الدكتور عمرو سلامة وزير التعليم العالي.. آملين انقاذ حياة الطالب "محمد عبدالناصر ابراهيم" نزيل الرعاية "الزيرو" والترفق بحال أسرته من نزيف النفقات الذي غرقوا فيه بسبب إهمال طبيب التخدير. مرة أخري.. أنقذوا محمد الأزهري.. وارحموا أسرته.