ليس شرطاً أن يقوم المسئول الجديد بالغاء مابدأه المسئول القديم حتي يكون هذا الجديد منجزاً وفاعلاً ومبتكراً. فمن الممكن أن يترك المسئول القديم مشروعات جيدة جديرة بالاهتمام. لكن هيئة قصور الثقافة يبدو أنها تسير علي خطي الفراعنة وتقوم بالغاء أو تعويق أنشطة مهمة بدأها مسئول سابق أو أسبق لمجرد أنه هو الذي بدأها. المعروف أن رئيس الهيئة الأسبق الشاعر سعد عبدالرحمن كان من أكثر المسئولين الذين تولوا الهيئة تميزاً بالاخلاص والجدية ونظافة اليد والخلق الكريم والنبيل . تتفق أو تختلف مع بعض قرارته. لكنه في النهاية كان رجلاً محترما وجاداً وساعياً إلي تطوير الهيئة وتفعيل أنشطتها. عندما كان سعد عبدالرحمن رئيساً للهيئة استطاع تجهيز مبنيين من مباني المهندس العبقري الراحل حسن فتحي في الوادي الجديد. وهي مايعرف بمراسم باريس لقربها من واحة باريس. أعد سعد عبدالرحمن فيلاتين وخصصهما للفنانين التشكيليين. وجهزهما بكل وسائل الإقامة . حيث يذهب الوفد من الفنانين التشكيليين للإقامة في هذا المكان ليستوحي بعض الأعمال من الطبيعة الساحرة هناك. وذهب بالفعل وفدان وأقاما هناك فترة من الوقت وأبدع كل فنان ماتيسر له من أعمال . مع العلم أن تكاليف الإقامة كانت مشتركة بين الهيئة وقطاع الفنون التشكيلية والمحافظة. لكن بمجرد ذهاب سعد عن الهيئة توقف المشروع تماماً. وذلك لتقاعس إدارة الفنون التشكيلية في الهيئة وعدم اهتمامها بالأمر ولاندري لماذا. الأمر الآخر يتعلق بهذه الإدارة أيضاً. فقد تم تشكيل أمانة عامة لمؤتمر التشكيليين في الأقاليم الذي اقيمت دورته الأولي في عهد الفنان د. أحمد نوار . وعندما جاء سعد عبدالرحمن قرر إقامة الدورة الثانية لبحث قضايا الفنانيين التشكيليين في الأقاليم . واجتمعت الأمانة أكثر من مرة . ماترتب عليه صرف بدل جلسات وبدل انتقال وتوفير إقامة في القاهرة لأعضاء الأمانة من الأقاليم. وقبل أن يبدأ المؤتمر طلبت إدارة الفنون التشكيلية تأجيله إلي مابعد خروج سعد عبدالرحمن علي المعاش . ولم يرفض الرجل التأجيل ويصر علي عقد المؤتمر في وجوده كرئيس للهيئة وقال المهم أن يعقد المؤتمر سواء كنت موجوداً أو غير موجود. وبمجرد خروجه إلي المعاش لم يعد هناك حس أو خبر للمؤتمر. السؤال الذي يطرح نفسه لماذا كان تشكيل الأمانة العامة للمؤتمر ولماذا كانت النفقات التي تكبدتها الهيئة. ولماذا تم إلغاء المؤتمر.. هذه أسئلة مطلوب من الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف رئيس الهيئة الإجابة عليها. وكذلك د. هيثم عبدالحفيظ مدير عام الفنون التشكيلية.