عنوان المؤتمر: ابداعنا الحديث.. الفحولة والتأنيث. وهو عنوان قد يبدو غريباً عن مؤتمر ادبي في مدينة اقليمية. لكن جدية المداخلات والعدد الكبير من الحضور شمل مشاركين من معظم الاقاليم المصرية. حققت للمؤتمر نجاحاً لافتاً. واذا كان قد خلا من التوصيات فإن ما تخلل المداخلات من ملاحظات وآراء يعد توصيات مهمة تطلب التطبيق في حياتنا الاجتماعية. تسأل د.زينب العسال: هل كسرت المرأة فحولة الشعر؟ الا يحق للمرأة ان تحتل مكانة الريادة بعد اكثر من اربعة عشر قرنا؟ وتجيب عن السؤال: ان الكتابة بشكل عام. والكتابة الشعرية بشكل خاص. ترفض كل ما يمثل الفحولة. اي القوة والعنف واستغلال الضعف الانساني للمرأة. ومكانتها داخل مجتمع ذكوري. حتي لو كان هذا المجتمع يمثله المثقفون.. ان التمرد علي الذكورة سمة اساسية في غالبية شاعرات اليوم. فالفحولة والذكورة تمثل في كتاباتهن رموز القسوة والاستبداد. وانتهاك حرية المرأة والتقليل من شأنها ودعت د.العسال إلي تبني موقف الصوفي الكبير ابن عربي. وانطلاقه من الحديث الشريف "النساء شقائق الرجال. وهو اساس شرعي. فمن خلاله تسري الاحكام الشرعية علي النساء والرجال. وقد استخدم ابن عربي لفظة النفس دلالة علي الانسان سواء كان امرأة ام رجلاً". ويخاطب الشاعر احمد مرسال بقوله: ايتها التاء المباركة التي ربطوها. هل ظلمتك لغة الضاد حينما اصرت ان تأتي حرفاً. بينما تلك المجردة من النقط المسماة بالهاء تجلس بين حروف لغة الضاد معدودة منهم.. ثم لماذا ارتضيت ان يتغير شكلك الذي اعتدت الخروج به للدنيا؟ فأنت تأتين ملفوفة منقوطة لتأنيث الاسم: روضة. حلوة. زهرة. وتارة تتخلين عن تلك الهيئة حينما تأتين تاء ساكنة متصلة بالفعل. ومثلما ظلمتك معاجم اللغة. هاهم نحاة الكوفة يظلمونك ظلماً كبيراً حينما يجيزون تجريد الفعل السابق لك من هذه التاء المفتوحة الساكنة. حينما تسبق الاشياء التي تدل علي الدمع. ويجيزون تثبيتك في الوقت نفسه. ويتناول الكاتب محمد عطية محمود نماذج قصصية. يري انها تعبر إلي حد بعيد عن ملامح واتجاهات في كتابة القصة القصيرة الحديثة. لقد اتخذت اشكالاً واوعية مختلفة للتعبير عن الواقع وازمات وجودة. من خلال شخوصه وتجليات بيئته. وحاكمية العلاقة المتوترة بين رموز المجتمع من شخصيات تتراوح بين عنصري الحياة: الذكر والانثي. او بمعني آخر انوثة الانثي وفحولة الذكر. التي تختلف صيغ وجودها في الحياة من فحولة مادية إلي فحولة معنوية او نفسية. ويؤكد د.اسماعيل عبدالفتاح في مداخلته علي انه لا فرق بين الادب النسائي والادب الذكوري. فالمرأة جزء من الكيان الاجتماعي. والرجل جزء من هذا الكيان. وما يبثه الرجل من ابداعات يكون بعضها عن المرأة. وما تبثه المرأة من ابداعات يكون بعضها عن الرجل. فلا تلازم بين ابداعات المرأة والادب النسائي. فكل ما يكتب عن المرأة هو من صميم الادب النسائي. فالعبرة بمحتوي الادب. ويشير د.محمد عجور إلي ان المرأة لها -حتي الآن- حس خاص في عالم الشعر. ولا تزال الفكرة القديمة مسيطرة علي الشاعر والشاعرة في عصرنا الحديث. فلايزال للذكر صوته الذي يتسم بالقوة والنفس الطويل والتجرؤ علي فك مغاليق ابكار المعاني والكلمات والمصطلحات.