الفساد والاهمال تجاوز كل الخطوط وصار غياب الضمير أخطر الجرائم مما أدي إلي تدهور الخدمات في كثير من الإدارات والأجهزة المسئولة عن مختلف مجالات رعاية المواطنين خاصة بسطاء شعبنا. وقد تكشفت حقائق مذهلة خلال زيارة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء لمعهد القلب بامبابة إذ تبين أن المترددين علي هذا المعهد يعانون من تدهور خطير لدرجة أن دورات المياه لم تسلم من هذا الاهمال وقد أوضحت السيدة المسنة لرئيس الوزراء مدي البهدلة والمعاناة التي يتعرض لها المرضي كما أن قمة المأساة في العيادات الخارجية. وظهر بوضوح اهتمام الاطباء بعياداتهم الخاصة وقد بلغت الدهشة مداها علي وجه رئيس الوزراء وجاءت كلماته في الجولة تصيب أي منصف بالمرارة خاصة ان هذا المعهد أحد مواقع المنظومة الصحية التي اصابها الترهل وفي أشد الحاجة إلي هزة ووقفة حاسمة لوقف هذه المهازل وما جري في معهد تيودور بلهارس للأبحاث بالوراق وكانت نفس الصور التي شاهدها في معهد القلب الفوضي والاهمال الشديد في كل أركان المعهد!! حقيقة المنظومة الصحية ومواقع تقديم العلاج بمختلف المستشفيات الاهمال واختفاء الضمير متغلغل في أي مؤسسة تقدم الخدمة وما يجري في التأمين الصحي وأماكن تقديم العلاج للمترددين علي عياداته الطبية. والمأساة تبدو في أجلي صدورها في الريف والقري والنجوع واهمال الاطباء والعاملين بالمستشفيات والوحدات الصحية قد بلغ أقصي مدي من الاهمال كما أن اختفاء الرقابة التي تتابع الاداء بهذه الاجهزة التي يقع علي عاتقها أهم أنواع الخدمات التي تتعلق بصحة المواطن التي هي أغلي ما يملك وناهيك عن اختفاء العلاج وفي معظم الأحيان يسلم الطبيب المريض روشتة لشراء العلاج من الخارج علي نفقته الخاصة مما يضيف أعباء علي بسطاء المرضي. حتي لا يطول البكاء علي اللبن المسكوب لابد من وقفة حاسمة واعادة النظر في المنظومة الصحية سواء بالمستشفيات التابعة لوزارة الصحة أو المستشفيات الجامعية واعادة هيكلة الإدارات التي تدير هذه المستشفيات ووضع برامج لعلاج كل مظاهر الاهمال وضرورة أن يكون الاطباء والأساتذة متفرغين لاداء مهامهم لخدمة المواطنين. إن الزيارة المفاجئة لرئيس الوزراء لا تكفي وحدها لعلاج هذا الخلل والفساد الضارب بأطنابه في تلك المواقع هناك مآس يتعرض لها المرضي وأصبح التردد علي المستشفيات وسيلة لجذب المرضي للعيادات الخاصة ولا يجب أن نضع رءوسنا في الرمال. المأساة لا تقبل الانتظار أو التسويف بأي حال من الاحوال. المهندس إبراهيم محلب رجل ميداني يتجول في كل الاماكن دون كلل أو يأس يسعي لتحريك هؤلاء النائمين في العسل بمختلف أجهزة الدولة.. سيادة رئيس الوزراء لابد من تطبيق مبدأ الثواب والعقاب بلاهوادة وتكليف أجهزة الرقابة في كل المحافظات والأقالبم بمتابعة الاداء بكل الإدارات المحلية والخدمات والمنظومة الصحية في المقدمة ولابد من البحث عن صيغة تحقق التكاتف بين ذوي الضمائر الحية لكي يستيقظ هؤلاء من سباتهم لقد آن الأوان لتحديد أداء كل العاملين بهذه الإدارات التابعة للمنظومة الصحية خاصة أن لدينا كفاءات.. ياسادة إن الله سوف يحاسبنا إذا لم نتخذ الاجراءات الحاسمة والحازمة لوضع مبدأ الثواب والعقاب في مقدمة الأولويات حتي يتم القضاء علي هذه المآسي.. ياسادة الموقف أصبح لا يحتمل الانتظار!!