المهندس مجدي سراج الدين القطب الوفدي الكبير صاحب تاريخ طويل من النضال في العمل السياسي وصاحب رؤية وفكر.. كان من اوائل المؤسسين لحزب الوفد الجديد عام 1977 ولم تمنعه قرابته من فؤاد باشا سراج الدين الاثنان أولاد عم من ان يعترض أو يحذر من ان الوفد لا يسير في طريق الديمقراطية وقاد احرار الوفد وطاف المحافظات واصدر نشرة غير دورية علي نفقته الخاصة لتصحيح مسار الوفد حتي صدر قرار من رئيس الوفد بفصله في فبراير 2004 ولكن هذا لم يمنعه من النضال والدفاع عن الحزب حتي انه كان في مقدمة المدافعين عن الحزب عندما تعرض المقر للحريق في أول أبريل عام 2006 ومازال حتي اليوم لا يعرف الاستسلام مناشدا جميع الوفديين ان يتحدوا ويتخلصوا من مجموعة الاربع وانصارهم مستغيثاً وصارخاً.. واوفداه.. واوفداه. الحياة السياسية التقت المهندس مجدي سراج الدين الذي يعد تقريباً آخر المؤسسين لحزب الوفد الجديد علي قيد الحياة في هذا الحوار الذي يشخص الداء ويصف الدواء. * بصفة سيادتكم من المؤسسين لحزب الوفد منذ عام 1977 وابن عم فؤاد باشا سراج الدين.. ما هي المشكلة وما هو الداء الذي اصاب هذا الحزب العريق حتي وصل إلي ما وصل إليه حالياً؟! ** أنا حزين جداً علي المشهد الحالي الذي لم يدر بخلدنا عندما قمنا بتأسيس حزب الوفد عام 1977 حتي الموافقة عليه بقرار لجنة الأحزاب في 4 فبراير 1978 ثم تجميده والعودة الثانية عام 1983 وحتي عودة الوفد إلي الساحة السياسية وحتي الآن وهو يواجه عدة أزمات متلاحقة والجميع لم يحاول القضاء علي هذه الازمات التي كادت احداها تطيح بالحزب إلي غير رجعة وهو اليوم المشئوم أول أبريل 2006 حيث تم حرق الوفد المبني والمعني بواسطة مجموعة الاربع وبمعاونة بعض شباب الحزب المنتمين إلي الجمعيات الممولة اجنبياً إلي جانب بلطجية مأجورين وخبراء استعمال زجاجات المولوتوف في الحريق وذلك تحت رعاية وعناية حكومة الحزب الوطني الديمقراطي في ذلك الوقت وقامت الشرطة بإنقاذ عجائز الوفد من المبني الذي يحترق بواسطة سيارة مدرعة واودعتهم في قسم الشرطة وسلمت مجموعة الاربع المقر الرئيسي للوفد بالدقي وظلت الازمات تتوالي حتي المؤتمر الأخير الذي عقد في الشرقية بلد الوفدي العظيم طلعت رسلان والذي طالب بسحب الثقة من السيد البدوي واتهمه بتبديد أموال الوفد وعدة اشياء أخري وتوسعت وسائل الاعلام في وصف الازمة حتي اعتقد البعض ان الوفد أوشك علي الانهيار فقام الرئيس عبدالفتاح السيسي بعقد لقاء مع بعض الفرقاء والمتنازعين للاصلاح بينهم رغبة منه لرآب الصدع وحفاظا علي الوفد بوصفه اعرق مؤسسة سياسية في مصر ولا اعتقد ان الجهات التي رشحت هؤلاء للاجتماع مع الرئيس السيسي قد اخبرته ان ثلاثة من هؤلاء المتنازعين كانوا مشتركين في حريق الوفد في أول ابريل 2006 وإلا ما كان سيادته وافق علي الاجتماع بهم فهؤلاء الثلاثة اصدقاء الأمس اعداء اليوم ورغم اجتماع الرئيس بهم فمازالوا مستمرين في الشجار بينهم فكل منهم علي حدة يريد التهام التورتة وحدة رغم ان التورتة تآكلت ولم يتبق منها إلا القليل.. وطبقاً للتقرير المالي لحزب الوفد لعام 2014 والمقدم للجمعية العمومية المنعقدة في 15 مايو 2015 فإن ارصدة الودائع بالبنوك هي حوالي 13 مليون جنيه في حين ان التقرير المالي بنهاية مايو 2010 يشير إلي ان أرصدة الودائع بالبنوك كانت حوالي 90 مليون جنيه. * عفواً ما الداء وكيف وصلت الأحوال إلي هذا الحد؟! ** الإجابة معروفة ولكن لا أحد يريد التصريح بها واقولها لك بكل صراحة ووضوح.. لم يهاجم حزب الوفد مرض واحد بل كثير من الأمراض منها الشللية واقصاء المعارضين وسياسة الحزب الغامضة وبعض القيادات التي نزلت علي الحزب بالباراشوت ومنها من استمر ومنها من هرب إلي جانب غياب الشباب بوجه عام والطلبة بوجه خاص والمرأة التي هي نصف المجتمع والمؤثر علي النصف الآخر والعمال والفلاحين. اضف إلي هذا ان صحيفة الوفد لا تعبر عن الوفديين ولا يكتب فيها كتاب وفديون علاوة علي صفقات حزب الجديد مع حكومة الحزب الوطني علي مقاعد مجلس الشعب في الانتخابات 95 و2000 و2005 وتزوير انتخابات مجلس الشعب في دمنهور في يناير 2003 لصالح مرشح الوفد باعتراف البدوي نفسه ومن الأمراض الأخري التي هاجمت حزب الوفد بشراسة قيام مجموعة من شباب الحزب الموالين لمحمود أباظة والمشتركين معه في حريق الوفد المبني والمعني في أول ابريل 2006 باشهار عدة جمعيات ممولة اجنبياص بملايين الجنيهات وبدعم من أباظة والتي قامت باستقطاب بعض الوفديين وخصوصاً من اعضاء الجمعية العمومية. وكذلك الحملة الاعلامية الرهيبة التي شنتها صحيفة الوفد علي نعمان جمعة ورفاقه والتي صورته علي انه واصحابه مجموعة من الإرهابيين والمجرمين والقتلة واتهموهم بحرق الحزب رغم ان الحقيقة التي رأها شهود العيان وبعض الصور اثبتت ان الذي قام بحرق الحزب في الدقي هم مجموعة الاربعة هذه الحملات اضرت حزب الوفد ضررا بليغاً أكثر مما اضرت نعمان واصحابه أما الداء القاتل الذي قضي علي الحزب العريق فهو مرض الايدز السياسي الذي اصاب الحزب في مقتل ألا وهو النظام الداخلي للحزب منذ الموافقة علي قيامه بقرار لجنة الاحزاب في 4 فبراير 1978 ثم توالي اللعب باللائحة بالجمعيات العمومية المفصلة لحساب رئيس الحزب أيا كان اسمه منذ 1986. 1994. 1996. 2006. 2015 وأهم بنود اللعب باللائحة انه تمت الموافقة في 1986 علي ان يكون رئيس الحزب مدي الحياة وظل هذه البند هكذا حتي 2006 أي عشرين عاما بالتمام والكمال.. هل هذا حزب ديمقراطي تلتف الجماهير حوله.. المهم استمر اللعب باللائحة لاعطاء رئيس الحزب سلطات واسعة حتي حولت الحزب العريق من حزب ليبرالي وديمقراطي إلي حزب شمولي.. اما ما ادي حقيقة إلي الهلاك فهو الداء الذي اصاب فريق تشكيل الجمعية العمومية أكبر سلطة في الحزب والتي تنتخب رئيس الحزب واعضاء الهيئة العليا فعندما وافقت لجنة الأحزاب علي قيام الوفد الجديد عام 1978كانت الجمعية العمومية مكونة من المؤسسين للحزب طبقا لشروط قانون الاحزاب ثم أول اجتماع للجمعية العمومية تم زيادة اعضاء الجمعية بالذين انضموا للحزب واستمرت الجمعية بهذا العدد حتي 1986 حيث تم تعديل اللائحة بان يتم إلغاء دور المؤسسين والمنضمين واصبحت الجمعية العمومية تتكون من اعضاء لجان المحافظات الذين يقوم رئيس الحزب بتعيينهم وكذلك اعضاء اللجان النوعية أي ان الجمعية العمومية صارت بالكامل ملك يمين رئيس الحزب وصار كل رئيس حزب جديد يبدل في اعضاء الجمعية العمومية علي هواه بل انه يحاول تعيين انصاره بالجمعية العمومية بل ويفصل معارضيه من الحزب حتي لا يكونوا اعضاء في الجمعية العمومية كما انه دائما يحاول تقليل عدد اعضاء الوفد الجديد والذين جاءوا من بعد وفاة فؤاد باشا سراج الدين هم زعيم مجموعة الاربع ثم اباظة ثم البدوي وهما اثنان من مجموعة الاربع حيث ان الجمعية العمومية لا تمثل المحافظات تمثيلا حقيقياً فنصفها موالين لاباظة ونصفها للبدوي وعندما حاول نعمان جمعة تغييرها لتصبح من الموالين له قامت مجموعة الاربع بالتخلص منه وآخر جمعية عمومية للوفد انعقدت بتاريخ 15 مايو 2015 عدد اعضائها 2804 ومن ادلوا بأصواتهم لانتخاب الهيئة العليا 1865 ومعظمهم اعضاء هذه الجمعية من الموالين للبدوي.. هل هذا هو حزب الوفد اعرق حزب في تاريخ مصر جمعيته العمومية لا يصل عددها إلي ثلاثة آلاف.. لقد حضرت بصفتي عضوا في نادي الشمس آخر جمعية عمومية وكان عددها أكثر من ربع مليون عضو فهل نادي الشمس اعرق وأقوي من الوفد؟! * وماذا عن تيار الاصلاح؟ ** أي اصلاح يا سيدي.. هؤلاء كانوا موجودين منذ 2006 وبعضهم كانوا اعضاء بالهيئة العليا عشر سنوات وقيادات بالحزب من منعهم من الاصلاح.. انه الصراع علي التورتة. * إذن ما الحل أو الداء؟ ** لا يوجد دواء غير عمل لائحة جديدة للحزب تكون ديمقراطية ولا تخضع لأهواء رئيس الحزب ومجموعة المنتفعين المتحلقين حوله والجهات المساندة له.. وأهم بند في اللائحة الجديدة يجب ان يكون كل عضو في حزب الوفد مضي علي عضويته أكثر من خمس سنوات له الحق كاملاً وبدون قيود الترشح في أي موقع حتي رئاسة الحزب وله ايضا الحق كاملا وبدون قيود لانتخاب رئيس الحزب والهيئة العليا والمكتب التنفيذي علي ان يكون لكل محافظة جمعيتها العمومية الخاصة بها وتجري الانتخابات في عاصمة كل محافظة باشراف وزارة العمل "القوي العاملة" وترسل النتائج إلي المقر الرئيسي بالقاهرة وهكذا يشعر كل عضو بالحزب بأنه يشترك في قرارات الحزب وانتخاب رئيسه وقياداته بخلاف ما يحدث حاليا باستجلاب أي اشخاص من القري والنجوع وشحنهم كبلوكات في سيارات للمركز الرئيس بالقاهرة لفرض مجموعة اشخاص لقيادة الحزب العريق وهم ليس لهم علاقة بالوفد بل ان بعضهم كان موالياً للحزب الوطني.. هذا أهم بند في اللائحة المطلوبة لتكون بداية الطريق الصحيح.