مع بداية فصل الصيف انتشرت ظاهرة رش الشوارع بمياه الشرب بواسطة الخراطيم بحجة ترطيب الجو نتيجة ارتفاع درجات الحرارة الشديدة وتهدئة الأتربة التي تتطاير من الشوارع وتتراكم علي واجهات المحلات التجارية وفاترينات عرض البضائع الزجاجية وكأن المواطنين لا علم لهم بمشكلة المياه. الحقيقة أن الأمر لم يتوقف عند ظاهرة رش الشوارع بالمياه فقط حيث تجد أمام كل محل في جميع مدن محافظة الغربية شخص يمسك ويرش مياه الشرب في مشهد مستفز. هناك أكثر من تصرف آخر يتسبب في إهدار المياه مثل قيام سائقي سيارات السرفيس الأجرة والتاكسي الداخلي والعربات الكارو بغسيل سياراتهم وعرباتهم في بعض الشوارع في نهاية اليوم بمياه الشرب بدلاً من التوجه إلي محطات الوقود التي يوجد بها أماكن مخصصة لغسيل وتشحيم السيارات كما كان معتاداً من قبل. بالإضافة إلي العديد من الأساليب الأخري التي زادت من ظاهرة إهدار مياه الشرب مثل صنابير المياه المفتوحة طوال ساعات الليل والنهار في دورات المياه العامة المتواجدة في الشوارع دون رقيب بخلاف عمليات البناء لتشييد العقارات والأبراج والتي تؤدي لتحطيم مواسير مياه الشرب الرئيسية مما يتسبب في انفجارها لتغرق الشوارع وتحولها لبحور من مياه الشرب التي تستمر بالساعات حتي يتم إصلاح هذه المواسير. كما تشهد محطات غسيل وتشحيم السيارات المنتشرة في كل مكان بمدن وقري محافظة الغربية إهدار مياه الشرب بكثافة علي مدي ساعات الليل والنهار لغسيل جميع أنواع السيارات والمركبات. أما المصالح الحكومية والمدارس فحدث ولا حرج عن ظاهرة إهدار مياه الشرب نتيجة عدم تقدير المسئولية لسرعة التحرك لإصلاح صنبور مياه في مدرسة أو في مصلحة حكومية. استجدت ظاهرة جديدة لتنضم لأسباب مسلسل إهدار المياه وهي ظاهرة انتشار ملاعب الترتان لكرة القدم الخاصة في كل مكان والتي أصبحت أحد مصادر إهدار المياه هي الأخري لأنها تعتمد علي رش الملاعب بشكل دائم ومستمر وأصبحت منتشرة في كل مدن وقري محافظة الغربية. في محاولة من "المساء" لاستطلاع آراء بعض الأشخاص الذين يصرون علي تكرار أفعالهم بحجة أنها عادات ورثوها عن أجدادهم وآبائهم. يقول علي وليد السعيد صاحب محل لتجارة الملابس الجاهزة إنه يضطر أحياناً للجوء لرش المياه أمام المحل الخاص به لتهدئة الأتربة التي تتطاير من الشارع وتتراكم علي معروضاته من الملابس بفعل مرور السيارات بسرعات كبيرة حيث يؤدي تطاير الأتربة لطمس معالم فاترينات العرض مما يحجبها عن رؤية الزبائن بخلاف تأثر الملابس والأقمشة والمفروشات بالأتربة المتطايرة وهو ما يتسبب في حدوث أضرار وخسائر مادية له واختتم حديثه بأنه يضطر لاستهلاك كمية قليلة من المياه لتفادي هذه الأضرار. بينما أشار مسعود صابر السيد بائع مصنوعات جلدية وأحزمة إلي أنه ورث هذه العادة عن والده حيث كان يضطر للاستعانة برش المياه أمام المحل لترطيب الجو بسبب الحرارة المرتفعة خاصة خلال فترة الظهيرة حيث تتصاعد سخونة كبيرة من الأرض وهو ما يضطرنا لرش كمية من المياه لتهدئة هذه السخونة بالإضافة إلي أزمة الأتربة. مسئولو الأحياء في مدن محافظة الغربية أكدوا أن الشركة القابضة لهيئة مياه الشرب والصرف الصحي أصبحت هي المسئولة الآن بعد انفصالها عن الوحدات المحلية عن تحرير المخالفات وتوقيع العقوبات علي أي شخص يتم ضبطه متلبساً بإهدار مياه الشرب بأي طريقة ولكن للأسف الشديد فإن الهيئة لا تقوم بدورها في هذا الإطار وأصبح لا يعنيها سوي تحصيل الفواتير من المواطنين فقط علي حد تعبير أحد رؤساء الأحياء والذي أضاف أن هيئة مياه الشرب والصرف الصحي تتجاهل التصدي لوضع حد لهذه الأزمة كما أنها لا تهتم بالمشاكل العديدة لمياه الشرب والصرف الصحي والتي أصبحت تمثل أزمة يومية لمواطني وأهالي محافظة الغربية في كل مكان نتيجة طفح المجاري المستمر دون أن يحرك مسئولو الهيئة ساكناً ولا يعنيهم فقط سوي تحصيل الفواتير من المواطنين شهرياً. أشار رؤساء الأحياء إلي أن جهاز النظافة بالوحدات المحلية هو المسئول عن تحرير المخالفات للسيارات والمركبات التي يقوم سائقوها أو أصحابها بغسيلها في الشوارع ولكن واضح أن الجميع في غيبوبة بعد أن قاموا بوضع القوانين الصادرة للتصدي لإهدار مياه الشرب داخل أدراج المكاتب لحين وقوع الكارثة ووقتها يتم تفعيلها ولكن سيكون الوقت للأسف قد كان.