د.عبدالفتاح صديق الأستاذ بجامعة عين شمس الخبير في "الاستشعار عن بعد" ونظم المعلومات الجغرافية ردا علي افتراءات نائب رئيس هيئة الاستشعار عن بعد الذي زعم فيها ان ارتفاع مستوي المياه الجوفية شرق القناة سببه مشروع القناة الجديدة وأكد ان هذا الكلام عار تماما عن الصحة وان السبب الرئيسي لهذه المياه الجوفية هو طرق الري العادية "الغمر" بشرق القناة في مناطق الزراعات في حين ان الأسلوب الأمثل للري في مثل هذه المناطق هو الري بالرش. قال د.عبدالفتاح في حواره مع "المساء" ان قناة السويس الجديدة لم تؤثر علي رفع مستوي الماء الأرضي وفي ظهور برك مائية وان القناة الجديدة بريئة من تملح الأراضي الزراعية شرق البحيرات المرة وبريئة من الأضرار بالأراضي الزراعية شرق البحيرات.. وللرد علي كل المزاعم علينا الرجوع للماضي واستعراض التغيرات لنري حقيقة صلة القناة الجديدة برفع مستوي الماء الأرضي. * سألناه متي بدأ مشروع استصلاح الأراضي شرق البحيرات المرة؟ ** قال عبدالفتاح: فكرة مشروع شرق البحيرات ليست جديدة وإنما بدأت منذ عام 1962 وكانت المساحة المصمم عليها المشروع وقتئذ 20000 فدان وقد تم إنشاء "سحارة" تحت قناة السويس عبارة عن 6 مواسير تحمل 5.1 مليون متر مكعب من مياه النيل عبر قناة السويس كما تمت اعمال الاستصلاح وكذلك القرية الرئيسية بمرافقها ونتيجة لعدوان 1967 توقف العمل كما حدثت تلفيات كبيرة بالمشروع. * ومتي بدأت اعادة العمل فيه مرة أخري؟ ** بعد تحرير سيناء وعودتها للسيطرة المصرية في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات تم احياء المشروع وإعادة ضخ المياه عبر "السحارات" اسفل قناة السويس التي تم عمل توسعات وتعميق لاستيعاب كميات المياه المارة. * ما نوعية التربة في المنطقة الشرقية من قناة السويس؟ ** هناك ثلاث مجموعات رئيسية للتربة تتفق في خصائصها الطبيعية والكيماوية وهي المجموعة الأولي تتمثل في التربات الرملية العميقة متوسطة القوام وهي متماسكة بعكس الكثبان الرملية التي تقع إلي الشرق منها وتختلط في بعض الأحيان بالجبس والطفلة ونسبة من الأملاح ويعد الجبس أكثر العناصر القابلة للذوبان وتقل بها المواد العضوية. والمجموعة الثانية: هي التربة الصلصالية التي تمثل بقايا رواسب بحرية قديمة ترتفع بها نسبة الأملاح وكربونات الكالسيوم بشكل واضح مع غناها بالجبس قد تتخلل قطاعاتها تكوينات رملية هي عبارة عن ترسيبات هوائية تمت في فترة جافة. * وماذا عن المجموعة الثالثة؟ ** المجموعة الثالثة: التربة المختلطة توجد في الوسط بين المجموعتين السابقتين إلي الشرق من قناة السويس بعمق 15 كيلو مترا وهي تربة صالحة للزراعة وقد تم استصلاح أجزاء منها في ميت أبوالكوم الجديدة إلي الشرق من البحيرات المرة وترتكز علي طبقة من الحجر الجيري مما يؤثر علي استخدامها للزراعة مع وجود طبقة "طفلة" تلعب دورا سلبيا في رفع مستوي الماء الأرضي. * وماذا عن تجاربك ودراساتك لهذه المناطق؟ ** في عام 1997 تم تنظيم ندوة عن الآثار البيئية لمشروع ترعة السلام ومشاريع الاستصلاح بسيناء ضمن أنشطة مركز البيئة بجامعة عين شمس وشاركت مع د.فوزية الصدر وكيلة كلية الآداب بجامعة عين شمس وحذرت فيها من تغيير طرق الري واشارت للمنطقة الواقعة شرق البحيرات المرة. * وكيف ظهرت مشكلة المياه الجوفية شرق القناة؟ ** المشكلة ان الأراضي رملية تستهلك كميات كبيرة من المياه واسفلها طبقة من الحجر الجيري وطبقة أخري من "الطفلة" يضاف لها طبوغرافية غير منتظمة أي ان أراضيها غير مستوية ويزداد ارتفاعها كلما اتجهنا إلي الشرق من قناة السويس مما أدي لسريان مياه الرشح نحو الغرب. * أنت إذن تتهم طرق الري القديمة "الغمر" باحداث المشكلة؟ ** بالتأكيد.. بعد استلام الأرض تم تغيير طرق الري لتكون بالغمر مما أدي لرفع مستوي الماء الأرضي وتحولت الأراضي المنخفضة لأراضي "غدقة ملحية".. لهذا فمياه الرشح في اتجاه القناة جزء منه مرتبط بما يتسرب من الأراضي الزراعية نحو القناة خاصة شرق البحيرات المرة. * وماذا عن الحل؟ ** استخدام طرق الري بالرش وهذا ما بدأت به الدولة حيث اعتمدت عمل نظم الري المحوري. * لكن بعض الجهات عرضت صورا فضائية بالقمر الصناعي أظهرت اتساع مساحة المياه الجوفية بعد حفر القناة الجديدة خاصة شرق تفريعة "الدفرسوار" ما تفسيرك؟ ** السبب في ذلك يرجع لجلب صور دون معرفة فترة التصوير وفي أي فصل بل وفي أي شهر وأي يوم. * ما هي طرق الحماية والحفاظ علي المنطقة من هذه المياه الجوفية؟ ** العودة بطرق الري بالرش في كل الأراضي المستصلحة خاصة الرملية وتطبيق قوانين المحاسبة الصارمة لمن يقوم بتغيير طرق ري أرضه وعمل مصرف غرب المناطق الزراعية من الشمال للجنوب. * ما رأيك في المشروع مستقبل المنطقة.. وعبقرية الموقع؟ ** هذا الموقع لا يؤدي لانحراف مسار السفن عن المسارات الرئيسية للخطوط الملاحية من جبل طارق وحتي قناة السويس حيث يساوي هذا الانحراف صفرا بينما ميناء مرسي كلوك مالطا يبلغ فيه الانحراف 60 ميلا بحريا تستغرق حوالي 10 ساعات وتتزايد مسافة الانحراف بالنسبة لميناءي بيريه باليونان وليماسول بقبرص حيث تبلغ 178. 179 ميلا بحريا علي الترتيب.