تصريح وزير العدل السابق عن منع ابن الزبال من الالتحاق بالسلك القضائي اعتبرته الحكومة اساءة وإهانة للفئات الكادحة وابناء الشعب العاديين وعلقت الحكومة علي ذلك بأن هذا التعبير العفوي الذي جاء علي لسان الوزير تفرقة عنصرية بين طبقات الشعب ولا يحق للوزير أن يرتكب مثل هذا الخطأ لأن ابناء الشعب كلهم سواسية ولا فرق بين ابن الباشا فلان وابن الخفير والزبال فلان وتمت اقالة الوزير فوراً. هذه الواقعة تؤكد لنا أننا نعيش سواسية في بلدنا وأن الحكومة عازمة علي ازالة الفوارق الطبقات بين أبناء الشعب في الحقيقة إن هذا مؤشر يسعد الجميع لكن أرجو ألا يكون هذا لمجرد المظهرية وايهام الرأي العام وأن يتحقق العدل الاجتماعي بين جميع طبقات الشعب المصري في جميع المجالات لكن ما نلمسه علي الطبيعة من فوارق بين أبناء الشعب في تقديم الخدمات الحكومية لهم يؤكد لنا أن اقالة وزير العدل كانت نتيجة التصريح بهذه العبارة مباشرة علي شاشة التليفزيون وكان حقا عليه اخفاء هذه العبارة حتي لايكشف عيوب الحكومة وما يحدث من تفرقة بين طبقات الشعب الواحد. بالفعل إذا كنا نريد عدالة اجتماعية حقيقية ومساواة بين ابناء الشعب فلابد أن يتحقق ذلك علي أرض الواقع.. بالأمس شاهدنا اهتماماً بالغاً من أجهزة الدولة المختلفة في تشييع جنازة القضاة الذين اغتالتهم يد الإرهاب الخسيس وهذا حقهم علينا جميعاً لكن علي النقيض وجدنا السائق الشهيد الذي كان يقود سيارة القضاة لم يهتم به أحد رغم أنه عاش فقيراً ومات فقيراً وترك أسرة كانت في أمس الحاجة له ولرعايته لهم ولم نجد أي اهتمام من الحكومة بهذا السائق الذي احتفلت به الملائكة وشيعته إلي جنة الخلد بإذن الله. أعتقد إذا كنا نريد أن نحقق المساواة بين أبناء الشعب لا يمكن أن يتم ذلك بالتصريحات والكلام الوهمي فهذا هو الشاب حسن سليمان تعرض هذا الشاب الفقير إلي حادث سيارة منذ فترة وأسرته لا تمتلك قوت يومها رغم أنهم يتعدون السبعة أفراد وكان هذا الشاب هو مصدر رزق أسرته والعائل الوحيد لهم توجهوا به إلي المستشفيات الحكومية لعلاجه لكن لم يستقبله أي مستشفي ولم يهتم به أحد حتي إنه فقد الحركة وظل طريح الفراش حتي الآن.. والدته واشقاؤه يبكون دماً حزناً علي شبابه الذي ضاع وعلي عدم اهتمام المسئولين في المستشفيات بحالته الصحية. صدقوني ماذا لو كان هذا الشاب ابن وزير أو مسئول في الدولة؟! فإذا كان وزير الصحة نفسه يعالج أسرته في مستشفيات خاصة داخل مصر وهذا الشاب الفقير لا يجد علاجه في المستشفيات الحكومية التي يرفض أبناء الوزراء النظر إليها ودخول أبوابها خوفاً من التلوث ويعتبرونها مقبرة للغلابة. هذا الشاب الفقير الذي فقد الحركة تماماً مازال يرقد جريحاً أمام والدته وأكد له أحد الأطباء الذي يتابع علاجه في عيادته الخاصة أنك لو كنت ابن مسئول في الدولة لتم علاجك في الخارج أما أنت أيها الفقير انتظر الموت أفضل من تسولك العلاج في المستشفيات الحكومية. إذا كان نريد تطبيق عدالة اجتماعية بين أبناء الشعب المصري فلا نأخذ بالقشور ونترك الجذور ونبتعد عن المظهرية وخداع الرأي العام أيها الحكومة الشعب أصبح أكثر وعياً وخبرة بما يدور حوله ولا يمكن أن يقبل مثل هذه الأمور فإذا كان رئيس الوزراء قد قبل استقالة وزير العدل بسبب حديثه عن ابن الزبال بأنه لايحق له دخول السلك القضائي فهذا هو الواقع الذي نعيشه. أبسط الأشياء أننا مازلنا نري الفوارق في المعاملة داخل المصالح الحكومية بين طبقات الشعب المختلفة ابن الوزير أو البيه فلان وفلان يتم قضاء حاجته دون أن يتوجه إلي المصلحة الحكومية وابن الفقير يظل يتردد علي المصالح الحكومية حتي تقضي حاجته وقد يتعرض للإهانة والبهدلة بدون سبب سواء من موظف أو مسئول. هل يمد رئيس الوزراء يده لأسرة السائق الذي استشهد مع القضاة؟ وهل يأمر بعلاج الشاب الذي يعول أسرته الفقيرة؟ أم أن ما نسمعه أو نشاهده مجرد مظهرية وضحك علي الدقون؟!.