تم افتتاح معرض براغ الدولى للكتاب ، والذى تحل عليه مصر لأول مرة ضيف شرف صباح اليوم ( الخميس) ، بحضور الوفد المصري المشارك برئاسة الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب والذي يضم كبار مثقفي مصر وكتابها بالإضافة للإعلاميين والموسيقيين والمسرحيين والفنانين التشكيلين، فيشارك أعضاء الوفد في الفعاليات الثقافية المقامة بالقاعة الرئيسية الروائي إبراهيم عبد المجيد والشاعر محمد فريد أبو سعدة والروائي حمدي الجزار والروائي والمحرر الثقافي أحمد عبد اللطيف، والروائية والإعلامية مي خالد، والشاعرة فاطمة قنديل، والمخرجة السينمائية الشابة هالة لطفي، والفنان التشكيلي د. خالد سرور، والدكتور شريف يونس، ومنصورة عز الدين. بالإضافة إلى الفعاليات اليومية التي تتم داخل الجناح المصري مرتين كل يوم، كما يتم عرض سينمائي للأفلام القصيرة، وإقامة معرض فن تشكيلي للفنان الدكتور خالد سرور، كما يشارك الملحن والمطرب الفنان أحمد إسماعيل بمصاحبة فنان الإيقاع زين العابدين محمد. الجدير بالذكر أن الجناح المصري يعرض كتب الهيئة المصرية العامة للكتاب بالإضافة لإصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة والمركز القومي للترجمة فضلا عن الكتب الأجنبية المترجمة لكبار الكتاب المصريين مثل نجيب محفوظ وبهاء طاهر وإبراهيم عبد المجيد... إلخ. وقال د. أحمد مجاهد فى كلمة الافتتاح اسمحوا لي فى البداية أن أنقل لكم تحيات وزير الثقافة المصرى الدكتور عبد الواحد النبوى واعتذاره عن عدم الحضور لأمر طارئ.. متمنيا لكم التوفيق والنجاح وتابع : السيدات والسادة.. جئنا إليكم من جمهورية مصر العربية بعد أن انتهينا من الدورة السادسة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بحضور 2 مليون زائر، لنكون ضيف شرف معرض براغ الدولي للكتاب في دورته الحادية والعشرين.. فشكراً للدعوة الكريمة وللسيدة (دانا كلينوفا) مديرة المعرض على ما بذلته من جهد ملموس مع الهيئة المصرية العامة للكتاب لإنجاح هذه المشاركة. جئنا من القاهرة قلب الوطن العربي إلى براغ قلب أوروبا، من مدينة الألف مئذنة إلى مدينة المئة برج. جئنا نحمل أعز وأغلى ما نملك، جئنا نحمل كتبًا، وكما قال شاعر نوبل التشيكي "ياروسلاف سيفرت" : إن استعارة مدهشة تساوي أكثر من خاتم ذهبي في اليد جئنا إلى صدر براغ الفسيح، الذي احتضن كافكا مبدعاً بالألمانية، ونيرودا مبدعاً بالأسبانية، والجواهري مبدعاً بالعربية. جئنا إليكم إيماناً منا بأن التنوع البشري الخلاق، يؤكد في سياق ديمقراطي، أن الخصوصيات الثقافية للشعوب المختلفة، هي خيوط متعددة الألوان، تنسج مجتمعة ثوب الحضارة الإنسانية وتجعله أكثر إشراقاً. جئنا مقتنعين بأن السياسة ترتبط بالمصالح المتغيرة، وأن الثقافة ترتبط بالهويات الراسخة، ولهذا فإن ما تقيمه من جسور أكثر متانة وأعمق أثراً. جئنا من مصر الفرعونية القبطية الإسلامية، بوفد يجمع بين الرواد والشباب، ويتألف من الأدباء والرسامين والموسيقيين والسينمائيين والباحثين والإعلاميين، وفد يضم نخبة جديرة بالتعبير عن وجه بلدنا الحضاري، آملين أن نتمكن من خلاله في إعطاء لمحة بسيطة عن الثقافة المصرية، التي نتمنى تطوير التعاون المشترك معها عبر دروب أخر. جئنا إليكم من مصر الجديدة بعد ثورتين، وقد اختارت طريقاً لا بديل له، اختارت أن تواجه ظلام الإرهاب بنور الثقافة، وتعنت التعصب بسماحة الحوار، وجهامة التخلف ببهجة الفن. جئنا إليكم لتعرفوا حقيقة واقعنا وجهاً لوجه، حذراً من رزاز قد يتطاير على وجهنا فيشوه الصورة، بسبب جرائم أعداء الحياة الذين لا ينتمون لنا ولا للإنسانية. جئنا من بلد الفائز بنوبل العرب نجيب محفوظ، الذي اعترف بأن "أكبر هزيمة في حياته هي حرمانه من متعة القراءة بعد ضعف بصره". جئنا كي نَقرأ ونُقرأ، ونُترجِم ونُترجَم، في عرس الكتاب، ففي البدء كانت الكلمة في الختام تكون.