أساتذة "الجهاز الهضمي" بالمنصورة: مركزنا متقدم عالمياً.. رغم العجز الرهيب في الميزانية

مركز جراحة الجهاز الهضمي بجامعة المنصورة أحد أهم الصروح الطبية المتخصصة علي مستوي مصر والعالم.. فقد استطاع أساتذته خلال السنوات العشر الماضية إجراء "432" عملية زرع كبد بنسبة نجاح 87% ليأخذ الصدارة في هذا المجال علي مستوي دول الشرق الأوسط وتطمح إدارة المركز إلي زيادة عدد الحالات من 80 إلي 200 حالة سنوياً للحد من قوائم الانتظار هذا إلي جانب إجراء حوالي "2000" عملية خلال الخمس سنوات الماضية لأورام الكبد والبنكرياس والقولون والمعدة إضافة إلي العمليات الأخري.
المنصورة مصطفي عزت:
في نفس الوقت تستقبل العيادة الخارجية حوالي "30" ألف مريض سنوياً من مختلف محافظات مصر وبعض الدول العربية والإفريقية وعلي الرغم من أن الاعتمادات السنوية لا تتجاوز "45" مليون جنيه فإن المركز يعاني عجزاً سنوياً قدره "100" مليون جنيه وفي نفس الوقت يحتاج إلي مبلغ "20" مليون جنيه بشكل عاجل لأجهزة الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي وجهاز أشعة موجات صوتية متعددة الأغراض وإنشاء مبني حديث تبلغ تكلفته "25" مليون جنيه رصد منها 15 مليون تبرعات ويتبقي عشرة ملايين لإضافة "200" سرير إضافي لسد العجز لمرضي الأقسام الداخلية.
الدكتور أمجد فؤاد أستاذ جراحة الجهاز الهضمي ومدير المركز يشير إلي أنه يحتل قائمة أفضل عشرة مراكز متخصصة علي مستوي العالم إلا أننا نعاني عجزاً سنوياً في الميزانية قدره "100" مليون جنيه نظراً للاعتمادات السنوية للمركز "45" مليون جنيه فقط وتشمل نفقات العلاج والإنشاءات والأجور والمكافآت. في نفس الوقت مطلوب سنوياً 9 ملايين جنيه لتحديث وصيانة غرف العمليات والمناظير الجراحية والأجهزة المتفردة بالمركز.
وفي نفس السياق فإننا في حاجة ماسة حالياً لإضافة جهاز أشعة رنين مغناطيسي قيمته "11" مليون جنيه وآخر للأشعة المقطعية بسبعة ملايين جنيه إلي جانب أجهزة موجات صوتية متخصصة في الأوعية الدموية وإنشاء معمل تحاليل بمواصفات قياسية حسب مقاييس الجودة العالمية علي مساحة مائتي متر وسيكون متفرداً علي مستوي الجامعة بتكلفة "4" ملايين جنيه وفي إطار خططنا الطموحة نستعد حالياً لتمديد المركز من خلال نشاء مبني جديد علي مساحة "800" متر ومكون من سبعة طوابق حيث يضيف "200" سرير إلي الطاقة الاستيعابية للمركز وقد تبرع أهل الخير لإقامة هذا المبني بخمسة عشر مليون جنيه ونحتاج فقط إلي عشرة ملايين جنيه.. وسوف يساهم هذا المبني في تخفيف الضغط وخفض قوائم الانتظار بالنسبة لعمليات الجهاز الهضمي وزراعة الكبد والتي نمح إلي أن تصل إلي "200" حالة زراعة سنوياً بدلاً من 80 فقط.. ويضيف الدكتور أمجد فؤاد إلي أن عمليات زراعة الكبد قد بدأت في عام 2003 من خلال الاستعانة بخبرة فرنسية حتي منتصف 2004 من خلال إجراء 22 عملية وبعد ذلك تم الاعتماد الكامل علي أساتذة المركز إلي أن وصلنا الآن إلي إجراء "432" زراعة كبد نسبة نجاح 87% وبذلك أصبح المركز الأول في هذا المجال علي مستوي دول الشرق الأوسط بالكامل ويشير إلي أن النسبة السلبية 13% ترجع إلي ارتجاع الأورام أو الالتهاب الفيروسي خلال العام الأول من إجراء العملية.
وبالنسبة للتكلفة الإجمالية لعملية الزرع أوضح الدكتور أمجد فؤاد أن تكلفتها تبلغ "220" ألف جنيه وتتضمن الجراحة والمتابعة والعلاج داخل المستشفي لمدة شهرين وتساهم الدولة من خلال التأمين الصحي بمبلغ "75" ألف جنيه إضافة إلي جمعية رعاية مرضي زراعة الكبد إضافة إلي 42 جهة مانحة ما بين جمعيات خيرية ومنظمات مجتمع مدني إلي جانب تبرعات أهل الخير ومن هنا فإن المريض في الغالب لا يدفع أي نفقات.
كما أن المركز قد افتتح مؤخراً قسم علاج اقتصادي للقادرين إلي جانب المرضي العرب والأفارقة الذين دخلوا لعلاج من السعودية وليبيا وسلطنة عمان واليمن والصومال ونيجيريا وسوريا.. ومن خلال التعاون مع منظمة النمرو الأمريكية بالقاهرة هناك بروتوكول تعاون بين المركز والمنظمة لمكافحة العدوي البكتيرية والفيروسية. كما حصل المركز حسب ما أكد الدكتور أمجد فؤاد علي شهادة الأيزو العامين الماضيين والمرة الثالثة خلال العام الجاري.
ويشير الدكتور محمد الشوبري أستاذ جراحة الجهاز الهضمي إلي المطالبة بسن تشريع يجيز التبرع في جذع المخ بعد الموت الإكلينيكي لأن ذلك سوف يساهم في إنقاذ الآلاف من المرضي بنتائج أفضل مع عدم اللجوء إلي متبرعين أحياء واستخدام العضو الواحد لشخصين حيث تعتبر مصر من أعلي دول العالم إصابة بفيروس "C" من جراء استخدام حقن الطرطير في الماضي لعلاج البلهارسيا وبالرغم من ذلك فالتليف الكبدي لا يظهر إلا بعد 20 عاماً وعلي الرغم من أن الإحصائية بالنسبة لعدد المصابين بفيروس "C" متفاوتة إلا أنها تبلغ حوالي "10" ملايين مواطن ينضم ليهم سنوياً أكثر من مائة ألف.
من ناحية أخري فإن هناك خطوات إيجابية لرئيس جامعة المنصورة بالتعاون مع محافظ الدقهلية للإسراع في إنشاء معهد لزراعة الأعضاء بمدينة جمصة علي مستوي عالمي بتكلفة "300" مليون جنيه.
الدكتور أحمد أبوالعينين أستاذ جراحة الجهاز الهضمي يشير إلي أن هناك عمليات متفردة ومهمة تتم إجراؤها بداخل المركز منها علاج أورام الكبد بالأشعة التداخلية وعلاج كيميائي موضعي بالتردد الحراري والميكرويف لتكسير الورم عن طريق الحرارة باستخدام إبرة حرارية تبلغ قيمتها 13 ألف جنيه ونجح في تكسير 6070% من حجم الورم وهي من أحدث الطرق في هذا الصدد إلي جانب استئصال أورام القنوات المرارية داخل الكبد إضافة إلي عمليات أورام البنكرياس والقولون والمعدة وعمليات المريء والقنوات المرارية وهناك عمليات كبري لا تقل شأناً عن عمليات زراعة الكبد تتم بواقع "8" حالات أسبوعياً هذا إلي جانب وجود قسم للمناظير الضوئية والتي تنقسم إلي مناظير تشخيصية وأخري علاجية لانسداد القنوات المرارية ومتابعة مرضي زرع الكبد.