مازالت وزارة التضامن تعمل بآليات ما قبل الثورة. والموظفون يتحكمون في شئون الجمعيات الثقافية. ومعظم هؤلاء الموظفين من أشباه الأميين. فكيف يقيمون أداء هذه الكيانات الثقافية. ويوجهون المسئولين عنها من المبدعين والنقاد؟! واقعة صارخة تؤكد هذا الفهم المختلف والقديم لدور الوزارة. حينما تدخل بعض الموظفين لتعطيل إقامة مؤتمر نادي القصة في دورته الثانية حول "السرد وآليات المستقبل". وقال - طقباً لما أورده د.مدحت الجيار مقرر لجنة الثقافة بالنادي- إن النادي ليس في لائحته إقامة مؤتمرات!! وله أن يقيم ندوات فقط!! وهكذا امتثل مسئولو النادي لأوامر موظف صغير. وحولوا المؤتمر إلي "جلسات منفصلة" ورفضوا أن ينشروا اخباراً حوله بهذا المسمي كما أن كتاب الأبحاث الذي كان مقررا إصداره تم تأجيله. رغم وجود ميزانية لهذا الكتاب. وسوف يصدر خلسة ضمن سلسلة إصدارات النادي. وكأنه سلوك مشين ينبغي ستره!! لم يتصدر أحد لهذا الموظف الصغير. ويؤكد له أن ثورة قد قامت في مصر. وان حدوده تتعلق بالنظر في التبرعات الواردة للنادي وقانونية مصادرها. وكذلك مصادر إنفاق هذه التبرعات.. وليس لوزارة التضامن أن تحدد النشاط الثقافي الذي يقوم به النادي. فله أن يقيم مؤتمراً أو ندوة أو مهرجاناً أو أي شكل ثقافي يراه الأدباء أنفسهم ومثل هذه التجمعات الشعبية أهم وأقوي من أية وزارة. وهذه التجمعات هي الشرعية وهي المعنية بمنح هذه الشرعية لأية وزارة أو سحبها منها.. ولذا فلابد أن يبحث وزير التضامن تصرفات موظفيه وتدخلاتهم غير اللائقة في الواقع الثقافي. فما فعله مصادرة علي الرأي والنشاط وليس جزءاً من اختصاصه ولو كان جزءاً من اختصاصه فينبغي إلغاء هذا الاختصاص غير الشرعي ولا المنطقي. "المؤتمر أقيم -بصرف النظر عن المسمي- وعقدت خلاله أربع جلسات برئاسة د.عبدالمنعم تليمة. وحضور يوسف الشاروني رئيس النادي ود.مدحت الجيار أمين عام المؤتمر. وكذلك نبيل عبدالحميد ود.جمال التلاوي وأحمد عبده وربيع مفتاح وأحمد أبوالعلا ومحمد قطب وزينب العال ود.شريف الجيار من أعضاء مجلس إدارة النادي. ذكر د.عبدالمنعم ان المستقبل لم يعد رحيما بالغيب كما كان قديماً فلدينا الآن علم المستقبليات.. وقد اجتمع نخبة كبيرة من كل المتخصصين والعلماء لوضع خريطة مستقبلية لمصر حتي عام 2020. وهي تأكيد لدور مصر في صناعة الحضارة البشرية. وهو دور لم ينقطع أبداً كما يتوهم البعض.. ويرتبط بالأوهام كذلك مقولة جيل الستينيات التي تطلق علي اسماء بعض الأدباء الذين لم يكن قد نشر بعضهم سوي عمل أو عملين في صحيفة في فترة الستينيات.. بينما جيل الستينيات الحقيقي هو توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ورشاد رشدي ويوسف إدريس وسعد الدين وهبة. وهم الأغزر والأبدع طوال فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات. وحتي طه حسين ظل يبدع حتي وفاته عام .1973 وأضاف تليمة تعليقا علي الواقع السياسي الراهن ان الإدارة المحلية تعد أكبر مفرخ للفساد ويبلغ عددهم 53 ألفاً.. وكان الهدف من هذا النظام أيام عبدالناصر هدفاً نبيلاً فانحرف.. وهناك فارق بين "الإدارة المحلية" و"الحكم المحلي" الذي ينبغي ان يتحقق الآن بعد الثورة. وحول مرشحي الرئاسة ذكر تليمة ان كل المر شحين المطروحين الآن ينتمون للماضي. وأتمني ان انتخب رئيساً من خريجي مدرسة التحرير.. رئيساً شاباً. المؤتمر ألقيت فيه أبحاث لعدد كبير من النقاد. منهم: د.محمد عبدالله حسين ود.شريف الجيار وربيع مفتاح ود.محمد زيد وأحمد قرني وإبراهيم عطية. وألقوا دراسات حول القصة والهداية لدي المبدعين: أحمد محمد عبده ومجدي جعفر ومحمد عبدالله الهادي ومحمود أحمد علي ونبيل عبدالحميد وبعض الكاتبات السعوديات.. وغيرهم.