بقي أقل من شهرين علي صرف العلاوة الاجتماعية لأصحاب المعاشات والتي تصرف سنويا في شهر يوليو من كل عام.. ومع ذلك لم يعلن أحد حتي الآن ما هي قيمة هذه العلاوة؟! البدري فرغلي رئيس اتحاد أصحاب المعاشات وسعيد الصباغ رئيس النقابة العامة لأصحاب المعاشات لم يتفقا علي توحيد جهودهما معا لمواجهة تعنت الحكومة ومحاولة تنصلها من تحديد علاوة السنة الحالية!! انتهزت الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي والتأمينات هذا الخلاف وعقدت اجتماعا سرياً مع رئيس وأعضاء مجلس النقابة وتجاهلت البدري فرغلي رئيس اتحاد اصحاب المعاشات وأعضاء مجلسه وبحثت معهم سبب عدم الإعلان عن قيمة العلاوة حتي الآن. الصباغ قال بعد لقائه مع الوزيرة أن التأخير في إعلان قيمة العلاوة يرجع إلي أن الأمر يحتاج الي دراسات وبيانات لتحديد سبل توفير تكاليف العلاوة. وأن الوزيرة طلبت من رئيس الصندوق العام والخاص تقديم وسائل لتغطية العلاوة. البدري فرغلي صرخ محتجاً علي ما قامت به الوزيرة بالاجتماع سرا بمجموعة من أصحاب المعاشات من أنصارها واتفقوا معا علي رفع المعاشات الصغيرة الي 500 جنيه وإقرار علاوة قدرها 100 جنيه!! قال ان هذا الاتفاق مرفوض شكلا وموضوعا ولا يليق في ظل الارتفاع الرهيب في معدل التضخم.. واصفا كلام الوزيرة بأنه تضليل لأصحاب المعاشات. الصباغ قال من جانبه ان الاجتماع مع وزيرة التأمينات حددنا خلاله أربعة مطالب أولها ان تكون نسبة العلاوة متساوية مع معدل التضخم من خلال بيانات البنك المركزي الخاص بهذا الشأن.. وثانيها أن يكون الحد الأدني للعلاوة مائة جنيه.. وثالثها رفع المعاشات الصغيرة إلي 500 جنيه.. ورابعها هو تطبيق الحد الأدني للمعاشات لأنه استحقاق دستوري بنص المادة 27 منه خاصة بعد تطبيق الحد الأدني للأجور لأن اصحاب المعاشات هم الأولي بالرعاية. أما البدري فرغلي فقد بلغ به الغضب من الحكومة مداه مؤكدا انه سيتم عقد جمعية عمومية قريبا جدا لاتخاذ خطوات تصعيدية ضد الوزيرة مثل اعتصام بلا عودة و"اضراب عن الطعام لعدد 100 شخص لمدة يومين و"تنظيم مسيرة بالكراسي المتحركة" تعبيرا عن غضب اصحاب المعاشات من تصريحات الوزيرة. ان اصحاب المعاشات كما يقول البدري فرغلي فقدوا الأمل تماما في هذه الحكومة التي تتجاهل تقارير الأجهزة الرقابية ضد مسئوليها وقياداتها حتي انها قامت بتكريم قيادات التأمينات الذين حصلوا علي مكافآت ومنح دون وجه حق!! إنني أري شخصيا أن الحكومة تستغل الخلافات بين رئيس اتحاد وأصحاب المعاشات ورئيس النقابة العامة لهم للعب علي هذا الوتر وتنفيذ سياساتها بضرب أصحاب المعاشات في مقتل. ان الحكومة تري أن في اختلافهما رحمة بها لتنفيذ سياساتها بالخسف من حقوق اصحاب المعاشات.. ويبدو أن يوسف بطرس غالي قد ترك لهم نهجا يسيرون علي منواله.. فهي تأخذ اموال اصحاب المعاشات لتسد بها عجز الموازنة وفي نفس الوقت لا تعترف بسوء أحوالهم ولا تشعر بضنك العيش الذي يقاسونه في ظل هذا الغلاء الفاحش. أقول للبدري فرغلي وللصباغ تصالحا ونسقا جهودكما لتكونا كتلة واحدة في مواجهة هذه الحكومة.. فالذئب لا يأكل من الغنم الا القاصية. واعلموا أن في اختلافكم رحمة لها!!