زمالك "الأحلام" يتقدم بخطي ثابتة.. وواثقة "للأمام".. بينما الأهلي مع جاريدو "نام".. هذا هو لسان حال القطبين في سباق الدوري العام.. وحقيقة الصراع بينهما علي درع البطولة.. فالزمالك واصل رحلة الانتصارات والإبداع في المسابقة بتحقيق فوزين غاليين جداً علي الاتحاد السكندري ثم حرس الحدود بهدفين علي كل منهما وهما من فرق العيار الثقيل بالدوري ولكن طموح الزمالك بات يفوق أي صعوبات أو تحديات يمكن أن يواجهها خلال مشوار الدوري لأن الهدف هو استعادة الدرع ولذلك أصبح الزمالك تحت شعار اللعب حتي النصر.. وجاء فوزه بالمباراتين ليؤكد هذا الواقع الجديد وأثبت خلالهما المدير الفني البرتغالي فيريرا أنه نجح بالفعل في أن يقدم للجماهير "زمالك الأحلام" والذي انتظرته منذ بداية الموسم بعد قيام مجلس الإدارة الحالي بإعادة بناء الفريق ودعم صفوفه بنخبة متميزة من اللاعبين أصحاب الخبرة والمهارة والموهبة اتفق عليهم الخبراء بأنهم من أفضل لاعبي الكرة المصرية في الفترة الحالية.. ومع استئناف مسابقة الدوري وضح تطور الأداء للفريق من مباراة لأخري بما يعكس قدرة فيريرا علي توظيف إمكانيات لاعبيه وتسخيرها لصالح الأداء الجماعي للفريق ويحسب للخبير البرتغالي استيعابه لقدرات لاعبيه الفنية والفردية وهو ما أسهم في تثبيت التشكيل العام ليتحقق له أعلي درجات التفاهم والانسجام بين خطوطه وأفراده فكان من الطبيعي أن يصول الزمالك ويجول لينفرد بالقمة عن جدارة مؤكداً أنه بات يدق بقوة أبواب البطولة بعد اتساع الفارق بينه وبين الأهلي منافسه التقليدي إلي 11 نقطة بعد سقوط حامل اللقب فريسة لذئاب المقاولون العرب الذي فاز عليه بهدف نظيف.. وهو فارق أري أن من شأنه أن يزيد من ثقة وهدوء وتركيز لاعبي الزمالك في المرحلة المتبقية من عمر المسابقة وكلها عناصر ومقومات من شأنها أن ترتقي بمستوي عروض الفريق لتحقيق المزيد من الانتصارات حتي تصبح الدرع من حقهم حسابياً فالزمالك سيتوج بطلاً رسمياً عندما يصبح فارق النقاط يفوق عدد المباريات المتبقية من عمر المسابقة.. وهذا يعني أن الزمالك مطالب باليقظة والحذر الشديدين فإذا كان الأهلي قد ابتعد إلي حد كبير وتقلصت فرصته في الاحتفاظ باللقب فإن فريق إنبي كبير العائلة البترولية يشكل مع الزمالك أفضل فريقين في هذا الموسم وأكثر فرق الدوري ثباتاً واستقراراً فنياً.. ويمكن القول إنه أصبح المنافس الحقيقي والأخطر الذي يهدد طموحات زمالك الأحلام في تحقيق هدفه الغالي باستعادة درع الدوري لأن إنبي حقق فوزاً مستحقاً علي دمنهور بثلاثية نظيفة بقيادة مدربه طارق العشري فإذا كان مجلس إدارة نادي الزمالك قد نجح في توفير كل عناصر النجاح لفريقه من هدوء واستقرار ولاعبين علي أعلي مستوي فإن فريق إنبي في المقابل يتمتع هو الآخر بنفس مظاهر الهدوء أيضاً من استقرار إداري ومالي ودعم معنوي جعله يطارد بقوة زمالك القمة ويتفوق علي الأهلي حامل اللقب ولذلك أري أننا علي موعد غاية في الإثارة والقوة والمتعة مع دخول سباق الدوري محطاته النهائية لا يستطيع خلالها الزمالك أن يطمئن وليتذكر لاعبوه أن طموحات إنبي هذا الموسم ليس لها حدود ونجاحه في إزاحة الأهلي يجعله يتمسك بحلمه المشروع في الفوز ببطولة الدوري لأول مرة في تاريخه.. ورغم أن جاريدو الاسباني يصعد بالأهلي للهاوية فإن الساحرة المستديرة لا تعرف اليأس والأهلي يتعامل مع الدوري علي أنه بطولته المفضلة والفرق الكبيرة دائماً تلعب حتي الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة والمسابقات فمن يدري فقد يستيقظ الأهلي فجأة.. ولكن لابد أن نتفق أن مبادرة التتويج بدرع الدوري أصبحت ملكاً لزمالك الأحلام بكل لغات الساحرة المستديرة.