ما كادت الانتخابات الداخلية للحزب الوطني في مطروح تنتهي ويتلقي المرشحون قسطا من الراحة بعد عناء الترحال والتنقل بين قري ونجوع المحافظة المترامية الأطراف للتربيطات والمجاملات. ورغم ان الانتخابات افرزت عادات جديدة علي مجتمع البادية مثل النميمة والوشاية ومحاولة النيل من النزاهة ومصادر الثروة لبعض المرشحين.. إلا أنها أعادت روح التعاون والرباط الاجتماعي فما يكاد يسمع مرشح عن وفاة شخص إلا وتجد المرشحين وانصارهم يتجمعون فورا عند اسرة المتوفين كنوع من انواع المشاركة. وهناك هدوء ما قبل العاصفة أو إن شئت قل الإعصار .. والمقصود بالإعصار هو إعلان نتيجة اختيار الحزب لمرشحيه والتي ستكون بكل المقاييس مفاجأة للكثير من المرشحين. وبطبيعة مجتمع البادية فانه حذر وفطن ويعمل للغد الف حساب ولعل تلك سمة طبيعة الصحراء القاسية احيانا وهو ما جعل كل القبائل تبدأ في الاعداد الفعلي لقوائم مرشحين مستقلين بديلة يخوضون بها الانتخابات اذا ما كانت اختيارات الحزب علي غير هواهم وتوازناتهم وثقلهم القبلي. وايضا ابناء المحافظات المقيمين اقامة دائمة بمطروح والذين يرون أنهم ايضا أصحاب حق في جزء من تورتة الترشيح.. إلا أن ابناء القبائل ينظرون اليهم علي أنهم وافدين وليس للوافد أي حق في تولي منصب في البلد الوافد اليها. .. رغم ذلك فان هناك العشرات قد أعلنوا ترشيح أنفسهم كمستقلين وهناك من ينوي ولكنه يفضل التحفظ لحين ثبوت الرؤية. وان كان مجتمع بادية مطروح عن بكرة ابيه ينتظر فان ابرز أبناء وادي النيل الذين ينوون الترشيح: رجب عدلي فازع من الدائرة الثانية ومحمود محمد قاسم في الدائرة الاولي بمرسي مطروح ومازالت الايام القادمة ستكشف لنا عن المزيد من اسماء المرشحين والمرشحات وان كانوا جميعا حزب وطني.. والسؤال الذي يطرح نفسه هل الالتزام القبلي سينتصر علي الالتزام الحزبي؟؟ سؤال ستجيب عنه الايام القادمة.