قرر المستشار محمد حفني سليم محافظ بني سويف صرف مساعدة مالية وإعانة شهرية وتوفير فرصة عمل في أحد المشاريع التابعة للمحافظة للأب المكلوم الذي فقد زوجته بانتحارها وتركت له 6 بنات أكبرهن في الصف السادس الابتدائي وأصغرهن عمرها 6 شهور فقط!! "المساء" توجهت إلي قرية غياضة الشرقية التابعة لمركز شرق النيل بالواقعة والتقت بالأب سيد بكري محمود "46 سنة" عامل فقال: نظراً لقلة فرص العمل في بلدنا الفقيرة وعدم وجود مصدر دخل ثابت كنت انتقل ما بين البلاد بحثاً عن العمل حتي انني كنت أسافر إلي العراق والأردن لكي أستطيع ان أوفر مصاريف المعيشة خاصة بعد ان تزوجت منذ 15 عاماً من زوجتي شوقية علي شمردن "38 سنة" وأنجبت منها 6 فتيات هن: أنهار أكبرهن بالصف السادس الابتدائي وآية في الصف الرابع الابتدائي ومريم بالصف الثاني الابتدائي وجنات 4 سنوات وثريا 3 سنوات وأصغرهن إيمان 6 شهور ونصف الشهر والتي ولدت أثناء سفري للأردن بعد ان تركت زوجتي حامل وتلقيت نبأ ولادتها من حوالي 15 يوماً لأنني قد سافرت منذ سبعة أشهر فقط بعد ان استدنت ب 8 آلاف جنيه لشراء عقد عمل في إحدي المزارع بالأردن. أضاف والدموع تنهمر من عينيه حزناً علي فراق زوجته قائلاً رغم ان أم أنهار كانت تصوم وتصلي ولكن لا أعرف كيف هيأ لها الشيطان ان تنتحر. أرجع سيد الأب ان سبب إقدام الأم علي ذلك زيادة أعباء الحياة رغم انني كنت أرسل لهم مصاريف ولكن تبين انها غير كافية لأن متطلبات المعيشة تفوق دخلي خاصة انني مديون بمبلغ 8 آلاف جنيه. أضاف: زوجتي الله يرحمها زهقت وتحملت الكثير وتعبت أثناء غيابي في تربية البنات الستة حتي لعب الشيطان برأسها وهي كانت تحدثني دائماً عن مستقبل البنات وخوفها علي مستقبلهن ومن أين بمصاريف زواجهن وكنت أقول لها خليها علي الله. قال: منذ 4 أيام تلقيت اتصالاً هاتفياً من أحد أقاربي بوفاة زوجتي فحجزت علي أقرب طائرة وعدت عليپالفور لأواجه مصيراً لا يعلمه إلا الله خاصة بناتي اللائي احتضنهن أبي وأمي وشقيقاتي المتزوجات. وسمعت ان زوجتي استغلت لعب أولادي بمنزل جدهم وعلقت حبلاً في "فلق نخلة" بسقف إحدي الحجرات وشنقت نفسها وحضرت الشرطة والنيابة وقيدت الواقعة انتحار بعد ان تبين عدم وجود شبهة جنائية في الوفاة. أما بكري محمود المنشاوي "78 سنة" فلاح والد سيد قدر الله وما شاء فعل وتعددت الأسباب والموت واحد. أضاف: "زي ما انت شايف كده حالنا لا يسر عدو ولا حبيب ولكن حامدين ربنا علي ما كتبه لنا أنجبت سيد وشعبان و4 بنات كلهم تزوجوا وأنجبوا ولكن البيت مفتوح ليهم ولأولادهم". قال: ليس لنا أي مصدر دخل سوي أننا نستأجر 20 قيراطاً نقوم بزراعتها ونأكل ونشرب منها كلنا فليس هناك معاش أو وظيفة أو أي دخل ثابت.