أكدت الكاتبة العراقية ذكرى لعيبي مديرة تحرير مجلة "الشرطي الصغير" أن تعويد الطفل على المطالعة والقراءة منذ الصغر، يساهم في تعزيز موهبته في الكتابة والتأليف. جاء ذلك خلال مشاركتها في ندوة اقيمت أمس (الأربعاء الموافق 22 ابريل)، تحت عنوان "الطفل حين يكتب قصته"، ضمن فعاليات مقهى الثقافة الذي يقام على هامش الدورة السابعة لمهرجان الشارقة القرائي للطفل الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، في مركز اكسبو الشارقة، ويستمر حتى 2 مايو المقبل. وفي هذا الصدد، أشارت الكاتبة ذكرى لعيبي في حديثها إلى أن الطفل قد لا يتأثر بالبيئة الموجودة حوله إذا كانت لا تقرأ، لا سيما إذا كان يمتلك موهبة الكتابة، ويحب المطالعة والقراءة، وقالت: "بلا شك أن امتلاك الطفل لموهبتة الكتابة فيها إشارة إلى حبه ونهمه للمطالعة، وما يمتلكه من علاقة قوية مع الكتاب الورقي، فهذه العلاقة من شأنها أن تنمي موهبته الكتابية، التي يجب علينا كأهل أن نعمل على تحفيزها عبر تشجيعه على مواصلة المطالعة". ونوهت ذكرى إلى أن الطفل لا بد أن يعيش ضمن بيئة مشجعة على فعل الكتابة، فإذا لم تتوفر هذه البيئة في البيت، لا بد أن تتواجد في المدرسة التي يجب أن تحث الطفل على زيارة المكتبات وملامسة الكتب ليتمكن من بناء علاقة معها، مؤكدة أن الطفل عندما يكتب، انما يترجم ما يفكر فيه، وقالت: "خيال الطفل لا حدود له، وتعابيره في أحيان كثيرة، تدخل في مناطق كثيرة من العقل". وفي الحوار الذي أدارته الكاتبة الإماراتية صالحة عبيد عضو رابطة أديبات الإمارات، أشارت ذكرى لعيبي إلى أن علاقتها مع الكتابة للطفل بدأت عندما كانت تقرأ القصص لابنتها وهي صغيرة، وقالت: "من خلال قرائتي للقصص اكتشفت أنه بإمكاني استخدام خيالي في بناء أحداث قصة يمكنها أن تتناسب مع احتياجات الأطفال وتطلعاتهم، لتكون تلك بمثابة الشرارة التي اطلقت مسيرتي في هذا الجانب"، مشيرة في الوقت ذاته إلى قصة "اليمامة وانثى الغراب" التي قامت بتأليفها، كدليل على الخيال والرسائل الايجابية التي يمكن تمريرها الى الطفل. وأضافت: "أعتقد أنه يجب علينا وضع الطفل في الأجواء التي تحفزه على الكتابة، وهناك الكثير من الموضوعات التي يمكن أن يتم توجيه الطفل للكتابة فيها، وبالتالي فتح شهيته نحو هذا المجال". وتطرقت ذكرى في حديثها إلى تجربة مجلة "الشرطي الصغير" في نشر مجموعات قصصية صغيرة يكتبها أطفال موهوبين، وقالت: "رغم أن هدف المجلة الأساسي نشر الوعي الأمني لدى الطفل، إلا أننا حاولنا أن ندخل فيها بعض الجوانب الاجتماعية التي تهم شريحة الأطفال"، وذكرت أن المجلة أطلقت مبادرة جديدة تهدف إلى نشر كتاب أو قصة كامله للطفل، وقالت: "من خلال هذه المبادرة تمكنا من إصدار خمسة كتب حتى الآن، وهي "حكاية الطاووس والثعلب" و"شمس ورحلة الأمس"، و"للبحر حكايات" و"المهر الأسود" و"الغيمة الجميلة". يذكر أن مقهى الثقافة يستضيف اليوم الخميس، الموافق 23 ابريل الجاري، ندوتين الأولى بعنوان "الخيال العلمي وأدب الأطفال" وتقدمها د. نعيمه حسن، وتبدأ في الساعة السادسة مساءً، فيما تحمل الثانية عنوان "مشكلات كتابة الطفل في الامارات" وتقدمها سعاد راشد، وتبدأ في تمام الساعة السابعة مساءً، حيث تأتي هذه الندوات ضمن باقة فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الترفيهيه والأنشطة الإبداعية المصممة خصيصاً للأطفال، والتي يصل عددها إلى 2028 فعالية، فيما يستضيف المهرجان هذا العام 109 دور نشر من 15 دولة.