قبل رحيله.. تحدث الشاعر الكبير "عبدالرحمن الأبنودي" رحمه الله.. عن قصة أغنيته الشهيرة "صباح الخير يا سيناء" غناء العندليب الراحل عبدالحليم حافظ.. قال: في أحد الأيام كنت علي وشك الاستعداد للسفر إلي تونس لاستكمال عملي في جمع السيرة الهلالية.. ففوجئت بصديقي الروائي السوداني الكبير "الطيب صالح" يوقظني من النوم قائلا: اصحي عبدالرحمن.. مصر دخلت الحرب ضد إسرائيل.. فقررت العودة فورا لمصر.. لكنني وجدت كل المطارات مغلقة حتي السودان.. وحزنت جدا لعدم تواجدي في مصر في هذه الفترة التاريخية.. وأثناء ذلك فوجئت باتصال هاتفي من شخص صوته ناعم وليس غريبا عليّ "عبدالحليم" يقول لي: ازيك يا عبدالرحمن.. فعرفت صوته علي الفور وقلت له: من أعطاك تليفوني؟ فرد عليّ ضاحكا: بعد ابتعاد أربع سنوات.. تسألني هذا السؤال.. أنت فاكر مصر سايبة.. ومش هانعرف نجيب تليفونك.. يا عبدالرحمن لازم ترجع مصر.. كيف نكتب عن أحزان النكسة ولا نكتب عن أفراح النصر؟ فتأثرت بكلامه.. خاصة انه كنت بعيدا عن مصر لمدة أربع سنوات فنزلت وكتبت أغنية "صباح الخير يا سيناء" التي لحنها بعذوبة شديدة الموسيقار كمال الطويل ويقول مطلعها: الأولة قلنا جينا لك .. وجينالك ولا تهنا .. ولا نسينا طيب والثانية قلنا ولا رملاية في رمالك عن القول .. والله ما سهينا وآه والله والثالثة انتي حملي وأنا حمالك صباح الخير يا سينا وصباح الخير يا سينا رسيتي في مراسينا تعالي في حضننا الدافي ضمينا وبوسينا يا سينا