مين السبب في الحب؟ القلب ولا العين..؟ هكذا تساءلت كوكب الشرق أم كلثوم في اغنيتها الشهيرة. وللأسف لم تترك لنا خيارات أخري. مع أن الواقع يؤكد أن السبب في الحب طرف ثالث هو "العقل". والا بما تفسر حب الكفيف. الذي ينسف الاحتمال الثاني وهو أن تكون "العين" السبب في الحب. كما ان التعريف العلمي للقلب بوصفه مجرد عضو مهمته ضخ الدم لشرايين الجسم يستبعد الاحتمال الأول! حالة مشابهة لأغنية أم كثلوم تعيشها مصر هذه الأيام. الحالة صورتها ريشة فنان كاريكاتير جميل اسمه شادي فرحات. وأنا أؤمن دائما بأن الصورة تغني عن ألف مقال ومقال. الكاريكاتير يصور "مصر" مريضة طريحة الفراش. بجوارها اثنان من الاطباء اختلفا عن طريقة العلاج. أحدهما يمسك باقراص "الدستور أولا". والثاني يمسك بحقنة "الانتخابات أولا". والمريضة تصرخ: "المهم أقوم يا ولاد"! سلامتك يا مصر من كل شر. الفرخة الأول ولا البيضة؟ الدستور الأول ولا الانتخابات. حلقة مفرغة يدور فيها المثقفون والسياسيون لأكثر من شهرين حتي الآن. ولا أجد مبررا لكل هذا اللغط الدائر خاصة في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به البلاد. المطالبون بالدستور أولا. يخشون أن تأتي الانتخابات بتيار اسلامي يسيطر علي البرلمان. وبالتالي يضعون الدستور علي هواهم. والمطالبون بالانتخابات أولا. حجتهم نتيجة الاستفتاء. والذي حدد مسارا للعملية السياسية وتتمثل في انتخابات برلمانية ثم لجنة دستورية ثم دستور ثم انتخابات رئاسية. ورأيي البسيط المتواضع أن كل الطرق تؤدي إلي روما. ولا يجب ان ننشغل بمثل هذه التفاصيل حاليا. فمصر بعد الثورة هي تجربة جديدة نعيشها جميعا. ولا مانع ان نخطأ ونصحح خطأنا فيما بعد. المهم كما نؤكد مرارا ان العجلة تمشي بأي صورة. مهوية شوية تمشي. فيها مسمار تمشي. لما تمشي أكيد في يوم هانواصل. وبمناسبة الدستور أولا أو الانتخابات.. تحبوا السنة دي.. رمضان يجي الأول ولا العيد؟!