لأنني ربما أكون من غير صنف المثقفين في مصر فلم أسمع من قبل عن الدكتور عبدالواحد النبوي وزير الثقافة الذي خلف الدكتور جابر عصفور في منصبه.. ولأنني اختلفت مع الدكتور عصفور وآرائه حول علماء الأزهر الذين وصفهم با لجمود فإن الرجل رغم ذلك أشهر من نار علي علم.. فهو من كبار المثقفين ومن أشهرهم وعندما يذكر اسمه ينصرف ذهنك إلي الثقافة ومشاكلها وكيفية النهوض بها من عثرتها في هذا العصر. لكن ذلك لم يمنع أن بعض النقاد المثقفين في مصر حالياً أشادوا بالدكتور عبدالواحد النبوي عندما تم اختياره لمنصب وزير الثقافة وأثنوا عليه وتوقعوا أن ينهض هذا المرفق علي يديه. كل هذا شيء جميل.. ولكن ليسمح لي الدكتور النبوي أن أخالفه الرأي تماماً في طريقة تعامله مع إحدي الموظفات العاملات تحت إمرته في الوزارة وهي الأستاذة عزة عبدالمنعم أمينة متحف محمود سعيد بالإسكندرية. والتي وصفت - كما ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة اليوم السابع - أن الوزير عاملها بعنصرية ساخراً من وزنها الزائد عندما ناقشها في بعض الأمور قائلاً: "أنا بقي عندي مشكلة بخصوص الموظفين التخان"!!! هذا الوصف أغضب الأستاذة عزة وقالت عبر ال "فيس بوك": "لغاية ما أعيش في بلد أعرف استرد كرامتي فيه لما أتهان ويتم تعاملي بعنصرية عشان وزني من السيد وزير الثقافة شخصياً فأنا هنشر البوست ده بشكل يومي رجاء من كل إنسان تعاطف مع كلامي أو مر بلحظة قهر وعنصرية يعمل شير لكلامي ده لأني مش ناوية أتنازل عن حقي حتي لو هافقد وظيفتي.. كرامتي وإنسانيتي أهم". حكت عزة - كما جاء في الحوار الذي نشره موقع اليوم السابع - نص الحوار الذي دار بينها وبين الوزير علي النحو التالي: يوم الأحد 12 أبريل كنت في مقر عملي وقام السيد الوزير الدكتور عبدالواحد النبوي بزيارة مفاجئة للمتحف دون الإعلان عن شخصيته وسألني عن المكان ومواعيد العمل وإذا كانت هناك طلبات أو مشاكل فأجبت علي أسئلته.. ثم استكمل جولته. وعندما حضر سيادته مرة أخري قررت أن أحدثه عن بعض المشاكل التي تواجهنا وقلت: يا أفندم أنا بعت طلب بخصوص علاوة الماجستير وتعديل الدرجة من شهر 9 الماضي وضيعوا الورق وبعته تاني ومفيش أي شيء تم يا فندم. فماذا كان رد الوزير: التفت إلي مديرة المتحف - وهي أيضاً وزنها زائد - ثم قال للأستاذة عزة: أنا بقي عندي مشكلة بخصوص الموظفين "التخان" ثم قال للمديرة: خليها تطلع وتنزل السلم كل يوم عشرين مرة عشان تخس!! وبعدين أنا دخلت المكتب وكان مقفول لاتكون كانت بتاكل جوه واللا حاجة!! وهنا ردت مديرة المتحف متهكمة مع الوزير وقالت لي: "أوعي تكوني جايبة بطاطس محمرة جوا".. وكان النقاش يصحبه وصلات من الضحك بين الطرفين!! كما أن كلام الوزير جعل جميع الحاضرين والأمن الخاص به يضحكون مني.. "يعني كنت تسلية للناس اللي واقفين كلهم بصراحة". ثم ناقشته في مسألة ال80 جنيه علاوة الماجستير.. فالتفت لأحد الموظفين بجانبه وقال له: خذ اسمها!! علي طريقة سليمان نجيب في فيلم "غزل البنات" عندما قال لمرزوق أفندي: أديله حاجة!! قاصداً نجيب الريحاني!! ولم ينس الوزير وهو ماشي ينادي عليّ! ويقول لي: يالا بقي لفي في الجنينة عشان تخسي زي ما اتفقنا!! فقلت له بأعلي صوتي: أنا مبسوطة بنفسي كده ومش هخس.. واعتبرت أنه ليس من حق الوزير أن يمارس التمييز والتحرش اللفظي بموظف أو موظفة علشان شكلهم معجبش سيادته!! من جهتي لا تعليق لي علي كلام الوزير مع أمينة المتحف إلا أن يكون الرجل قد استخف دم نفسه واتخذ الموظفة مادة لسخريته وإضحاك المرافقين معه!! وماذا لو و جد الوزير موظفاً قزماً يعمل عنده.. هل كان سيطلب منه ضرورة أن يطيل قامته؟! سيادتك يا د.عبدالواحد مسئول عن الثقافة في مصر وهذه المسئولية ليس من بينها الاستهزاء بموظفة عاملة عندك.. اللهم إلا إذا فاجأتنا ببند عن ذلك ضمن هذه المسئولية؟!