معروف أن اليتيم من توفي أحد والديه أو كلاهما فيؤدي هذا الفقر إلي زلزال كبير بداخله فإذا كانت الأم هي الدفء والحنان والاحتواء فإن الأب هو السند والحماية العائل.. وفقد أي منهما يؤدي إلي خلل كبير في الميزان النفسي للإنسان طفلاً كان أو كبيراً. ومهما طال العمر وكبر الأبوان يصبح فقدهما أصعب حدث جلل يمر به أي شخص لهذا وغيره وضع الله سبحانه وتعالي حب الطفل اليتيم داخل كل إنسان سوي طبيعي ولم يترك سبحانه الأمر لمشاعرنا فقط كل حسب درجة إنسانيته بل جعل رعايته فرضاً وأوصانا خيراً به في مواضع كثيرة في الكتاب والسُنَّة.. وليس هناك أصعب من أن يفقد طفل أبويه معاً فيفقد معهما كل شيء جميل ولا يصبح أمامه سوي طريقين لا ثالث لهما إما أن يموت أو يجد بديلاً عن أسرته لهذا كانت دور الأيتام المنقذ للكثيرين بعيداً عن القلة القليلة ممن يعاملون الأطفال بقسوة أو يستحلون التبرعات المقدمة لهم فسرعان ما يتم اكتشافهم ويحصلون علي ما يستحقون من عقاب عاجلاً أو آجلاً فلا يقدرون علي تشويه الصورة ناصعة البياض في حب اليتيم بدليل المهرجان الذي يقام كل عام في اليوم الذي تم تخصيصه له فيتسابق المسئولون والفنانون وكل محبي الخير في إدخال البسمة والسرور عليه بكل الطرق الممكنة ولكن المؤلم أن هناك من يعيش يتيماً ووالداه علي قيد الحياة لأنهم لا يدركون المعني الحقيقي للمسئولية والفقر المادي ليس مبرراً لتقصيرهم لأن فقر العاطفة والفهم أخطر كثيراً وكم من أسر رقيقة الحال احتوت أولادها بالرعاية والحب والإيثار فتفوقوا أخلاقياً وعلمياً وحسدهم عليها الأغنياء. .. هؤلاء اليتامي فعلاً وليس اسماً للأسف لا يحصلون علي ما يستحقون من الرعاية والاهتمام لأن الشروط التي يتم وضعها لتقديم المعاش أو المساعدة من معظم الجهات تكون فقد الأب بالموت أو الطلاق وقد آن الأوان لوضع هذه الفئة في قائمة المستحقين لأنهم قد يكونون أكثر احتياجاً ممن فقدوا آباءهم وعوضهم الله عنهم بتعاطف كل من حولهم. فاليتيم الحقيقي من حرم من المشاعر الإيجابية التي تتطلبها كل مرحلة في نموه سواء في وجود أبويه أو عدم وجودهم.