تحتفل محافظات مصر المختلفة يوم الجمعة القادم ب"يوم اليتيم" وتجدد الإشارة إلي أن ديننا الإسلامي الحنيف قد حث علي الرحمة باليتيم وبإكرامة ورعايته وكفالته وفي هذا يقول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم من عال ثلاثة من الايتام كان كمن قام ليله وصام نهاره وغدا وراح شاهرا سيفه في سبيل الله.. وفي هذا الحديث إشارة إلي أن كفالة اليتيم تعدل الصيام والقيام والجهاد في سبيل الله.. كما قال صلي الله عليه وسلم خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن اليه وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه وليس اصعب ولا أقسي علي النفس الإنسانية ممن فقد ابويه واحتاج إلي صدر الحنان والرحمة والأمان.. وبفقد الابوين يتوجب علي الأمة تعويضهما بدءا من الأقارب ثم الجيران ثم عامة المسلمين يكفلون اليتيم ويتعهدونه بالرعاية بل إن الله تعالي حث علي رعاية اليتيم وعدم نهره وتجاهله في أكثر من 26 آية كريمة في القرآن الكريم مثل: "فأما اليتيم فلا تقهر" إلي غير ذلك من الآيات التي تحض علي اطعام اليتيم والسعي عليه لما لذلك من ابواب الخير والرحمة. جاء رجل إلي رسول الله يشكو قسوة قلبه فقال له: امسح رأس اليتيم واطعم المسكين" ويقول صلي الله عليه وسلم من مسح علي رأس يتيم لم يمسحه إلا الله كان في كل شعرة مرت عليها يده حسنات ويضاعف الله لمن يشاء وفي المقابل فإن إهمال اليتيم او إهانته أمر عظيم عند الله كما يذكر الحديث "من أبكي يتيما اهتز عرش الرحمن لبكائه" ولليتيم حق علي الأمة في تعويضه ما فقده في أبويه.. وأبناؤنا الايتام لهم علينا حقوق بإشعارهم ان لهم في المجتمع آلاف الآباء والأمهات حتي لا تنكسر نفوسهم البريئة ولكيلا يستسلموا للضياع والحزن الدفين خاصة في زماننا الذي يتهمنا فيه بعض المغرضين بانتهاك حقوق الإنسان فإن كانت حقوق الإنسان عندهم قانونا أو عادة فإنها في بلادنا شريعة وعبادة وسماحة. ومن الظواهر الحميدة في مجتمعنا المصري أنه قد كثرت دور رعاية الايتام في الكثير من المحافظات وهي جمعيات اهلية لرعاية الايتام الذين حرموا من رعاية وعطف آبائهم أو امهاتهم أو الاثنين معا وما اود ان اؤكد عليه انه لا يجب أن نختزل الاهتمام بالايتام في يوم واحد فقط وهو يوم عيدهم في يوم الجمعة الاول من شهر إبريل كل عام فلا يجب ان نتركهم باقي أيام السنة لا يجدون من يتابع شئونهم وكل ما يحتاجونه.. ان رعاية ابنائنا الايتام واجب مجتمعي.. فينبغي أن نقف بجوارهم ونشاركهم احزانهم وأفراحهم ونحسن معاملتهم ونقدم لهم الملابس الجديدة والهدايا والعطايا ونساعدهم أن يندمجوا بصورة صحيحة وينخرطوا في المجتمع ويصبحوا افرادا صالحين اسوياء نفسيا واجتماعيا ونافعين لدينهم ولأنفسهم ولمجتمعهم.. كما تعين علي رجال الاعمال ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص ان يشجعوا علي إقامة مشاريع للأيتام للعمل بها وتوفير حياة كريمة لهم وتساعدهم علي ايجاد فرص عمل لهم حتي لا يصبح بيننا يتيم واحد توجعه الوحدة والاهمال والقسوة والحرمان. كلمات: احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة فلربما انقلب الصديق فكان اعلم بالمضرة. الفاكهة ليست بأحجامها كذلك الرجال