هناك فرق بين شخص غيور علي دينه وآخر يريد هدم رموز هذا الدين.. الأول يتمثل في اللاعب محمد صلاح الفرعون المحترف في نادي فيورنتينا الإيطالي الذي تبرع بمبلغ 60 ألف يورو لتجديد مساجد مدينة فلورنسا الإيطالية وتكبير مساحتها وبناء أخري وذلك من أجل انتشار الإسلام بصورة أكبر ومساعدة المجتمع المسلم هناك كما أعلن موقع "كاليتشيو ميركانو".. وهذا الموقف بالطبع يدل علي نبل أخلاق محمد صلاح وتدينه وغيرته علي الإسلام في بلاد الغرب. أما الشخص الثاني فيتمثل في الإعلامي إسلام بحيري الذي يصر علي تشويه صورة رموز الدين الإسلامي البخاري ومسلم وغيرهما من أئمة السلف الصالح الذين أفنوا حياتهم في خدمة الإسلام والمسلمين ولولا علمهم ما استطاع بحيري تقديم فكرة برنامجه الذي يعتمد علي تراث هؤلاء الأئمة تناسي أن هذا التراث قدم للبشرية المسلمة أعمالاً عظيمة سجلها التاريخ بأحرف من نور تمثلت في الأحاديث النبوية والأحكام الفقهية.. ولو افترضنا جدلاً أن هناك بعض الشوائب فذلك ناتج عن أنها وضعت لتناسب ظروف عصرها وهي ليست قرآناً وبالتالي قابلة للتغيير لتتواءم مع مقتضيات كل عصر لأنه بعد مائة سنة أخري سينظر الناس لما يقدمه إسلام بحيري أو غيره علي أنه تراث قديم عفا عليه الزمن وهذه سنة الحياة.. المهم كيف نفند وننتقد من سبقونا فنحن لا ننكر علي بحيري اجتهاده ولكننا ننكر عليه كيفية عرض هذا الاجتهاد الذي لا يجب أن يكون قائماً علي تسفيه من سبقوه وسبهم والتقليل من شأنهم غافلاً قول الله تعالي "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".. فكما هو مفكر هم أيضاً مفكرون أجلاَّء اجتهدوا سواء أصابوا أم أخطأوا فأجرهم عند الله. ليت كل مسلم غيور علي دينه يقدم ما يدعو إليه الإسلام من قيم التسامح والوسطية والمحبة ونبذ العنف والتطرف والتشدد ويقتدي بما فعله اللاعب محمد صلاح في حبه لدينه والعمل علي تحسين صورته أمام العالم.. أما تشويه رموزه فهو هدم لقيمه والاستهزاء به أمام أصحاب الديانات الأخري.. برافو صلاح.. وهارد لك بحيري. إشارة حمراء مفاجأة من العيار الثقيل أطلقها أسامة سلامة رئيس رابطة تجار السجائر بالقاهرة والجيزة عندما قدم طلباً للجنة الإصلاح التشريعي لتقنين تجارة الحشيش بحجة أن ذلك يساعد في سد عجز ميزانية الحكومة متجاهلاً ما لهذا المخدر من آثار سلبية خطيرة علي المواطن والمجتمع.. ومن قبل طالبت المخرجة إيناس الدغيدي بترخيص بيوت الدعارة.. واضح أننا في زمن رديء تُستباح فيه كل المفاسد التي تقضي علي كل القيم وتؤدي لانهيار المجتمع فمن قال لهؤلاء أننا نريد أن نرفع ميزانية الحكومة علي حساب المساطيل والساقطات.. وبعد المطالبة بإباحة المخدرات والدعارة لا نستبعد في الفترة القادمة من يخرج علينا ليطالب بتقنين السرقة والقتل والاغتصاب لنصبح دولة بلا قانون.. ولا يسعنا إلا أن نقول.. حسبي الله ونعم الوكيل.