متحف آثار بني سويف "عاصمة مصر القديمة في عهد الأسرتين التاسعة والعاشرة" تم افتتاحه عام 1997 وقد صمم علي هيئة هرم ميدوم ويضم مجموعة من أجمل الآثار التي ترجع إلي العصور الفرعونية واليونانية والقبطية والإسلامية والعصر الحديث وهي عبارة عن تماثيل حجرية وبرونزية وفخارية وأواني مختلفة الأشكال والمواد والاحجار من العقود المختلفة والتوابيت واللوحات والعملات الفضية والذهبية والأقمشة التي تمثل التاريخ المصري القديم. يتكون المتحف من طابقين الأول يضم الآثار المصرية التي عثر عليها في المواقع الأثرية بالمحافظة ابتداء من عصور ما قلب التاريخ وعلي امتداد العصر الفرعوني وطول العصرين اليوناني والروماني أما الطابق الثاني فيشمل الآثار القبطية والإسلامية وبعض مقتنيات أسرة محمد علي والبدروم. منذ حوالي 7 سنوات بدأ قطاع المتاحف بهيئة الآثار في ترميم وصيانة وتطوير متحف بني سويف وأسند العمل لاحدي شركات المقاولات بتكلفة حوالي 6 ملايين جنيه لعمل شبكة صرف خارجية للمياه الجوفية التي ظلت مشكلة مزمنة منذ افتتاح المتحف استمرت حوالي 18 عاما متصلة حتي باب المتحف مهددا بالانهيار وتجهيز البدروم كمكاتب ادارية للموظفين ونقل وتشوين الآثار في البدروم لحين الانتهاء من أعمال الترميم والتطوير التي لم تنته حتي الآن!! "المساء" حاولت الاقتراب من المشكلة التي يعاني منها المتحف فتوجهت إلي عنايات الخواص مديرة المتحف وطلبت منا تصريحا من وزير الآثار أو رئيس قطاع المتاحف حتي يمكنها ان تتحدث.. الأمر الذي أثار دهشتنا ان هناك بعض المسئولين مازالوا يتعاملون بهذه العقلية في ظل ثورة المعلومات التي جعلت العالم كرة صغيرة وان المسئول الذي يجلس علي الكرسي غير قادر علي التحدث لوسائل الإعلام وفي انتظار توجيهات رئيسه. تبين من المناقشة مع الموظفين بالمتحف ان الست المديرة تتعامل معهم بعقلية من العصر الحجري.. فلم يسلم من يدها موظف واحد والا احالته اما للنيابة الادارية أو الشئون القانونية لأتفه الأسباب رغم ان المتحف مغلق منذ 7 سنوات ولا يوجل عمل علي حد قولهم بعد أن كان المتحف مصدر دخل في تحصيل رسوم الزيارات سواء للمصريين أو السياح الأجانب! الأمر الذي حدا بهم إلي تنظيم وقفات احتجاجية واعتصامات استمرت 3 أيام في يناير ولسوء معاملة المديرة لهم الا ان شرطة السياحة والآثار تدخلت وانهت الاعتصام علي وعد برفع الأمر للمسئولين بقطاع المتاحف ولكن استمر الحال علي ما هو عليه. ورغم زيارة وزيرا الآثار السابق والحالي للمتحف الا ان الوضع مازال كما هو فالشركة المسند إليها الأعمال كل ما فعلته معالجة موضوع المياه الجوفية بعمل بيارات لشفط المياه منذ 8 شهور الا انها عادت مرة أخري في الشتاء الماضي الأمر الذي حدا بالموظفين ان يدفعوا من جيوبهم ويشتروا ماكينة لشفط المياه التي اغرقت الغرف ومخزن الآثار بالتالي ومازال الموظفون يعملون في البدروم في ظل ظروف غير آدمية حتي انهم اشتكوا للوزير الحالي د.ممدوح الدماطي أثناء زيارته منذ حوالي 5 شهور بأننا نعمل في ظل ظروف صعبة والمياه الجوفية مرتفعة حوالي 20 سنتيمترا في الحجرات فقال لهم "لما تعييوا نبقي نعالجكم فردوا عليه حتي دي غير متوفرة فرد عليهم الوزير خلاص موتوا احسن نرتاح منكم". وتبقي المرحلة الثانية من أعمال الترميم والتطوير والتي تشمل أعمال تنسيق الموقع العام واعادة تأهيل البدروم وعمل منظومة أمنية حديثة من تركيب كاميرات للمراقبة وأجهزة انذار ضد السرقة واضافة نظم تكييف للهواء في جميع انحاء المتحف وعمل نظام مكافحة الحريق داخل وخارج مبني المتحف. تساءل الموظفون كيف بدأ قطاع المتاحف في الترميم والتطوير للمتحف واسناد الأعمال لاحدي شركات المقاولات دون توفير الميزانية اللازمة؟ وهل تستغرق الأعمال أكثر من 7 سنوات ومازالت متوقفة حتي أصبح حلم الافتتاح في علم الغيب؟ "المساء" تناشد المسئولين وعلي رأسهم رئيس الوزراء لحل مشكلة المتحف وتوفير الاعتمادات اللازمة بعد أن فشل وزيران في ايجاد الحل!!