نجحت "المساء" في الوصول لمسقط رأس أحمد مصطفي إبراهيم وشهرته "المستريح" والذي استولي علي اكثر من 2 مليار جنيه من المواطنين معظمهم في محافظات الصعيد بايهامهم بانشاء مشروعات استثمارية ضخمة أو بمنحهم فوائد 11% شهريا حيث تسكن وعائلته في نجع القريا التابع لقرية دندره علي بعد 4 كيلو من مدينة قنا ومدخل النجع يوحي بما فيه من ضعف الخدمات حيث الطريق يبدو مرصوفا منذ سنوات طويلة والفقر لكثير من الاهالي نظرا لوجود عدد كبير من المنازل القديمة بالطوب اللبن مع وجود أكثر من مقهي في مدخل القرية به عدد كبير من الشباب مما يعد مؤشرا لارتفاع نسبة البطالة بالنجع. وبمجرد سؤالنا عن المستريح تهرب منا الكثيرون واكدوا انهم لايعرفون هذا الاسم إلا من القنوات الفضائية والصحف وحذرونا من الاقتراب من منازل اقاربه لانهم في حالة غضب شديد وكادت تفشل المهمة لولا ان تصادف لقاؤنا بأحد القيادات الشعبية بقرية دندرة الذي تصادف وجوده بالقرية حيث أكد لنا ان اهالي النجع جميعهم يعتبرون عائلة واحدة ويرتبطون بأواصر القرابة والنسب ويخشون علي اسرة "المستريح" من انتقام المودعين. وبعد معاناة كبيرة تحدثنا مع عدد من الاهالي بشرط عدم كتابة اسمائهم أو نشر صورهم حيث أكد محمد ع موظف بالتعليم ان أحمد مصطفي هو احد ابناء النجع واقاربه يعيشون فيه ولكن الاقامة الحقيقية لاسرته كانت في مدينة قنا حيث كان والده يعمل في إحدي العمارات السكنية بشارع المحافظة بجوار سينما قنا وقام مالك العمارة بمنحه منزلا صغيراً من حجرتين ليقيم فيه مع اسرته بينما كانت والدته تعمل بأحد المستشفيات بمدينة قنا ومنذ عشرات السنين لم يكن المستريح ولا اسرته يحضرون إلي النجع إلا علي فترات بعيدة أو في الاعياد والمناسبات والواجبات الاجتماعية. متوسط الذكاء واضاف سيد م 45 سنة اعرف أحمد مصطفي وكان اصغر مني في السن وكل من يعرفه لايصدق انه يستطيع القيام بمثل هذه الافعال و التلاعب بكل هذه الاعداد من المواطنين وبينهم اشخاص مهمون من القضاء والشرطة وغيرها حيث انه كان متوسط الذكاء وحصل علي دبلوم فني صناعي بصعوبة. والاغرب من ذلك انه كان مثالا للادب والاخلاق فلم يحدث ان اشترك في مشاجرة أو شتم احدا ولكننا جميعا كنا نري انه يحاول الظهور بمظهر الاثرياء حيث كان كثيرا ما يحضر إلي القرية مستقلا سيارات حديثة كما ان ملابسة دائما كانت فاخرة وغالية الثمن و كنا نندهش من ذلك نظرا لعلمنا بالمستوي المادي المتوسط لاسرته. وقال بحكم قربي منه ومن اقاربه بالقرية فانني اعلم ان اول حالة نصب قام بها كانت لمواطن من محافظة سوهاج منذ 10 أعوام تقريبا حيث ادعي ان له علاقات بالمسئولين في وزارتي البترول والكهرباء واوهمه بقدرته علي تعيين ابنائه الثلاثة وحصل منه علي 113 الف جنيه وحضر الرجل ويدعي الحاج "خلف" إلي القرية للحصول علي حقه ثم قام بتقديم شكوي في النيابة العامة وصدر ضده حكم بالحبس سنة كما يشاع في النجع ايضا انه كان سببا في فصل احد اقاربه من النيابة العامة بسبب استغلال الكارنيه الخاص به في أعمال النصب. اهتمام بالمظاهر وفي مدينة قنا تمكنت "المساء" من الوصول لمنزل اسرته الذي يقع بين عمارتين من املاك اسرة مكرم عبيد باشا حيث كان هذا هو المنزل الذي عاش فيه حتي تزوج وانتقل للقاهرة منذ أكثر من 15 عاما ومازالت تقيم فيه والدته مع شقيقه محمد الذي يعمل في نقابة المهندسين وحاولنا التحدث مع شقيقه فرفض بشدة واصرار. وأكد عبدالرحمن سلامة موظف من اهالي المنطقة انه يعرف احمد مصطفي منذ ان كان صبيا وكان يتمتع بروح طيبة واخلاق عالية ويهتم جدا بمظهره وعنده طموح كبير ويحاول تحسين وضعه الاجتماعي والمادي بكل الطرق وعمل لعدة سنوات في احد معارض السيارات بمدينة قنا ثم انتقل للقاهرة وكان يحضر كل فترة للاطمئنان علي والدته وشقيقه الا انه انقطع عن الزيارة منذ اكثر من 3 سنوات حتي انه لم يحضر الذكري السنوية لوفاة شقيقه منصور الذي توفي العام الماضي كما ان شقيقه محمد مريض بالقلب واجري اكثر من جراحة ووالدته كبيرة في السن ولم تعرف حتي الان ما يقال عن نجلها وعندما فوجئنا بصورته في القنوات الفضائية لم نصدق اعيننا. عشرات المندوبين من ناحية أخري مازالت توابع هروب المستريح تلقي بظلالها علي قري ومدن محافظة قنا حيث أكدت مصادر امنية ان المستريح كان له عشرات المندوبين منتشريين في قري ومدن المحافظة وكان يخصص لكل مندوب سيارة يقوم باستخدامها في الحصول علي الودائع الجديدة وتوزيع الارباح للمودعين التي ظلت منتظمة حتي منتصف العام الماضي حيث بدأ في تأخير سداد الفوائد بعد ان تم رفعها من 6% إلي 11% شهريا وهو ما ادي إلي انتشار كبير لنشاطه الاجرامي وتوطدت علاقاته بكبار العائلات والقبائل بدشنا ونجع حمادي وفرشوط وأبو تشت وهو ما ادي إلي ثقة البسطاء في المندوبين ومنحهم ما يدخرونه بل وقيامهم ببيع ممتلكاتهم واعطائها لمندوبي المستريح. من ناحية أخري ارتفعت بشكل كبير حالات الطلاق بمراكز شمال المحافظة حيث شهدت الشهور الاخيرة من العام الماضي قيام عدد كبير من الرجال باجبار زوجاتهم علي بيع المصوغات الذهبية وايداع الاموال لدي المستريح ولكنه اختفي ولم يحصلوا علي الفوائد أو اصل الاموال التي بلغت عشرات الملايين خاصة وان السيدات في العائلات الكبيرة يملكن مصوغات نفيسة وغالية الثمن للتباهي فيما بينهن. قال محمود علي رضوان صاحب معرض سيارات وموبيليا من قرية أبو مناع بدشنا ان المتهم الهارب استولي منهم ومن ابناء عمومته علي مبلغ 4 ملايين و800 الف جنيه حيث سرت الاقاويل بالارباح الكبيرة التي يدفعها لعملائه وفي البداية كنت اردد دائما ان هذا الرجل نصاب لانني تاجر واعرف نسبة الارباح في التجارة والصناعة بعد الضرائب والمصروفات ومع ذلك وعندما اكد لي البعض انه يحصل علي فوائد شهرية 11% قمت بوضع 300 الف جنيه وعندما انتظم في السداد وضعت مبلغ مماثلا حتي وصل ما اودعته مع اقاربي إلي ما يقارب 5 ملايين جنيه. قال أحمد كامل الدقان المحامي ان هناك مشكلة قانونية تقابل المودعين حيث ان الغالبية العظمي منهم لم يشاهدوا المستريح أو يوقع امامهم بل كانوا يحصلون علي الشيكات من المندوبين مما قد يتيح له اتهامهم بتزوير توقيعه.