أخطاء الحكام في ملاعب الكرة لن تختفي علي الاطلاق طالما أنها تعتمد علي التقديرات الخاصة بأي حكم وأفضل حكم في أي مباراة يتم اختياره لقلة أخطائه فيها وليس لانعدامها.. وجزء من الأخطاء يتحملها الحكم نفسه لعدة أسباب منها تحركاته الخاطئة في الملعب لضعف لياقته أو ابتعاده عن مكان اللعبة معتمداً علي مساعديه المسئولية بعدما منحهم الفيفا صلاحية مساعدته في تصيد أخطاء اللاعبيه.. وجزء آخر تتحمله لجنة الحكام التي لم تؤهلهم جيداً لمباريات حساسة لا تعويض فيها في الدور الثاني من المسابقة ولكن علينا في النهاية ان نفترض "حسن النية" للحكم وأنه وقع في خطئه بدون قصد أو عمد أو تربص ضد فريق بعينه لأنه لو تعمد ما استحق أن يكون قاضياً عادلاً بين فريقين ولا أعتقد ان حكماً يهمه ان يفوز فريق ويخسر آخر. وعودة الدوري بعد توقف طويل كشفت لنا أخطاء جديدة كنا نعتقد أنها ستقل وليس تنتهي خاصة ان الدور الأول وما أقيم به من مباريات في الدور الثاني قبل التوقف شهدت العديد من سقطات قضاة الملاعب وأعتقدنا ان لجنة الحكام انتهزت فرصة الجمود الذي أصاب البطولة لعلاج تلك الأخطاءالفادحة منها والتافهة ولكن يبدو أنها أصابها هي الأخري الجمود ولم تستعد بحكامها جيداً معتقدة ان البطولة ماتت ولن تعود إلا مع الموسم الجديد. لا أخص بكلامي جهاد جريشة بخطئه في مباراة الأهلي مع الرجاء واحتسابه فيها ضربة جزاء غير صحيحة للرجاء باعترافه بعد مشاهدته لها عن قرب وبدون ضغط وبتقييمنا لها قبله ولكن الكلام في العموم لأن جريشة أخطأ في تلك المباراة أو غيره سيخطئ في غيرها والنتيجة في النهاية ان هناك ظلماً سيقع علي فريق وقد يفقد بسببه نقاطاً ثلاث هو في حاجة إليها ويعطيها لآخر لا يستحقها. جريشة أخطأ مرتين.. الأولي في المباراة والثانية باعترافه ليضع نفسه ولجنته في موقف حرج واعترافه كشف ازدواجية رئيس لجنته عصام عبدالفتاح الذي خرج علينا بعد المباراة ليؤكد ان جريشة وقع في خطأ ضربة الجزاء ثم عاد ليلومه بعد اعترافه وكان يجب علي رئيس اللجنة ان يواجه حكمه في جلسة سرية من جلساته معهم ليكشف له خطأه ويوضح كيفية علاجه لا ان يفضحه علي الملأ ثم يوقفه ويحيله إلي التحقيق وإلا فليتحول عبدالفتاح نفسه إلي التحقيق لانتقاده لحكمه. خطأ جريشة جاء في وقت حساس بالنسبة له حيث اختير من قبل الفيفا لمونديال العالم للشباب في نيوزيلندا مايو القادم وأعتقد ان مثل هذا الخطأ لن يؤثر فيه ويكون أفضل ممثل لمصر في البطولة ولتكن خطوة علي طريق عودة التحكيم المصري إلي البطولة الكبري التي غبنا عنها منذ بطولة ألمانيا 2006 التي مثلنا فيها عصام عبدالفتاح نفسه ويقيني ان جريشة خير ممثل لأن حكامنا يجيدون دائماً في ا لخارج رغم سقطاتهم في الداخل لعدم وجود ضغوط عليهم من هذا النادي أو ذاك. لجنة الحكام تقع عليها مسئولية كبيرة في الارتقاء بمستوي حكامها.. بالتثقيف والتدريب والتطوير وإعطاء كل حكم حقه دون تمييز أو تفضيل وليس بالتشهير كما فعل عبدالفتاح وحتي لا تكون مشكلة الحكام في لجنتهم الأندية أيضاً تتحمل جزءاً آخر بعد انتقاد الحكام "عمَّال علي بطَّال" مع كل خسارة وعليها ان تبحث عن أسباب الخسائر بعيداً عن الحكام حتي لو كانوا جزءاً منها.