يعاني أبناء السويس منذ عشرات السنوات من سوء حالة مياه الشرب حيث لا يوجد سوي مصدر واحد لكوب المياه وهو ترعة السويس وهو المصدر الملوث الذي يحمل الأمراض والأوبئة بسبب إلقاء المخلفات بداخلها. وترعة السويس تبدأ من نهر النيل وتمر علي الأراضي الزراعية في القليوبية ثم تصل إلي الشرقية والإسماعيلية وصولاً إلي السويس وطوال خط "الترعة" تتعرض للمئات من الملوثات من القاء للحيوانات النافقة ومياه الصرف الصناعي والزراعي والقمامة ثم يتم تطهير كل هذه الملوثات في المياه بالكلور ليروي السوايسة عطشهم. لا ينسي أبناء السويس للرئيس الأسبق حسني مبارك قراره باستبدال خط مياه شرب نظيف من نهر النيل إلي السويس.. وتحويله إلي القري السياحية والمصانع بالعين السخنة ومنطقة شمال غرب خليج السويس. يقول وليد حسين خلاف "محاسب": غير مقبول أن يشرب أبناء السويس من "ترعة" سببت لهم كل الأمراض واصابتهم بالفشل الكلوي.. حيث إن السوايسة من أوائل المصابين بالفشل الكلوي بسبب سوء حالة مياه الشرب التي يتم تطهيرها بالكلور من الأوبئة والأمراض. أضاف أنه أصبح لزاماً علي الحكومة أن تضع في خطط التنمية توصيل مياه شرب من نهر النيل إلي المحافظة مباشرة كما كان مقرراً لهذا الخط الذي تم تحويله لإرضاء القري السياحية والمصانع بالعين السخنة. اضاف عبدالحميد كمال القيادي بحزب التجمع أنه لابد من تطهير دوري لمياه الترعة وهذا التطهير يتزامن مع إغلاق الفتحات القانونية علي الترعة من مياه الصرف الزراعي والصناعي والصرف الصحي أيضاً. أشار إلي أن هيئات رقابية أكدت علي وجود فتحات تقوم بإلقاء المخلفات في المياه فضلاً عن عدم قص الحشائش سنوياً. شدد "كمال" علي أهمية ربط القري المطلة علي ترعة السويس المحرومة من الصرف الصحي علي الشبكات لمنع قاطنيها من القاء المخلفات في الترعة ليس في السويس فقط ولكن أيضاً من منبع المياه بالقاهرة مروراً بالقليوبيةوالشرقية والإسماعيلية وصولاً إلي السويس. قال إن مواصفات المياه وخواصها أنها بلا طعم ولا لون ولا رائحة ولكن مياه السويس مواصفاتها متغيرة حيث أصبح لونها يميل للاخضرار وبها رائحة وطعم. وشدد علي أهمية احياء اللجنة لمياه الشرب المجمدة حالياً وكانت تضم ممثلين من كل الجهات وكانت تعقد بشكل اسبوعي لمتابعة المياه في الترعة ولابد أن تشارك هيئة قناة السويس والشركة القابضة ومحطات المياه التابعة للاسكان ومسئولي البيئة وممثلين لوزارة الري والشعبيين برئاسة المحافظ لمتابعة حالة مياه الترعة وجودة مياه الشرب للمواطنين. قال مدحت البلاع مدير بالشئون الاجتماعية إن المحافظة تعاني من نسب عالية في المصابين بالفشل الكلوي. وتجار "المياه المعدنية" يجدون أن السوق في السويس صالح لترويج منتجاتهم ورائج بسبب مياه شرب السويس السيئة. أضاف علاء فوزي "أعمال حرة" أن شركات فلاتر المياه تستغل المواطنين وتقوم برفع أسعار "الفلاتر" التي تشهد اقبالاً من أبناء السويس نظراً لأن الأطباء يحذرون من شرب مياه السويس. وقال إن السويس أصبحت تحت أنظار العالم الاقتصادي وغير مقبول أن يكتشف المستثمرون أن أبناء المدينة يشربون من "ترعة". اقترح محمد عبدالعزيز السيد "محاسب" أن تقوم الدولة بتحلية مياه البحر عن طريق الأجهزة الحديثة بدلاً من "الترعة" وستكون أوفر مالياً من توصيل خط مياه شرب للمحافظة. من ناحيته شدد اللواء العربي السروي محافظ السويس علي قيام إدارات المحافظة بمتابعة منسوب الترعة يومياً وتطهيرها من المخلفات. قال إنه يولي الترعة اهتماماً لأنها المصدر الرئيسي والوحيد لمياه الشرب.. ويقوم بزيارات علي الترعة لمتابعة تطهيرها ويلزم الري بغلق أي فتحات للصرف علي الترعة.