منذ سنوات طويلة يعاني مواطنو السويس من سوء نوعية مياه الشرب, التي يعترف بسوئها كبار المسئولين, واصفين أياها بأنها مشكلة أزلية وتحتاج إلي حلول عديدة سريعة منعا لحدوث كارثة مستقبلا. أي وافد إلي مدينة السويس يدرك أن هناك مشكلة لمياه الشرب فالطعم متغير والرائحة منفرة ولا يقبلها الإنسان, السبب كما يقول المواطنون هو قصور شبكة الصرف الصحي التي أصبحت تضيق بالتوسعات العمرانية المباغتة فضلا عن سوء حالة ترعة الاسماعيلية التي تغذي المدينة بالماء وتختلط بها مياه الصرف الصحي من33 قرية محرومة من مرفق الصرف تقع علي طول مسار الترعة بالاضافة إلي7 مناطق سكنية أخري مما تسبب في ارتفاع نسب الأمراض خاصة الفشل الكلوي. ففي قرية عامر يقول أمين محمد دياب مزارع: المياه راكدة والترعة مليئة بكل أنواع الملوثات ففضلا عن الصرف الصحي من القري المحيطة بها أصبحت مقلبا لكل الفضلات وتأتي المياه برائحة لا تطاق ولون داكن ولا تصلح لشرب الحيوانات, ويقول الحاج كامل حامد من أهالي القرية ان المرض منتشر بين أبناء القرية والقري المجاورة بسبب المياه التي تأتي الينا عبارة عن ملح وطين وكأننا لا نعيش في القرن الحادي والعشرين, ويقول أرسلنا شكاوي كثيرة للحي والمحافظة والبيئة وأعضاء مجلس الشعب ولا مجيب. ويقول حمدان الشعراوي للأسف الاستجابة الوحيدة كانت وعدا من المسئولين تم توصيل خط مياه من نهر النيل لكن يدلا من تغذية هذه القري المحرومة تم توصيل الخط إلي شاليهات الأغنياء بالعين السخنة وتركوا الفقراء يعانون. ويقول عرابي محمود طه.. مهندس زراعي: إن من الأسباب أيضا انخفاض مستوي المياه في ترعة الاسماعيلية الذي أدي إلي انقطاع مياه الشرب بشكل مستمر عن أحياء عديدة بالسويس و في قري شباب الخريجين والمعاناة الحقيقية تتمثل في التغير الملحوظ لخواص المياه التي تأتي بعد الانقطاع وتنبعث منها رائحة كريهة وتغير في لونها في كثير من الأماكن.. ويقول انتشرت عربات تبيع الجراكن في الأحياء بينما هدد شباب الخريجين بقطع الطريق الدولي لسيناء. ويؤكد سكان محطة أبوسيال ان المياه لا تصلح للاستهلاك الآدمي لدرجة أنهم يقومون بوضعها في أوان فخارية حتي يتم ترسيب الشوائب ويمكنهم استخدامها في الشرب ويقول عبده أبومعاطي: لجأنا إلي شراء فلتر لتخفيف هذه الشوائب ولكنه للأسف لم يقض علي الرائحة.. أما محمد أحمد علي فيقول إن والده توفي بعد اصابته بالفشل الكلوي نتيجة تلوث هذه المياه علي مدي سنوات طويلة, بينما يقول محمد هائل لا نشرب من هذه المياه الملوثة وقد اشتركنا كأسرة كبيرة أنا وأخوتي المتزوجون وأبي في شراء فلتر كبير5 مراحل للحد من الشوائب والأملاح والطين ورغم ذلك لا نحصل علي مياه نقية تماما فاضطر لشراء المياه المعبأة خوفا علي حياة أطفالي الصغار وهذا يمثل عبئا ماليا مضاعفا علينا. تقرير الحقوق البيئية. ويؤكد هذا الكلام تقرير صادر عن حابي للحقوق البيئية الذي يقول إنه بعمل اختبارات لمياه الشرب بالسويس وجد تغير اللون من اللون الطبيعي إلي البني الغامق, كما طفا علي سطح الكوب كائنات دقيقة غريبة ولوحظ سخونة المياه بسبب الزيوت والترسبات الموجودة بها.. مشيرا إلي انه واستجابة لشكاوي المواطنين تم دخول خط من النيل مباشرة إلي السويس خط الكريمات قبل الثورة ولكن تم نقله إلي القري السياحية بالعين السخنة بدلا من تزويد المحافظة به مما زاد استياء المواطنين حيث ان ترعة الاسماعيلية مليئة بالقاذورات وورد النيل والحيوانات النافقة ولون المياه بها يميل إلي الأخضر الداكن نظرا لكثرة الشوائب بها وتلوثها وهذا أدي إلي انتشار الفشل الكلوي بالسويس قياسا بأي محافظة أخري في مصر وذلك لأن مشكلة المياه بها ممتدة منذ سنوات طويلة. ومنذ أكثر من5 أشهر نبه العاملون بإحدي محطات مياه الشرب بالمحافظة المسئولين إلي تلوث المياه لأن محطة2 بمنطقة أبوعارف بحي الجناين هي المسئولة عن تطهير المياه التي تغذي محافظة السويس بمياه الشرب القادمة من ترعة الاسماعيلية, وقال العاملون في مذكرة لرئيس لجنة الخدمات والمرافق بالمجلس الاستشاري للمحافظة بأن اسطوانات الكلور المستخدمة في تطهير وتنقية المياه اختفت وأنهم طالبوا مدير الاسكان والمرافق بالتدخل لحل المشكلة دون استجابة فاضطر العاملون لإيقاف ضخ المياه. من جانبه اعترف المهندس عصام الخطيب رئيس لجنة الخدمات والمرافق بالمجلس الاستشاري بسوء حالة المحطة مؤكدا ان البوابات الرئيسية بها صدأ والخزان مليء بالطحالب ووحدات الكلور غير متوافرة, فضلا عن تسرب للزيوت إلي المياه.. وأشار إلي أن هناك إهدارا للمال العام من جانب الشركة المسئولة عن أعمال الصيانة للمحطة بالاضافة إلي الكشف عن وجود أكثر من ترنش للصرف الصحي يلقي بمخلفاته في الترعة مباشرة, مما يهدد بكارثة صحية.. وهو الأمر الذي أكدته مديرة الطب الوقائي آنذاك معربة عن ضيقها من تجاهل تقاريرها المرفوعة عن تدهور حال المحطات ورصد المخالفات التي أثبتها العاملون وتسرب للزيوت من الطلمبات إلي المياه ونقص الكلور بمحطة تنقية أبوعارف الجديدة ومحطة الرسوة هذا ما جعل النائب السابق عبدالخالق محمد عبدالخالق يتقدم ببيان عاجل إلي مجلس الشعب عن حالة مياه الشرب في السويس التي تتسبب في إصابة نسبة كبيرة من المواطنين بأمراض الفشل الكلوي والأمراض الخطيرة خاصة القطاع الريفي معترفا بأن مياه الشرب بالمحافظة لا تصلح للاستهلاك الآدمي. وردا علي ذلك يقول مصدر مسئول بمحطة مياه الشرب بالمحافظة إن التغير في نوعية المياه يعود إلي انخفاض مستوي المياه في ترعة الاسماعيلية وخط المياه العكرة الواصل إلي المدينة بسبب الزيادة الطبيعية في استهلاك المواطنين في فصل الصيف بالمنازل والمنشأت السياحية رغم زيادة حصة المحافظة لمواجهة هذه الظروف, كما ان التغير في أحواض المياه يرجع إلي نقص الشبكة داخل محطة التنقية بالرسوة. ويضيف أن اللواء محمد عبدالمنعم هاشم محافظ السويس أصدر تعليماته المشددة بأن تقوم لجنة من الطب الوقائي ومندوبي ومهندسي الهيئة القومية لمياه الشرب مع مهندسين وفنيين من المحطة بالمراجعة والفحص الدقيق لكل تصور لتلافي العيوب والتأكد من سير عمليات التنقية لمياه الشرب بشكل سليم.. كما أنه سيتم اتخاذ اللازم نحو عدم التجديد للمقصرين من الشركات الخاصة ومحاسبتهم واعادة طرح مناقصات لتشغيل المحطات وذلك بتوجيه الدعوة بالمناقصات لشركات حسنة السمعة ومشهود لها بالكفاءة.