* فجأة قامت الدنيا ولم تقعد أوائل هذا الأسبوع بعد أن تبين أن محافظة القاهرة بالتعاون مع شركة مصر الجديدة للاسكان والتعمير بدأت اجراءات لتحويل حديقة الميريلاند التاريخية إلي جراجات للسيارات!! ولمن لا يعرف حديقة الميريلاند تقول إنها واحدة من أهم معالم القاهرة التي لم تفلح أيدي تتار العصر الجديد في تدميرها وتحويلها إلي خرابات.. تماماً كما فعلنا في عاصمتنا "القاهرة" التي كانت واحدة من أجمل عواصم العالم. * كانت القاهرة منذ أقل من 60 عاماً تمتلئ بالحدائق والأراضي الزراعية التي تنتج خضراوات وفواكه تكفي احتياجات سكانها بل تقوم بتصدير الباقي إلي الخارج كانت مناطق الهرم وفيصل والمهندسين وبولاق الدكرور وأرض اللواء والمرج وعزبة النخل وعين شمس من أخصب الأراضي الزراعية وللأسف الشديد حولناها إلي كتل خرسانية ومناطق عشوائية بالغة السوء والقبح. ** كنت أستطيع الوقوف في ميدان الجيزة لأري الأهرامات الثلاثة.. والأن تقف علي بعد أمتار من الأهرامات الثلاثة.. والآن تقف علي بعد أمتار من الأهرامات ولا تشاهد سوي العمارات والمنازل التي حاصرت واحداً من عجائب الدنيا السبع تركنا الصحراء التي تحيطنا من كل جانب وبنينا علي الأراضي الزراعية الخصبة.. أي جريمة ارتكبناها في حق أنفسنا وفي حق الأجيال القادمة. ** ولم نكتف بكل هذه الجرائم وذهبنا نبحث عن جريمة جديدة ترتكبها في حق الخضرة والجمال والمعالم القليلة الباقية التي نجت من المذبحة وجدنا شركة مصر الجديدة للاسكان والتعمير التي تمتلك الحديقة تبدأ في تخريب الحديقة وتجريف الأرض الخضراء وتقطيع الأشجار والنباتات النادرة.. ويخرج رئيس الشركة علي الفضائيات ليزعم أنه سيقوم بنقل الأشجار من مكانها ثم سيعيدها مرة أخري.. هل هذا كلام يقوله رجل عاقل أم أنه يتصور أنه يتحدث إلي شعب جاهل لا يعي شيئاً!! ** الأخطر من ذلك أنه قال إن رئيس حي مصر الجديدة أخبره بخطاب رسمي أن الحديقة ملك خاص للشركة وأنه من حقه أن يفعل ما يشاء!! هل رأيتم استهتاراً بمعالم مصر التاريخية أكثر من ذلك! ** لقد تحرك محافظ القاهرة بعد خراب مالطة ولم يفعل شيئاً لمحاسبة المسئولين عن هذه الكارثة ومرت الجريمة بلا عقاب!! صحيح أن المحافظ أصدر قراراً بوقف أعمال بناء الجراج ولكن بصفة مؤقتة وذلك حتي تهدأ الأمور ثم يستأنف ذبح الحديقة!! ** إنني أمر علي الحديقة يومياً في طريقي إلي منزلي القريب منها لأصاب بحزن شديد علي ما آلت عليه الحديقة التي كانت يوماً مزاراً للعائلات من كل أنحاء القاهرة الكبري. أعيدوا الحديقة إلي ما كانت عليه أو اذهبوا إلي الجحيم. كلمات لا تنسي * تحية إلي أمي التي ربتني علي ثوابت الأخلاق والقيم النبيلة وشجاعة قول الحق.. وعلمتني أن المحن هي التي تصنع الإنسان لا تهزمه!! ** الفقر والجهل والمرض ثالوث مخيف ومرعب للمجتمعات والأمم وإن لم تقهره سيسحقنا جميعاً!! ** علينا أن نعيد للوقت احترامه في بلادنا مرة أخري فقد تعودنا أن معني كلمة غداً "هي بعد خمس سنوات".