حين يأتي المساء ويسدل الليل أستاره، تبدأ في الميريلاند حركة غريبة، لا يراها أحد، تنشط الماكينات، وتدور الآلة الحديدية، وفي الصباح يستيقظ السكان علي مذبحة جديدة ترتكب بحق هذه الحديقة. 6 أشهر مضت وكل صباح يفاجأ السكان بتغيير «مَعْلَم» من معالمها، فبات العمل يجري «ليلا فقط» علي قدم وساق لتغيير هوية الحديقة، التي تعدي عمرها ال 60 عاما الآن ( أنشئت عام 1952) وبدأ تقطيع وإبادة الأشجار العالية وارفة الظلال، ووضع مكانها خرسانات مسلحة محاطة بسياج حديدي بحيث لا يراه المارة علي جانبي الطريق. حديقة الميريلاند التي تُعد من أكبر حدائق مصر الجديدة، وربما أكبر حدائق القاهرة كانت توجد بها بحيرة تبحر بها المراكب الصغيرة تم تجفيفها تماما ووقف أنشطتها. حاولت الأهرام الاتصال بمسئولي شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير المسئولة عن الحديقة، ولكن لم يستجب أحد، مكتب رئيس مجلس الإدارة أحالنا إلي النائب الفني المسئول مباشرة عنها وهي المهندسة فتحية شتيوى، ولم يهتموا باتصالاتنا. الأمر نفسه تم مع رئيس حي مصر الجديدة، حيث قام مكتبه بأخذ رقم الهاتف الخاص بالمحرر بعد معرفة المشكلة ولم يهتم إطلاقا. يبدو أن مسئولي تنفيذ القانون لا يريدون تنفيذه علي أنفسهم، فقانون البيئة رقم 4 لسنة 1994 ، والمعدل بالقانون رقم 9 لسنة 2009، ينص علي معاقبة كل من يتعدي علي الأشجار بالقطع ، بالحبس والغرامة بمبلغ لا يقل عن 5000 جنيه ، ولا يزيد عن 50000 جنيه ، ومصادرة الأدوات والمعدات المستخدمة في ارتكاب المخالفة، فهل يتدخل محافظ القاهرة لوقف المذبحة ومحاسبة المتسبب فيها.