استدعت نيابة التبين، أمس، اللواء صلاح يسرى، رئيس حى التبين، للتحقيق معه فى البلاغ المقدم من بعض أهالى مدينة الحديد والصلب الجديدة، بمحافظة حلوان، حيث اتهموه، وأجهزته المعاونة، باقتحام المدينة باللوادر، وتقطيع الأشجار والنخيل المزروعة بها منذ أكثر من 60 عاما دون مبرر، أو سابق إنذار. فيما دافع رئيس الحى عن قرار قطع الأشجار، مبرراً ذلك بأن حدائق المنطقة تحولت إلى و«كر للخارجين عن القانون وممارسة الرذيلة». وقال الأهالى فى المحاضر رقم 223 و149 و262 إدارى التبين لسنة 2010، إن رئيس الحى وأجهزته المعاونة قاموا باقتحام المدينة وتقطيع جميع الأشجار والنخيل المزروعة بها عن طريق اللوادر، مما تسبب فى تلف شبكات المياه والصرف الصحى وتكسير ممرات الدخول والخروج بالمنطقة، مؤكدين أن «الحى ترك المنطقة تعوم على بركة من المياه الملوثة منذ 28 يناير 2010 إلى الآن، ولم يقم رجاله بأى إصلاحات، غير أنه قام بتقليم الأشجار بعد تقطيعها ورفع ما يصلح أن يكون أخشاباً دون بقية المخلفات التى تركها فى المدينة لتسكنها الحشرات». وأضاف البلاغ أن الحى لم يقم بتغطية بالوعات الصرف الصحى التى فقدت أغطيتها تحت عجلات اللوادر، الأمر الذى يجعل أهالى المنطقة عرضة للسقوط فيها خصوصاً الأطفال منهم. «المصرى اليوم» قامت بزيارة ميدانية وتجولت فى مدينة الحديد والصلب الجديدة، التى يرجع تاريخ إنشائها لتاريخ تشييد مصنع حلوان للحديد والصلب فى سبتمبر عام 1964 لتكون مقراً لعمال المصنع وأسرهم، كما أن المدينة توجد بها 70 عمارة مقسمة إلى 500 شقة يقطنها أكثر من 4 آلاف مواطن، وشاهدت مخلفات النخيل والأشجار وبرك مياه الصرف الصحى. وتقول الحاجة فاطمة حسن مصلحى «63 عاماً»، «إنها كانت تقوم برعاية «جنينة» أمام شقتها رقم 2 بالعقار «87 منشأة» منذ عشرات السنين وبها شجر مانجو وقشطة ورمان ونخيل مثمر، إضافة إلى الورد والريحان، «إلا أن الحى لم يرحم شيئاً منها وإنما قام بتدميرها باللوادر وتركها خرابة» - على حد قولها. وتدخلت فتحية عبدالستار «65 عاماً» فى الحديث: «منذ 60 عاماً أقوم برعاية حديقة أمام شقتى فى العقار (58) بها 4 شجرات مانجو وشجرة ليمون وأخرى برتقال وشجرة يوسفى»، مشيرة إلى أنها كانت وجيرانها يعتبرون هذه الحديقة هى المتنفس والمتنزه بالنسبة لهم، وأنهم كانوا يقتسمون خيراتها بالتراضى فيما بينهم. وأضافت: «رغم أن الحديقة بعيدة عن الممرات والشوارع فإن رجال الحى لم يتركوا على أرضها أخضر ولا يابساً، وكسروا ماسورة مياه الشرب الرئيسية للعمارة ولم يكلفوا أنفسهم بإصلاحها». وأوضح عادل كمال «58 عاماً»، أن منطقة الحديد والصلب الجديدة كانت عبارة عن منطقة خضراء مزينة بالأشجار والورود، حتى إن سكان المناطق المجاورة كانوا يأتون إليها للترويح عن أنفسهم، لافتاً إلى أن الخبراء الأجانب عندما قاموا بإنشاء المدينة تركوا مساحات شاسعة ما بين العمارات والممرات كى تكون مساحة خضراء يتم تشجيرها وزرعها بهدف امتصاص الأتربة والغازات الناتجة من المصانع المجاورة للمنطقة، ولحماية السكان من التلوث، «لكن حى التبين ضرب بكل هذه الأسباب عرض الحائط وجعل من المكان منطقة صحراوية دون مبرر». فى المقابل، قال اللواء صلاح يسرى، رئيس حى التبين، ل«المصرى اليوم» إنه تحرك إلى المنطقة بناءً على شكاوى من بعض المواطنين، أفادوا بأن هذه الحدائق والغرف الخشبية المقامة بها أصبحت مأوى للخارجين عن القانون ومدمنى المخدرات، ويتم فيها ممارسة الرذيلة، منوها بأن «كثيراً من سيدات المنطقة تم خدش حيائهن سواءً من جراء مشاهدة مناظر خليعة أو سماع أصوات غريبة». وعن عدم إعمار المنطقة وإصلاح التلفيات الموجودة بها من جراء إزالة الحدائق، ذكر يسرى، أنه تجرى الآن دراسة لتجميل المنطقة والمناطق المجاورة لها ورصفها وإنارتها.