لا أدري بالضبط ماذا يفعل المحافظون ولا طبيعة المعادلات الكيميائية التي يقومون بها في الدواوين ولا مجالس العلماء الذين يجتمعون بهم للوصول إلي وصفات عبقرية لحل المعضلات اليومية. ولكن ما أعرفه ببساطة ان المحافظ - أي محافظ - هو رب البيت الكبير وهو مسئول عن رعيته وان عليه واجبا تجاه الناس الذين تولي أمورهم وبإمكانه ان يرضيهم حتي لو بالقليل وذلك بأن يظهر بوادر للإصلاح وتغيير الحال.. أما أن تظل الأمور من محافظ إلي محافظ دون جديد ودون أن نلحظ ولو شيئا بسيطا في الشارع. فهذا ما لا أعرف له سببا وأحيانا لا أدري هل جاء المحافظ من أجل الناس - كل الناس - أم من أجل فئة بعينها هي التي تعيش علي ظهر الأرض والبقية تحتها. كان الناس في البحيرة قد استبشروا خيرا بالدكتور محمد علي سلطان والذي تولي مقاليد المحافظة بعد رحيل اللواءهدهود ولكن منذ ان جاء الدكتور سلطان لم يتغير شيء حتي الآن بل ان الأمور تسير من سييء إلي أسوأ وعن نفسي لم أر في دمنهور كلها شيئا يتم انجازه سوي "كابل" حفروا له ووضعوه بجوار نادي دمنهور والاستاد ثم غطوا الحفرة بالتراب. كتبت هنا مرارا وتكرارا عن حاجة الناس إلي أشياء بسيطة لا تتكلف سوي قرارات ومتابعة ولكن لا أحد يتحرك.. كتبت عن الحاجة لعسكري مرور ليس أكثر يقف علي مدار اليوم سواء بمدخل المدينة أو في مخرجها وليس لساعة أو اثنتين ولكن يبدو أننا بحاجة إلي حدوث مأساة لنتحرك عندها فالأمور في مدخل ومخرج دمنهور اختلط فيها الحابل بالنابل و"المطبات" التي صنعوها لن تفي بالغرض. أيضا مر المحافظ أكثر من مرة علي ترعة "الشراقوة" علي الطريق إلي حوش عيسي وأبوالمطامير ومن المؤكد ان رائحة الماء الآسن المختلط بالمجاري قد أفزغته إلا إذا كانت السيارة مغلقة الأبواب ومكيفة والمؤكد انها كذلك لأنه لو وصل إلي أنفه ما يصل إلي أنوف الناس 24 ساعة لما ارتضي ان يبقي هذا الوضع فالترعة باتت موطنا للأمراض والعفن ولا أدري كيف يعيش الناس حولها ولا كيف يشربون ويأكلون وينامون. كتبت له من قبل أرجوه ان يتدخل لإنهاء مشكلة قرية بلتاجي التي لم تشرب ماء نقيا منذ قرابة عشر سنوات بالرغم من مرور توصيلات الماء عليها وأيضا لا مجيب.. لا أحد يتحرك لدرجة أنني لم أعد اعرف هل مهمة المسئول أن يصيب الناس بالضجر والحنق والغضب؟ وكتبت هنا عن مستشفي نديبة الذي لا يعمل منذ قرابة ربع قرن رغم انه يعمل "علي الورق" وعن اختلاط مياه الشرب في القرية بالصرف الصحي لدرجة ان أحد المختصين في معمل للتحاليل أخبرني ان معظم الأطفال مصابون بالتيفويد. كتبت وكتب غيري والناس يكتبون ويشكون ولكن لا أحد يسمع.. لا أحد يتكلم.. لا أحد يفعل وتطالبون الناس بالصبر.. إذن شاركوهم هذا الماء وتلك الحياة وهذا الضجر لنري هل ستصبرون مثلهم أم لا؟ قلت قبلا انني أخشي أحيانا ان اكرر نفسي فأكتب ما كتبت ولكن بالله عليكم ماذا نفعل إذا كان ما نكتب يذهب ادراج الرياح.. ماذا نفعل إذا كنا نؤذن "في مالطة".. ماذا نفعل وهذا التردي يحيط بنا من كل جانب؟ ** ما قبل الصباح: لا تراهن كثيرا علي صبر الناس فحتي الصبر له حدود.