رحل اللواء مصطفي هدهود عن البحيرة. ليخلفه الدكتور محمد سلطان في فترة فارقة لكل أبناء المحافظة التي تئن منذ سنوات وتتحرك للخلف دون أن تشهد جديدا لم يقدموا بل أخروها سنوات.. عبر سنوات طوال. توافد عليها محافظون كثيرون وتحديدا منذ عهد المحافظ الدكتور عادل الهامي. الذي كان آخر من قدموا شيئا حقيقيا للبحيرة. ومن بعده وانتهاء بهدهود لم يشهد الناس جديدا وظلت دمنهور وهي العاصمة وبقية المدن والقري والعزب تنتقل من سييء إلي أسوأ. مهما ادعي من ادعي خلاف ذلك ومهما سطروا من إنجازات وهمية. وتأمل البحيرة من محافظها الجديد الكثير. ونحن نعلم جميعا الظروف التي تمر بها بلادنا وضيق ذات اليد وعدم توافر الميزانيات الكافية لإنجاز المشروعات وتوفير الخدمات. ولكن علي الدكتور محمد سلطان أن يعلم أن هناك الكثير الذي بإمكاننا أن نفعله لكن لا تجعل لك بطانة واستمع إلي الناس واتق الله فيهم لا تجلس في مكتبك وكن بيننا في شوارع دمنهور وعلي المقاهي! نزل إلي أبوالريش وشارع السوسي وشبرا والمعهد الديني.. المطاعم رفقا بالمرضي فإنهم مساكين وانت ادري الناس بذلك.. فلتقف بنفسك علي حال مستشفي دمنهور التعليمي وما يكابده الناس هناك رغم اجتهادات الاطباء علي الأمن وعلي المعاملة الحسنة. فالناس قد تتحمل الجوع لكنها لا تتحمل إهدار كرامتها. انظر إلي نديبة انظر إلي القري يا سيادة المحافظ فكل ما فيها لا يصدقه عقل توقف فيها المستشفي عن العمل منذ قرابة ربع قرن رغم وجود كادر طبي وعدد من الموظفين لا يجدون ما يعملون به انظر إلي سنهور حيث تم افتتاح مستشفي التكامل ثم بعد الافتتاح نهبوا ما فيه مستشفي التكامل فيه ما اصاب نظيرته في نديبة فتوقف عن العمل هي الأخري "الهم" سيناريو مختلف ربما لكن الجميع في كل المشاهد تتكرر في كل مكان. انظر إلي حال المدارس التي خوت من الطلاب الذين لا يذهبون إلا في الامتحانات ويقضون العام في مراكز الدروس الخصوصية.. انظر في مشاكل المياه التي اختلطت بالمجاري وإلي الصرف الصحي الذي اختار ناسا دون ناس.. انظر في العزب بمشاكلها.. هناك منها ما يمكن حله بقرار لنريح الآلاف ونرضي الناس التي ضجت بالشكوي دون مجيب وكأنها من كوكب آخر. أو كأن الزمن توقف بها من العشرينيات. فلا طرق ولا مياه ولا كهرباء.. باختصار لا حياة يا سيادة المحافظ.. اسأل الناس عمن كان قبلك ومن كان قبله. وصدقهم ولكن بشرط ان يصدقوك.. دعك من تلك الجولات المرتبة وهذه الإشادات التي سئمناها فالواقع مرير. والناس يستبشرون بك خيرا. والناس أيضا يعلمون انك لا تملك عصا سحرية. لكنهم يريدون من يستمع لشكواهم ويسعي لحلها حتي لو لم يحلها.. اجلس مع الناس علي الارض.. دع من حولك وتجول في الحقول.. إن لم تجد الفلاحين. سيحكي لك الزرع عن أحزانهم. يا سيادة المحافظ.. لا تعتمد علي التقارير.. اقرأها ولكن اسأل عنها.. واعرف بنفسك كل صغيرة وكبيرة.. اسأل عن الكثير والقليل.. حتي لو سألت عن سامح خليل.. هذا الموظف الذي عمل وأجاد كنائب لرئيس مدينة أبوالمطامير فأبعدوه.. اسأل عن كل شيء ولا تصدق إلا من اثبت براءته ولكنهم يصرون علي أنه مذنب ففي بلادنا الكل لهم أعداء خاصة الناجحين. ما قبل الصباح الإرادة والمحبة قد يصنعان ما لا يصنعه المال.. الناس إن صدقت سامحت وإن أحبت ضحت.