العقوبات التي قررتها لجنة المسابقات باتحاد كرة القدم علي كل من العميد حسام حسن المدير الفني للزمالك ولاعبه هاني سعيد بالإيقاف مباراة واحدة. حسام عاشور لاعب الأهلي ثلاث مباريات لما تسببوا فيه من اثارة وشغب لخروجهم علي النص وعن السلوك الرياضي جاءت منطقية ورد فعل طبيعياً للأخطاء الفادحة.. الاتحاد المسئول حذر كثيراً من عدم الالتزام وعدم ضبط النفس والابتعاد عن إثارة الشغب خاصة في مباراة القمة.. ولولا أن جماهير قطبي الكرة المصرية تتمتع بوعي كبير وتعي طبيعة تلك المرحلة الحساسة التي تمر بها مصر المحروسة بعد ثورة شعبها العظيمة لحدثت كارثة داخل استاد القاهرة في ظل وجود هذه الحشود الغفيرة من عشاق الناديين الكبيرين.. ولأن لجنة المسابقات مازالت حريصة علي عدم حرمان الجماهير من متابعة معشوقتها الساحرة المستديرة كان قرارها بتغريم القطبين 150 ألف جنيه نتيجة للهتافات غير اللائقة التي رددها البعض ضد لاعبي ومدربي الفريق الآخر وياليت جماهيرنا ترتقي بهتافاتها التي تزيد اللاعبين حماسا واجتهادا في الملعب بدلاً من اللجوء لألفاظ خارجة وجارحة لا تليق بشريحة من شعب مصر صاحب أعظم وأعرق حضارة في تاريخ الإنسانية وثقتي كبيرة في أن القادم سيكون أفضل وسيأتي اليوم الذي تتفرغ فيه جماهيرنا العظيمة للاستمتاع بفنون الساحرة المستديرة ومهارات نجومها الموهوبين لأنه رغم الظروف التي أطاحت بقمة الأهلي والزمالك والمرحلة الانتقالية التي يمر بها الوطن فإن القمة نجحت بنسبة 99% وخرجت لبر الأمان.. وبأقل الخسائر وهنا لابد من الإشادة كثيراً بالدور الرائع لرجال قواتنا المسلحة في حفظ الأمن والنظام للقمة داخل وخارج الملعب بالتنسيق مع الشرطة التي يمكن القول معه ان القمة شهدت ميلاد الشرطة المصرية من جديد بخبراتها وشجاعتها لتعود لأبنائها الثقة المفقودة كخطوة هامة للتخلص تماماً من حالة الانفلات الأمني التي أصابت الشارع المصري منذ اندلاع ثورة مصر المجيدة.. وإذا كانت القمة قد نجحت بنسبة 99% تنظيميا وإداريا وفنيا بتسجيل 4 أهداف فإن الأهلي بنفس النسبة انطلق من بوابتها بنجاح كبير لحسم بطولة الدوري العام لصالحه بعد أن "خنق" الزمالك بهذا التعادل وأبقي عليه بعيداً عن منصة التتويج بفارق ال "5" نقاط لينهار حلم الزمالك في استعادة الدرع ويتحول لكابوس مزعج علي أرض الواقع.. ولعل ما يزيد نجوم الزمالك ومدربهم حسرة وحزنا أن قمة الدوري كانت في قبضتهم منذ بداية الموسم بينما الأهلي يعاني من حالة تراجع وعدم استقرار في النتائج والعروض بسبب الأزمة الفنية التي واجهها في الدور الأول.. وهي حالة قليل ما يتعرض لها الأهلي بحكم إمكانياته الاقتصادية والشعبية والفنية الهائلة.. ولكن الزمالك فشل في استغلال تلك الفرصة الذهبية التي أتيحت له هذا الموسم حتماً جاء الساحر البرتغالي مانويل جوزيه الذي قلب كل الموازين وأعاد ترتيب أوراق الأهلي وضرب كرسي "في كلوب الزمالك". ليؤكد ان التدريب له أصوله ويعتمد علي علم وخبرات وأدوات ممثلة في طبيعة وحجم النجوم والقدرة علي توظيفهم بالشكل الأمثل فنياً وإعدادهم ذهنيا ونفسيا للتنفيذ لأنه ليس بالحماس وحده والروح العالية تتحقق البطولات لأنها تحتاج لعناصر عديدة تعتمد علي خبرة المدرب ومواهب وقدرات اللاعبين وخبراتهم في الملعب ومدي ثقتهم في أنفسهم يما يؤهلهم للتحكم في سير المباريات وتغيير دفتها لصالحهما والتغلب علي المواقف الصعبة والطارئة مثلما فعل نجوم الأهلي في القمة "107" بقيادة جدو ومحمد بركات وأحمد فتحي الجوكر ووائل جمعة وعبدالفضيل فالزمالك تقدم مرتين ولكن الأهلي عاد بهدوء وثقة وببراعة للمباراة رغم تألق نجوم الزمالك وتفوقهم علي أنفسهم وتقديم أفضل مبارياتهم هذا الموسم ليؤكد الأهلي ان الدرع تتمسك بمعشوقتها قلعة الجزيرة الحمراء جامعة البطولات والألقاب والكرة العصرية والكلاسيكية.. وكل دوري وأنتم طيبون.