ظاهرة انتشار الألبومات الغنائية الدينية أخذت منحي جديداً بعد النجاح الذي حققه ألبوم "في حضرة المحبوب" الذي تغني به "وائل جسار" حيث اندفع خلفه عدد من المطربين كان أبرزهم أنغام وشيرين. ومنذ أيام أُعلن عن اعتزام المطرب خالد سليم اصدار ألبوم جديد بالتعاون مع الداعية الشاب مصطفي حسني.. ليكون هذا الألبوم شكلاً جديداً في الجمع بين رجل الدين وأحد المطربين بشكل مباشر داخل عمل غنائي كامل. الأسابيع القليلة القادمة سوف تحمل في طياتها مفاجأة نجاح أو إخفاق هذه التجربة. السؤال الذي يطرح نفسه هل سيتبع مطربو مصر والعالم العربي "ثقافة النمل" في حال نجاح ألبوم المطرب والشيخ؟ الداعية مصطفي حسني أوضح ان فكرة ألبوم "طالب في مدرسة الحب" جاءت من خلال البرنامج الديني الذي كان يقدمه في رمضان الماضي علي شاشة قناة "اقرأ" وبيّن انه آن الأوان لجمع شتات الناس خاصة العلماء والمطربين ونبذ الخلاف حول مدي حرمة الغناء والموسيقي ليساهموا معاً في عمل نافع قد يكون دعوة لاصلاح الخلق وتهذيب النفس من خلال الغناء الذي يعد من أبرز الطرق للتأثير في وجدان الشباب. يري حسني ان فكرة الألبوم هي فكرة مستحدثة تعتمد علي حسن النوايا وصحة العزيمة في الاصلاح.. وإعداد الشباب بالنصيحة والارشاد بالشكل الذي يحبه ويتقبله الكثير. أشار مصطفي حسني إلي أنه يقدم الأغنية بموعظة تدعو المستمع إلي ان يكون مخلوقا نافعاً وفعالاً ومؤثراً في الأرض بشكل إيجابي ثم يأتي دور "خالد سليم" الذي يتمتع بحب الكثير من الشباب ليؤكد قول "حسني" من خلال غنائه. أكد عزيز الشافعي ملحن وكابتن أغنيات الألبوم ان فكرة الألبوم نابعة من بنات أفكار صانعيه وان هذه التجربة تعد الأولي من نوعها من حيث الجمع بين الداعية والمطرب لتقديم شكل غنائي هادف. أضاف: ليس هناك في الفن ما يمنع من تقديم صور مماثلة للشيء الواحد.. بشرط ان ينعكس عليه حالة من التميز والتطور ورؤي مقدميه. * الملحن حسن دنيا أكد ان فكرة الألبوم المقترح ليست جديدة لكنها سوف تقدم بشكل أكثر تطوراً حيث سبق وان استعان "عمرو دياب" في إحدي أغانيه الدينية وهي "نور علي نور" بصوت إمام الدعاة الشيخ محمد الشعراوي من خلال بعض أدعيته الدينية. أشار دنيا إلي احتمالية نجاح هذه الفكرة ومن ثم تكرارها مع أشخاص آخرين بحجة ان العديد من المستمعين يفضلون الاستماع إلي الأغاني التي تحمل في طياتها عظة وعبرة. لكنه استبعد ان يحدث مع هذا النوع من الألبومات الفنية ما حدث مع ظاهرة الألبومات الدينية التي حدثت في الشهور القليلة الماضية علي غرار نجاح ألبوم "في حضرة المحبوب" لوائل جسار ود. نبيل خلف. كشف النقاب عن التعاون غير المعلن بين بعض الدعاة الجدد والمطربين الشباب ومساندتهم حتي يكون لهم قبول عند الجمهور خاصة مع وجود تشابه بينهم في الشكل والمظهر موضحاً ان هذا حدث بالفعل مع المطرب "سامي يوسف" أحد أبرز الدعاة الجدد الشباب في مصر والعالم العربي. أوضح المؤلف الموسيقي عمرو اسماعيل ان التجربة التي يخوضها المطرب خالد سليم والداعية الشاب مصطفي حسني من خلال ألبومهما الجديد لن تكون ظاهرة ولن تستمر لوقت طويل علي اعتبار أنه من الصعب مواصلة الاستماع إلي الغناء بمصاحبة الدعاة أو الموعظة بشكل مستمر. لكنه عاد وأكد ان الألبوم المزمع طرحه قريباً في الأسواق لن يخرج عن إطار الألبوم الديني أو ما أسماه "بألبوم الأدعية" وفرق بينه وبين الألبوم الغنائي العاطفي المعتاد. قال: هذا الشكل الذي سوف يطرح به الألبوم متعارف عليه ولكن من المتوقع تقديمه بشكل جديد من خلال المزج بين الغنائي والديني. أوضح عمرو إسماعيل ان ما يمكن ان نسميه ظاهرة في هذا الصدد هو استعانة الدعاة الجدد بالمطربين الشباب مثلما حدث مع الداعية "عمرو خالد" واستعان "بتامر حسني" لتقديم فقرات غنائية بصوته في إطار حلقاته الدينية..وكذلك الأمر مع الداعية "معز سعود" الذي استعان بصوت المطرب "محمود العسيلي" في برامجه الدينية. أشار عمرو إسماعيل إلي ان الدعاة والمطربين علي حد سواء ينظرون إلي إمكانية الاستفادة من انتشار كل واحد منهم وجذب جمهور كل طرف للآخر. أكد د. أيمن عبدالهادي أستاذ الاعلام بكلية الاعلام في جامعة القاهرة ان هذا النمط الذي يريد الداعية مصطفي حسني والمطرب خالد سليم الخروج به في شكل فني ليس له علاقة بالخطاب الديني لان الخطاب الديني- من وجهة نظره- يحتاج إلي خطة معينة. أشار عبدالهادي إلي ان هذا النمط الفني ليس جديداً علي الساحة الفنية.. لكن الجديد فيه هو دخول الدعاة في شراكة تعاون مع المطربين في محاولة منهم لجذب شرائح محددة ومعينة من الشباب علاوة علي جمهور ومستمعي المطرب فضلاً عن الاستفادة من الوسائط الاتصالية الجماهيرية الحديثة. ولم يشكك أيمن عبدالهادي في نوايا صناع مثل هذه الأعمال سواء كان داعية أو مطرباً أو شاعراً وملحناً.. لكنه أوضح ان هذا الأمر ينطوي علي ثقافة العشوائية التي أصبحت منتشرة حالياً. يعتقد أيمن عبدالهادي ان هذا اللون من الألبومات لن يدوم طويلاً نظراً لتغلغل تلك العشوائية حتي لو كان هذا الألبوم ذا قيمة بسبب أنه لم يبن علي أساس منهجي مخطط له سلفاً.