أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي ان اتفاق اعلان المبادئ حول سد النهضة الذي تم التوقيع عليه في الخرطوم بينه وبين الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الاثيوبي هيلا ماريام ديسالين يمثل خطوة ايجابية علي الطريق الصحيح للتعاون بينهما فيما يتعلق بنهر النيل. وقال السيسي في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الاثيوبي عقب مباحثاتهما في اديس ابابا "اتطلع إلي التعاون بين الشعبين المصري والاثيوبي من خلال حديثي اليوم امام البرلمان الاثيوبي. داعيا إلي تطوير عمل اللجنتين الوزاريتين بين البلدين في شتي مجالات التعاون". أضاف الرئيس السيسي "اننا نحاول من خلال الاجراءات إلي تعزيز الثقة وازالة الشكوك من نفوس البعض".. وأشار إلي المباحثات التي اجرها صباح أمس مع كل من رئيس الجمهورية الاثيوبي مولاتو تشومي ورئيس الوزراء ديسالين والتي تم خلالها التشاور فيما يتعلق بمختلف العلاقات التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين وسبل تعزيزها في مختلف القطاعات. ولفت الرئيس السيسي إلي تلاقي وجهات نظر البلدين بشأن خطر الإرهاب الذي يواجه قارتنا والعالم وضرورة ومواجهته. وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي: أود أن اعرب عن بالغ سعادتي لتواجدي في العاصمة العريقة "أديس ابابا" بناء علي دعوة كريمة من رئيس الوزراء هيلا ماريام ديسالين وانتهز هذه المناسبة بالتوجه بمزيد من الشكر لاثيوبيا حكومة وشعبا علي حفاوة الاستقبال. اشكركم علي حسن التنظيم والاعداد لهذه الزيارة. سعدت صباح اليوم بمقابلة رئيس جمهورية اثيوبيا مولاتو تشومي. كما سعدت بالالتقاء مجددا برئيس الوزراء الاثيوبي لاستئناف حديثنا المتواصل في نيويورك وشرم الشيخ. وتشاورنا بشأن مختلف جوانب العلاقات التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين. كما تشاورنا حول سبل تعزيز العلاقات وتطويرها في مختلف ابعادها وعلي كافة مساراتها وقد تبادلنا أيضا وجهات النظر في شأن عدد من القضايا الاقليمية والدولية لاسيما فيما يتعلق بمسائل السلم والأمن في قارتنا الافريقية. كذلك قد تلاقت وجهات نظرنا حول الخطر الداهم الذي يهدد قارتنا والعالم وهو خطر الارهاب والذي يمثل تحديا جماعيا يستلزم تضافر جهودنا من أجل مواجهته والقضاء عليه حتي نحمي حاضر ومستقبل شعوبنا. فيما يتعلق بموضوع سد النهضة نعتقد أن اتفاق اعلان المبادئ الذي قمنا بالتوقيع عليه أمس في الخرطوم بالاشتراك مع السودان الشقيق يمثل خطوة ايجابية علي الطريق الصحيح نحو تعزيز التعاون بين الدول الثلاث فيما يتعلق بنهر النيل ولمعالجة شواغل كل طرف وهي خطوة علي طريق التعاون المشترك والمصالح المتبادلة وتفعيل مبدأ تحقيق المكاسب للجميع. ونأمل أن تتلوها خطوات أخري علي صعيد تحقيق هذه الاهداف. هذه الأهداف التي لا تتعلق فقط بالعلاقات بين دولنا اليوم وغدا ولكن تتعلق بحياة المستقبل ورفاهية اجيالنا القادمة. كما اتطلع إلي أن انقل رسالة محبة وسلام وتعاون من شعب مصر إلي الشعب الاثيوبي الشقيق من خلال حديثي غدا أمام البرلمان الاثيوبي بمجلسيه. قبل ان اختتم حديثي احب ان أؤكد علي اننا اتفقنا اليوم علي تطوير اللجنتين الوزاريتين المشكلتين بين مصر واثيوبيا في مجالات التعاون المختلفة إلي مستوي أعلي. وهي علي مستوي القيادة السياسية بحيث تلتقي الدولتان بشكل دوري في مصر واثيوبيا بالتبادل تحت اشرافي واشراف رئيس الوزراء الاثيوبي. اللجنة العليا التي تم الاتفاق عليها ستبدأ العمل فورا لبحث تفاصيل الاتفاق الذي ابرم بالأمس. نحن لن نضيع الوقت حتي نتحرك ونري من خلال التفاوض والنقاش بين المسئولين علي المستوي الوزاري في مصر واثيوبيا تحت اشرافي واشراف رئيس الوزراء للوصول إلي اتفاق متكامل بشأن موضوع المياه بين مصر واثيوبيا. اللجنة الثانية التي ستناقش موضوعات المياه.. الاشقاء في السودان مدعوون لان يكونوا معنا.. ان الاجراءات التي نتخذها نحاول من خلالها ان نعزز الثقة ونزيل الشكوك الموجودة في نفوس البعض منا سواء في مصر أو اثيوبيا. لذلك نحن نتحرك ونقول ليس هناك وقت.. يجب الانتهاء من هذه القضايا باسرع ما يمكن حتي تكون القاعدة التي تم اقرارها ووقعنا عليها أمس انطلاقة لمستقبل أفضل. لن تكون هناك عودة للخلف. وفي النهاية اود مجددا ان اشكر الأخ رئيس الوزراء ديسالين علي حسن الاستقبال وكرم الضيافة وادعوه لزيارة بلده الثاني مصر في أقرب فرصة. في احتفالات قناة السويس الجديدة في شهر اغسطس القادم وذلك في اطار زياراتنا المتبادلة وتقليد مستمر. نحن حريصون علي ان يكون موجودا بين البلدين ليعكس الارتباط الوثيق بين مصر واثيوبيا. يعكس قوة العلاقات بين البلدين والتاريخ المشترك والمصير الواحد بين الشعبين المصري والاثيوبي. وصف رئيس الوزراء الاثيوبي هيلا مريام ديسالين زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لاثيوبيا بأنها زيارة فارقة وشهادة علي عمق العلاقات بين البلدين. معربا عن اعتقاده بأن البلدين وصلا في هذه المرحلة إلي قدر من الثقة والتفاهم وسوف يستمران سويا علي هذا النهج. وقال ديسالين انه تم الاتفاق علي رفع مستوي اللجنة إلي مستوي القيادة السياسية للدولتين في اجتماع سيكون بالتناوب فيما بين اديس أبابا والقاهرة. مؤكدا علي استمرار القوة الدافعة التي بدأناها ونبني عليها.