مآذن قريتي رواية للأديب أحمد ماضي يحاول من خلال أحداثها وشخصياتها تجسيد مجموعة من المواقف الفكرية والانسانية التي تدور دائماً بين الانا والآخر. بين الفكر المستنير الذي يعظم مكانة العقل ويرفع مكانة الانسان. ويعمل علي ان يكون بذل الجهد من أجل الارتقاء بالاخرين. وتقديم الخدمات لهم عن قناعة تامة بأن ذلك واجب انساني وديني. وليس تجارة القصد منها أسر الآخر والاستيلاء علي عقله وسلب ارادته. وادخال مفاهيم مغلوطة عليه لتمحو أفكاره وتسيطر علي كل قراراته وتجعل منه مجرد تابع لا يفكر وإنما ينفذ فكر وارادة الآخرين. كان بالقرية أربع مآذن عالية لكن الرجل المستنير الذي أشاع بين الناس الفكر البناء. الذي يبغي السمو العقلي والسلوكي لكل من حوله لقبه محبوه بالمئذنة الخامسة. الصراع كان ومازال وسيظل بين أصحاب الفكر الحقيقي. وبين هؤلاء الذين أراحوا ادمغتهم وألغوا عقولهم وسلموا انفسهم وارادتهم لآخرين أغوتهم معرفتهم السطحية ومظهرهم فظنوا انهم يمتلكون الحقيقة المطلقة.