نظمت مؤسسة مصر الخير احتفالية كبري لإطلاق برنامج ¢الأم المصرية 2015¢ مؤكدة نجاحها في فك كرب نحو 27 ألف غارم وغارمة منذ بداية المشروع في فبراير 2010. قال الدكتور علي جمعة رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير إن هذه الاحتفالية تم تخصيصها للاعترافپبجميل الأم المصرية التي تحملت كثيرا لبناء هذا الوطن مؤكدًا أن مشروع الغارمين لم يقف عند تحرير سجن الغارمين والغارمات. ولكن تعدي لتنمية الإنسان. مشددا أن المؤسسة في الفترة المقبلة. ستعمل علي منع دخول الغارمات السجن حتي لا تتأثر سمعتهن موضحا أن ذلك يحتاج ترتيبات قانونية وثقافية واجتماعية. وأن المؤسسة تبذل محاولاتها لسد باب الغارمين بعد نجاحها في فك كرب 27 ألف غارم وغارمة في فترة وجيزة. أكد اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه اللواء أبوبكر عبدالكريم مساعد وزير الداخلية لقطاع حقوق الإنسان أن مصر بذلت جهودا كبيرة لدعم وضع المرأة ومساندتها علي كافة المستويات وحماية حقوقها إدراكا من الدولة بقيمتها ومكانتها ودورها الفاعل علي كافة الأصعدة والمستويات موضحا أن الداخلية تولي اهتماما كبيرا بقضايا المرأة بشكل عام والسجينة بشكل خاص وذلك تنفيذا لسياسات وتوجهات الوزارة الهادفة في أحد محاورها إلي احترام حقوق الإنسان وصون كرامته. قالتپسالي أنور مدير العلاقات العامة بشركة غبور أوتو إن الشركة تتعاون مع المؤسسة لرفع معاناة الغارمات وقد قامت بسداد ديون أكثر 500 غارمة من أجل رسم الفرحة علي وجوههن. أوضح اللواء محمد عماد مدير إدارة التأهيل والتنمية بمصلحة السجون أن المصلحة تبذل قصاري جهدها في إمداد كافة الجهات بالمعلومات عن الغارمين والدائين. بداية من رئاسة الجمهورية والأزهر الشريف وبعض الجهات والمؤسسات المدنية ورجال الأعمال لإنهاء إجراءات سداد ديون الغارمين والغارمات وفك كربهم مشيدا بدور مؤسسة مصر الخير في توفير أداوات ومعدات إنشاء ورش في سجن المنيا العمومي وتنظيم معارض في السجون وأخري خارجية لتسويق المنتجات. قالت سهير عوض مدير مشروع الغارمين بمؤسسة مصر الخير. إن برنامج ¢الأم المصرية 2015¢ يهدف لتنفيذ برامج ومشاريع تستهدف تنمية المرأة المصرية والنهوض بها وزيادة دخلها. من خلال 4 محاور هي توفير مصدر للدخل. والرعاية الصحية ومحو الأمية وفك كرب الغارمين ودلك تزامناً مع احتفالات يوم المرأة المصرية وعيد الأمپ. أوضحت أن مصر الخير بدأت في تنمية الغارمين من خلال أول خطوة وهي أكاديمية مصر الخير للسجاد اليدوي بأبيس بهدف تدريب المستفيدين "الغارمين" بعد فك كربهم. وتوفير فرص عمل لهم من خلال تعليمهم حرفة صناعة السجاد اليدوي وفقاً للمواصفات العالمية..پمشيرة إلي أن المؤسسة تستهدف خلال عام 2015 فك كرب 5000 غارم آخرين وتسعي لأن يصل العدد لأكثر من 32 ألف غارم بنهاية هذا العام. وعلي هامش المؤتمر تم افتتاح معرض لمشروعات منتجات النول من السجاد اليدوي والمفروشات وإعلان المشروع القومي لإحياء التراث في المشغولات اليدويةپمن منتجات الأسر الأكثر احتياجا والغارمين. علي هامش الاحتفالية التقت ¢المساء الديني¢ بعض الغارمات لتروي كل منهن قصتها تقول ن. ع.: عمري 58 عاما تزوجت من تاجر كبير في الأزهر وأنجبت أربع أبناء وفي عام 1984 توفي ابني محمد وبعدها بسنتين أصيب ابني حسين بورم في المخ حتي فارق هو الآخر الحياة شعرت بعدها بكآبة الحياة ولكنني صبرت علي قضاء الله سبحانه وتعالي إلي أن جاءت الطامة الكبري أنه في عام 1998 خسر زوجي كل ما يملكه في التجارة وأصيب بمرض أقعده عن العمل فاضطررت لبيع أثاث منزلي واستدنت من الجيران لسداد ديوني وعندما عجزت عن السداد توجهت لمؤسسة مصر الخير التي دفعت عني مبلغ 19 ألف جنيه قبل أن أدخل السجن؟ تتمني الحاجة أن يساعدها رجال الأعمال أو أي مؤسسة خيرية في تحمل أعباء الحياة كما تحلم بأداء العمرة لتختم بها حياتها. زهيرة حمزة من الغربية تقول كنت أعمل طباخة في البيوت وكان يكفيني ما أحصل عليه أموال إلي أن قامت شقيقتي بفتح معرض سلع معمرة وضمنتها ولكنها خسرت كل شيء وتم الحجز علي الأجهزة التي لم تف بالمبلغ المستحق فطالبني الدائنون بسداد 25 ألف جنيه بصفتي ضامنة وعندما عجزت قدموا الأوراق للمحكمة التي قضت بحبسي إلي أن قامت مصر الخير بزيارة السجن وسداد الدين وأعادت لي حريتي من جديد. أضافت أنها تقيم في غرفة وصالة إيجارها 300 جنيه شهريا ومعها والدتها التي تبلغ من العمر 85 عاما ولديها بنت وولد وزوج معوق.. لذلك تتمني أن يساعدها أهل الخير في فتح مشروع يعينها علي مواجهة أعباء الحياة. سناء صالح من طنطا تقول لديها أربعة أولاد وقد حصلت علي ثلاجة وبوتجاز بالقسط ولكنها فشلت في سداد أقساطها بسبب تعرضها لحادث وتم الحكم عليها بالسجن 3 سنوات إلي أن قام أولادها بالتوجه لمصر الخير التي دفعت لها المديونية ولم تصدق نفسها وانهمرت في البكاء بشدة عندما تم الإفراج عنها وتدعو الله أن يساعدها أهل الخير ويعيد لها البسمة بإقامة أي مشروع يحقق لها العيش الكريم. تكافل اجتماعي يقول د. حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر إن سهم الغارمين شكل من أشكال التكافل الاجتماعي الذي حث عليه الإسلام حيث شرع لنا أخذ سهم من زكاة الأموال وتخصيصه للغارمين وهم من استدانوا في غير معصية الله يقول الله تعالي في مستحق الزكاة ¢إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم¢.. ولقد بدأ النظام الاقتصادي العالمي يتنبه لهذا النظام البديع الذي لا يتواجد سوي في التشريع الإسلامي خاصة بعد تعرض أكثر الدول لأزمة مالية أيقظتها علي حقيقة أن المدين يضر بالمجتمع وبالتالي فإن مساعدته للخروج من أزمته هو بمثابة مساعدة مباشرة للمجتمع. أشار إلي أن الغارمين نوعان الأول غرم لغيره كإصلاح ذات البين والآخر غرم لنفسه لإصلاح حاله في شيء مباح والشرط في استحقاق الغارم من الزكاة ألا يكون دينه من سفاهة أو حرام كما جاء في تفسير القرطبي حيث يقول: ¢إن الغارم يعطي من الزكاة من له مال وعليه دين محيط به ما يفي به دينه. فإن لم يكن له مال وعليه دين فهو فقير فيعطي بالوصفين. كونه غارما وكونه فقيرا¢.. كما جاء في صحيح مسلم أن رجلاً أصيب في ثمار ابتاعها فكثر دينه فقال رسول الله: ¢تصدقوا عليه¢ فتصدق الناس عليه فلم يبلغ ذلك وفاء دينه. فقال عليه الصلاة والسلام لغرمائه أصحاب الديون ¢خذوا ما وجدتم وليس لكم إلا ذلك¢. كما روي أن ¢المسألة¢ التي يجوز فيها الصدقة والزكاة لأحد ثلاثة: ذي فقر مدقع "شديد أفضي به إلي الدعقاء أي التراب" أو لذي غرم مفظع "شديد شنيع" أو لذي دم موجع "أي تحمل الدية عن القاتل حتي لا يقتل". يطالب د. طه رجال الأعمال وأهل الخير أن يوجهوا زكواتهم لفك كرب الغارمين الذين شاءت أقدارهم وظروفهم الصعبة الوقوع تحت مقصلة الدائنين.