* يسأل موظف بإحدي الشركات الخاصة: صديقي يكذب دائماً في أقواله وأفعاله إلي درجة أنني لا أستطيع التفرقة في تصرفاته بين صدقه وكذبه. وكلما نصحته باجتناب الكذب. قال لي: أنا ناجح هكذا في حياتي؟ فماذا أقول له؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: الصدق فضيلة أساسية. وقيمة ضرورية للحياة الإنسانية جمعاء. إذ لولا الصدق لأصبح المجتمع خالياً من الفضيلة. ولذا دعا الإسلام إلي الصدق وحث عليه. يقول الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" التوبة: آية .119 ولقد أكد الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم علي أن الصدق من أوثق أسباب النجاح وأعظم أبواب الفوز. والعجب أن أبي جهل وهو من ألد أعداء الرسول كان يصدق الرسول محمد صلي الله عليه وسلم ويصفه بالصدق. وكان مع ذلك يكذب ما جاء به من خبر السماء وأمر النبوة. فقد قال للرسول: إننا لا نكذبك وما أنت فينا بمكذب ولكن نكذب بما جت به. ولقد التقي رجل من المنافقين يسمي الأخنس بن شريق بأبي جهل فقال له: ليس هنا غيري وغيرك يسمع كلامنا. أخبرني عن محمد صادق أم كذاب؟ فقال أبو جهل: والله إن محمداً لصادق وما كذب قط. ولقد كان الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ينصح الناس ويوصيهم بالتمسك بالصدق وأن يتحروا عنه. ويتلمسوه. حتي وإن رأوا فيه الهلكة. لأن النجاة في الصدق. ومن أجل ذلك كان الرسول يرسم للناشئة. ويغرس في نفوسهم تلك الفضيلة منذ طفولتهم. لما روي عن عبدالله بن عامر رضي الله عنه قال: دعتني أمي يوماً. ورسول الله صلي الله عليه وسلم قاعد في بيتنا. فقالت: ها تعال أعطك. فقال لها رسول الله: "ما أردت أن تعطيه؟" قالت: أردت أعطيه تمراً. فقال لها رسول الله: "أما إنك لو لم تعطه شيئاً كتبت عليك كذبة" سنن أبي داود. كما دعا الرسول صلي الله عليه وسلم إلي وجوب صدق النوايا في كل أمورنا. وأن الله سيحاسبنا علي نوايانا وخفايانا. وغشنا لآخرين. حتي وإن نجح بعضنا في بعض الأمور الحياتية من خلال كذبه. فإن هذا النجاح زائف وكاذب وسرعان ما ينقلب علي صاحبه. ومن هنا كانت دعوة الإسلام إلي الصدق. وإلي وجوب أن ينعكس الصدق علي السلوك اليومي للإنسان. فكما تتوقع من الناس أن يكونوا صادقين معك. فيجب أن تكون صادقاً معهم وإلا من غير المنطقي أن تطلب من الاخرين الصدق في المعاملة فأنت لا تصدق الحديث معهم. فالصدق لا جتمع مع الكذب. وا يجتمع مع الصدق. لأن الأخلاق الإنسانية ذاتها لا تسمح بأن يكون الإنسان ما بينه وبين الناس شيئاً يغاير ما بينه وبين نفسه وإلا عد ذلك خللاً واضحاً. وقصوراً عقلياً فاضحاً. يقول الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون. كبُر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" الصف: آيتان 2 .3 * يسأل محمد فتحي من القاهرة: إذا كان نقل الأعضاء غير جائز.. فهل يجوز نقل الدم من إنسان صحيح إلي آخر مريض؟! أم لا؟! ** يجيب الشيخ صابر أحمد عبدالسيد مفتش بإدارة أوقاف الهرم بالجيزة: ذهب جماعة من الفقهاء إلي جواز التداوي بالمحرم عند الضرورة القصوي. إن لم يكن هناك ما يسد سده من الأدوية المباحة الطاهرة.. فإذا رأي الطبيب المسلم الحاذق إن انقاذ حياة المريض متوقف علي نقل الدم إليه من آخر جاز التداوي به شرعاً والقاعدة الأصولية تقول "الضرورات تبيح المحظورات" ويجب في هذه الحالة أن يراعي عدم إلحاق الضرر بالمتبرع بالدم صحياً وأن يكون التداوي في حدود الضرورة والإسلام يحث علي فعل الخير ومن أنواع فعل الخير وأهمه انقاذ حياة المريض.