يختتم مؤتمر المجلس الأعلي للشئون الإسلامية الدولي الرابع والعشرون الذي أقامته وزارة الأوقاف تحت عنوان "عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه طريق التصحيح" أعماله اليوم بإصدار العديد من التوصيات التي من المتوقع أن تؤكد علي حرمة الدماء والأعراض ورفضهم لكافة أشكال الإرهاب والعنف والتطرف وتكفير الآخر والتأكيد علي التعايش السلمي الذي يدعو له ديننا الحنيف سواء بين المسلمين بعضهم البعض أو مع من يختلف معهم عقائديًا. شهدت الجلسات المسائية أمس حربا شرسة علي الإرهاب والإرهابيين أكد خلالها المشاركون علي أن ما تتبعه التنظيمات المتشددة من تكفير الآخر لا يمت للدين بصلة فقد حث ديننا الحنيف علي التعايش السلمي القائم علي المودة والرحمة والتسامح. قال الشيخ محمد حسين مفتي القدس ان الله سبحانه وتعالي أمرنا بقتال المعتدين فقط ونهانا عن الاعتداء علي غيرنا حتي ولو كان كافرا لأن الكفر لا يعني ألا نطبق عدل الله الذي يرفض قتل النفس وشرع هذا القتل في حالة ما إذا كان معتديا فقط. أضاف مفتي القدس ان التعايش بين المسلمين بمختلف انتماءاتهم واجب شرعي حتي ولو كان هناك خلاف بينهم.. وفي كلمة له تحت عنوان "الإسلام والآخر" أكد الدكتور بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين السابق بجامعة الأزهر ان الحديث عن الإسلام والآخر هو حديث مستمد من الوحي الإلهي في مقابلة الفكر البشري مشيرا إلي أن الإسلام دين السلام وهو دين العزة والكرامة للإنسانية جمعاء وللمسلمين علي وجه الخصوص حيث كرم الله الإنسان وحرم المثل والتشهير بالقتلي وإذا كانت كرامة الإنسان مصانة في الإسلام فإن عزة المسلمين واجبة وهي من فروض العين بحق الفرد والجماعة. في الجلسة التي ترأسها د. هايل داوود وزير الأوقاف والشئون الدينية الأردني استعرض المشاركون مظاهر التوظيف السياسي للدين والحكم الشرعي لتحريم هذا التوظيف وأدلته من القرآن الكريم والسنة النبوية حيث أكد د. محمد السيد الجلند أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة ود. إبراهيم الهدهد نائب رئيس جامعة الأزهر ود. عبدالله النجار عميد كلية الدراسات العليا السابق ود. جودة عبدالغني بسيوني رئيس الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بكازاخستان ود. آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر.. حرمة استغلال الدين لتحقيق مآرب سياسية أو حزبية وخطورة تأويل النصوص لأغراض سياسية حيث ان ذلك يؤدي إلي إضعاف الدول الإسلامية وطالبوا بضرورة إنشاء مرصد عربي لجمع الأفكار المخالفة للدين وتفنيدها للرد عليها من خلال هيئة إسلامية عليا تضم كل المتخصصين ومواجهة الفكر بالفكر داعين كافة المسلمين إلي اتباع شرع الله والإبعاد بأهوائهم عن الدين الإسلامي. وعلي هامش المؤتمر عقد د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف مؤتمرا صحفيا أكد فيه انه حصل علي موافقة بعض الدول علي مقترح توحيد الخطابة وستتم اليوم الأحد مشاورات مع دولة أخري لتعميمها علي جميع الدول العربية والإسلامية بحيث تقوم لجنة مركزية عليا بتنظيم موضوع الخطبة الموحدة.. مشيرا إلي أنه تم إنشاء هيئة عالمية لتقييم الدعوة الإسلامية يتولي شئونها د. محمد محمود أبوهاشم نائب رئيس جامعة الأزهر الذي يشغل منصب نائب الأمين العام للهيئة للاضطلاع بدورها في مراقبة وتقييم الدعوة مشيرا إلي أنها ستنطلق في أداء عملها قريبا. وحول حصول البعض علي أموال من العمال لتعيينهم في وظائف الأوقاف أكد الوزير أن من يثبت حصوله علي تلك الأموال سوف يتم إحالته للنيابة مشيرا إلي أن من يتم قبوله وتعيينه سوف ينشر اسمه علي موقع الوزارة أوقاف أونلاين فيما عدا ذلك فلا صحة لتعيينه. كان المؤتمر العام الدولي الرابع والعشرين للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية قد عقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي وافتتحه المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر نائبا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.